بقلم : الشيخ مبطيل
في الحقيقة انا لا اريد أن أطرح سؤالا لأبحث له عن جواب لان الجملة أفادت النفي بمعنى يمكن أن نحول "هل نحن بحاجة للمجلس البلدي" ؟ إذا نحن لسنا بحاجة للمجلس البلدي و اقصد مدينة وجدة، فاني ابن المدينة، لم أسافر كثيرا حتى أطلعكم عن خبايا المدن الأخرى و استطيع أن اقربكم من مجموعة من الاستنتاجات التي تؤدي إلى نفس القناعة و نفس الجملة.
منذ أن حل الوالي محمد الإبراهيمي بالمدينة و الأضواء تسلط عليه، بينما نور رئيس المجلس البلدي بدا يخبو شيئا فشيئا، إلى أن أصبح بمثابة ذلك التمثال الذي أظلمت حوله الأجواء و الأنوار و عرف الوالي كيف يستقطب الصحافة الجهوية و جعلها لا تتكلم إلا عن إنجازاته دون أن تذكر هفواته، بل جعلت منه "سوبرمان" وجدة، الذي استطاع أن يغير المدينة في لمح البصر كما يقولون..
و ذهب بعض الصحافيين بعيدا حينما استعاروا جملا من القران و نظموا على وزنها جملا جعلت من الوالي الرجل الوحيد الذي يمكنه أن يغير وجدة ، و بالغ البعض الآخر في تنميق الرسائل الموجهة إلى السدة العليا ملتمسين من جلالة الملك أن يبقى السيد الإبراهيمي بمدينة وجدة، و كأنه لا يمكننا أن نتنفس إلا هواء منبعثا من الولاية...، فقد ظل المجلس البلدي مهمشا بعيدا عن المشهد الإعلامي و تحاشت الصحافة الجهوية الحديث عن لخضر حدوش إلا نادرا و كثيرا ما وجهت له انتقادات قاسية، لكن المفارقة الكبرى هي أن رئيس المجلس البلدي نفسه آمن بقوة الإبراهيمي و ضرورة تواجده بمدينة الألف سنة إذ صرح بإحدى الجرائد ما معناه أن أهل وجدة سيفقدون الإبراهيمي و سيندمون إذا ما غادر مدينة وجدة. تصريح غريب من رئيس
المجلس البلدي، و يبدو أن السيد لخضر حدوش اقتنع بدوره الثانوي، إذ أصبح يقوم بمهام ملكة بريطانيا لا يظهر إلا في التدشينات و الحفلات. أما تواجده على الساحة فلا يكاد يذكر. من هنا أظن أن حدوش سوف لن يستطيع أن يتحدث عن انجازات لمجلسه، اللهم بيع كل الطرقات و الشوارع و تحويلها إلى أماكن ركن السيارات مؤدى عنها،أو الحفر الكثيرة التي أرقت الساكنة و خاصة أصحاب السيارات حيث تدهورت عرباتهم إلى درجة يمكن القول أن مجلسنا بحبه للحفر أصبح يصنف ضمن أعداء السلامة الطرقية وهنا أستوقف القارئ الكريم وأعود به إلى حكاية مجلس بلدي كان يتولى تسيير مدينة بحجم مدينة وجدة مليئة بالحفر وكان مواطنو هذه المدينة يعانون الأمرين نتيجة الحفر الكثيرة فعقد أعضاء المجلس اجتماعا طارئا لإيجاد حلول ناجعة لهذا المشكل فتفتقت عبقرية أحدهم واقترح على الرئيس بأن يبني المجلس البلدي مستشفى أمام كل حفرة وهكذا يكون المواطن أقرب إلى العلاج وتدخل آخر والتمس من الرئيس بأن يضع سيارة إسعاف أمام كل حفرة ...
فهذا الأمر طبعا لا يختلف عن حال مجلسنا المريض خصوصا حينما نجد شوارع المدينة مليئة بالحفر وعلى ضوء هذا فسنقترح على فخامة مجلسنا الكبير بأن يفكر في احتضان مهرجان دولي للقفز على الحفر مادمت مدينتا تمتاز بهذه الخاصية "إذن خصنا مانحرموهاش من النعمة" حيث تحولت من مدينة الألف سنة إلى مدينة الألف حفرة...
وبما أننا لم نعد نعرف حدود اختصاصات الولاية واختلطت علينا بصلاحيات المجلس فإن فضيحة تبذير المال العام "اللي طالعا على ظهر دافعي الضرائب" على مستوى طريق مغنية حينما تم تلميع واجهة القنطرة والطريق الرئيسي استبشر السكان خيرا إلى أن تفاجأوا بإعادة تهديم ما تم بناءه في نفس الأسبوع دون مراقبة أو حس وطني بمعنى أن الترميم عشوائي وغير مدروس فمن المسؤول عن كل هذا إذا كانت الولاية تتولى تغيير وجه المدينة؟ أمام هذا الوضع أيحق لنا أن نقول: الله يشدلينا في الإبراهيمي و يسقط المجلس البلدي ؟؟؟؟؟؟
www.acharqalmaghribiya.nett