التأكيد على أهمية دراسة التراث الأندلسي والثقافة الإسلامية لإعطاء دفعة قوية لعلاقات إسبانيا بالعالم الإسلامي
التأكيد على أهمية دراسة التراث الأندلسي والثقافة الإسلامية لإعطاء دفعة قوية لعلاقات إسبانيا بالعالم الإسلامي (ندوة)
شفشاون 21-6-2009 أجمع ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين من المغرب وإسبانيا، أمس السبت خلال ندوة فكرية مشتركة، على أهمية دراسة التراث الأندلسي والثقافة الإسلامية بهدف إعطاء دفعة قوية للعلاقات بين إسبانيا والعالم الإسلامي عموما وإسبانيا والمغرب بصفة خاصة.
وأبرز المشاركون، في هذه الندوة المنظمة من طرف جمعية "الدعوة الاسلامية" بتعاون وتنسيق مع عمالة إقليم شفشاون وجامعة عبد المالك السعدي واللجنة الإسلامية باسبانيا، أن دراسة الثقافة والحضارة الأندلسية تعد أفضل نموذج للتعايش بين الأديان والأعراق والثقافات، وجسرا للتقارب بين إسبانيا والدول الإسلامية.
وأكدوا أن إنشاء معهد للثقافة الأندلسية بشفشاون من شأنه أن يدعم هذا التوجه، ويصب في مسار دعم العلاقات الإسبانية الإسلامية التي يضطلع المغرب بدور محوري فيها; بحكم الروابط التاريخية المشتركة وأواصر الصداقة التي تجمع بين البلدين الجارين.
واستحضر المشاركون لب ما يدعو إليه الدين الإسلامي من أخوة ومحبة وسلام وتسامح، مستشهدين بالمعاملة الحسنة التي لقيها اليهود من طرف الشعب المغربي بعد أن تم طردهم من أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية.
وأوضحوا أن الإقبال المتزايد للمواطنين الإسبان على دراسة الدين الإسلامي في التخصص الفريد الموجود بجامعتين بمدريد في مجال تكوين خبراء في الدين الاسلامي والثقافة الاسلامية وفقا للمعايير الموحدة للاتحاد الأوروبي، يعد أبرز دليل على صفاء الدين الاسلامي من الشوائب التي يحاول البعض إلصاقها به.
وتم في ختام هذه الندوة، التي حضرها على الخصوص عامل عمالة إقليم شفشاون والقنصل العام الإسباني بتطوان ونائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي ورئيس اللجنة الإسلامية باسبانيا ورئيس المجلس العلمي المحلي، تسليم شهادات جامعية لحوالي 30 طالبا من أصل حوالي 70 طالبا من مختلف الأعمار تخصصوا لمدة تناهز تسعة أشهر في دراسة الدين الإسلامي، ليكونوا مؤهلين للعمل كخبراء في الدين والثقافة الاسلامية.
ومن جهته، أكد رئيس جمعية "الدعوة الإسلامية" السيد علي الريسوني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم الندوة للسنة الثانية على التوالي بالمدينة يرسخ المنهجية المغربية في الوسطية والاعتدال والتفتح على مختلف التجارب في مجالات التربية والتكوين والثقافة.
وأوضح أن الجمعية تنظم هذا الحدث الأكاديمي الهام بمقر عمالة إقليم شفشاون بمناسبة مرور 400 سنة على خروج المسلمين من الأندلس (1609 2009)، وذلك لتعريف المشاركين من الجانب الإسباني على الخصوص بالثوابت الروحية التي اختارها المغرب والمتمثلة في "العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني ضمن المنهج الوسطي المعتدل الجامع بين الأصالة المتجذرة والمعاصرة الراشدة".