ستيقظتُ هذا الصباح على وقع أخبار لم تترك صباحي على ما يرام، أشعلت التلفزيون بحثا عن شيء ينتزع مني الضحك، قادني بحثي إلى سكيتش هزلي لحنان الفاضلي تقلد فيه المطربة المغربية نعيمة سميح. المهم أن من بين الأسئلة التي طرحَتها على "الفنانة" هي: أنت من الفنانات القليلات اللواتي اخترن أن يبقين في المغرب، صامدات، لماذا؟ تبسمتُ ضاحكا من هذا السؤال، فالفنانة الفاضلي تعترف، ولو بشكل عفوي، وربما بدون قصد، أن مجرد البقاء في هذا البلد شكل من أشكال الصمود. أمعنت التفكير قليلا في هذا القول فأحسست أن هذه ليست هي المرة الأولى التي أسمع فيها هذا الكلام. بدأت أعصر ذاكرتي شيئا فشيئا ... أين سمعت هذا الكلام؟؟؟ آآآآآآآآآآه تذكرت ... سمعت فتاة فلسطينية تقول هذا الكلام في قناة الجزيرة أثناء العدوان الصهيوني الهمجي الأخير على أهلنا في القطاع. أذكر أنها قالت : مهما عملوا فينا راح نبقى صامدين في أرضنا، أرضِ المحشر و المنشر.
كانت هذه أول مرة أسمع فيها أن فلسطين هي أرض المحشر و المنشر. تعلمتها على يد هذه الصبية الفلسطينية.
المهم، بدأت أفكر في أوجه التشابه بيننا نحن في المغرب و شعبنا في فلسطين، وكم كان استغرابي عظيما عندما اكتشفت أن هناك أكثر من وجه للشبه بين البلدين تجعل مجرد البقاء فيهما شكلا من أشكال الصمود.
فأهلنا في فلسطين صامدون أمام آلة دمار اغتصبت وطنا بكامله.
وأهل المغرب أيضا صامدون في وجه آلة قمع اغتصبت الوطن بكامله.
الفرق الوحيد أن جلادي الفلسطينيين في أغلب الأحيان يكونون يهودا مغاربة، أما نحن فجلادونا في كل الأحيان يكونون مغاربة ... يهودا.
وأهلنا في فلسطين ابتُلوا بجار شقيق لدود يغلق عليهم الحدود، و كانت ممارساته أحد أسباب انقسامهم إلى دولتين : فتحستان وحماسستان.
وأهل المغرب أيضا لهم جار سوء شقيق لدود يغلق عليهم الحدود و يبذل قصارى جهده لكي يقسمهم إلى دولتين: مملكة شمالستان وجمهورية جنوبستان.
وأهلنا في فلسطين يتولى أمرهم عصابة لصوص يترأسها لص اسمه عباس، كل همه أن يبقى الوجه الفلسطيني عابسا.
وأهل المغرب تتولى أمرهم عصابة فاشلة ***********، ***********... *****ويودّ كلاهما لو يعمّر ألف سنة وما هو بمزحزحه من الفساد أن يعمّر.
الخلاصة أننا أشبه الشعوب العربية بالشعب الفلسطيني، و هذا الشبه ربما هو الذي يجعلنا أحق العرب بأن يكون لنا حيّ في القدس الشريف اسمه حيّ المغاربة، وأن يكون للمسجد الأقصى باب باسمنا اسمه باب المغاربة.
والله أعلم
ملحوظة: سبق أن نشرت هذا الموضوع في مدونتي بتاريخ:18/05/2009