مطالب برلمانية بعزل طنطاوي بعد ثاني لقاء ببيريز

[خلدون أبو إسراء]

مطالب برلمانية بعزل طنطاوي بعد ثاني لقاء ببيريز
محمد جمال عرفة


الصورة التي أثارت الاحتجاجات
القاهرة- طالب نواب مصريون اليوم الأحد بعزل شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي من منصبه؛ لجلوسه على منصة واحدة مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في الأول والثاني من يوليو الجاري بكازاخستان، وهي المرة الثانية التي يجتمعان فيها منذ مصافحتهما الشهيرة في مؤتمر حوار الأديان بمقر الأمم المتحدة بنيويورك في نوفمبر الماضي 2008.

وتقدم سبعة نواب بطلبات استجواب عاجلة لرئيس الوزراء المصري -بصفته وزير شئون الأزهر- يطالبون فيها بمسائلة شيخ الأزهر ووزير الأوقاف بسبب حضورهما الجلسة التي ألقى خلالها الرئيس الإسرائيلي كلمة المؤتمر الافتتاحية، فضلا عن جلوس الشيخ طنطاوي معه على منصة واحدة، وفقًا لصور نشرتها صحيفتا الدستور واليوم السابع المصريتان المستقلتان.

ولم ترد أي أنباء أو دلائل تفيد بأن الشيخ طنطاوي قام بمصافحة بيريز مرة أخرى أو التحدث إليه مباشرة.

طالع أيضا:
شيخ الأزهر وبيريز مجددا في حوار للأديان
بيريز وحاخاماته يتغنون بالسلام في مؤتمر الأديان!
وقال النائب المصري المستقل مصطفى بكري في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" إنه تقدم باستجواب لرئيس مجلس الوزراء حول الأسباب التي دفعت شيخ الأزهر للجلوس مع بيريز، ويطالب بـ"عزل شيخ الأزهر؛ لأنه أساء للمؤسسة الدينية".

ووصف بكري ما جرى بأنه "فضيحة بكل معنى الكلمة"، منتقدا جلوس "رمز المؤسسة الدينية الرسمية المصرية المفترض أن تكون حصنا منيعا ومنارة للمسلمين مع السفاح بيريز قاتل الأطفال في قانا 1996 وجزار فلسطين".

وقال: إن "شيخ الأزهر بعد المصافحة، أو الفضيحة السابقة، عاد ليجلس معه (بيريز) على المنصة كأنه يعلن للعالم أن الأزهر يعترف بالكيان الصهيوني، مع أنه يعلم أن هذا مؤتمر لحوار الأديان، وليس للخطب السياسية ولا للتطبيع".

"وُظِّفَ للتطبيع"

وأضاف بكري أن حضور بيريز المؤتمر "كان يجب أن يقابل بانسحاب شيخ الأزهر ومقاطعته للمؤتمر الذي وظف سياسيا للتطبيع"، مؤكدا أن شيخ الأزهر "قدم نموذجا صدم المسلمين".

وكان شيخ الأزهر قد صافح الرئيس الإسرائيلي خلال مؤتمر حوار الأديان في نوفمبر الماضي؛ الأمر الذي أثار عاصفة من الهجوم عليه، لكنه برر ذلك بأنه لم يكن يعرف أنه يصافح بيريز، ثم عاد وعنف منتقديه، ووصف من يقومون بالترويج ونشر صور مصافحته لبيريز بأنهم "مجموعة من المجانين".

ومن جهته، قال النائب في البرلمان عن جماعة الإخوان المسلمين حازم فاروق لـ"إسلام أون لاين.نت": إن "أربعة نواب من الكتلة البرلمانية تقدموا باستجواب أيضا لرئيس الوزراء حول جلوس شيخ الأزهر مع بيريز على منصة المؤتمر، وحضور وزير الأوقاف المصري أيضا اللقاء"، مؤكدا تقدم نائبين مستقلين آخرين باستجواب مشابه.

وانتقد فاروق أن يجري هذا اللقاء "ودماء أهالي غزة لم تجفّ بعد المذبحة الإسرائيلية الأخيرة (التي جرت في الفترة من 27 ديسمبر إلى 18 يناير الماضيين، وأودت بحياة أكثر من 1400 فلسطيني)، وأن يجلس شيخ الأزهر بجوار سفاح ملطخة يده بدماء العرب والمسلمين".

وأضاف: "للأسف هذا عرض من أعراض حالة عامة هي حالة الهوان والضعف للدولة المصرية كلها"، منوها إلى أن "هذا الضعف والهوان العربي والإسلامي وغيابنا عن المنطقة الإسلامية أصبح يعوضه الكيان الصهيوني نيابة عنا".

ردود أزهرية متضاربة

وعلى جانب آخر، انتابت مؤسسة الأزهر حالة من الانقسام حول حضور الشيخ طنطاوي للجلسة مع الرئيس الإسرائيلي.

وقال أحد علماء الأزهر في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" طالبا عدم ذكر اسمه: إن "هذه محاضرة مثل باقي المحاضرات في المؤتمر، كان لابد لشيخ الأزهر أن يستمع لها ولا ينسحب كي يمكن معرفة ما فيها والرد عليه".

إلا أن ذلك لم يقنع فريقا آخر من العلماء؛ حيث تساءل أحدهم: "لماذا لم يرد شيخ الأزهر على ما قاله بيريز لو كان الهدف الرد عليه؟! ولماذا لم يرد على حاخام إسرائيل الذي رفع صورة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط.. وهاجم ما وصفه بتطرف حماس؟!"، مضيفا: "ولماذا لم يذكر الحاضرين بالجرائم الصهيونية في غزة مؤخرا والحصار الذي ما زال مفروضا على القطاع منذ 3 سنوات؟!".

وكان كبير حاخامات إسرائيل الذي شارك في المؤتمر تعمد رفع صورة لشاليط داعيا لتمكينه كرجل دين من لقائه، والضغط على من أسماهم "المتطرفين"، قاصدا حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على القطاع، واصفا هؤلاء "المتطرفين" بأنهم "يتخذون الدين قناعا".

من جهة ثالثة، فضل علماء آخرون عدم التعليق على الأمر.

ومن المتوقع أن يثير نشر هذه الصورة انتقادات أخرى شديدة ضد شيخ الأزهر من قبل مثقفين وسياسيين مثلما حدث في المرة السابقة، خاصة أن الوفد الإيراني في المؤتمر قاطع الجلسة الافتتاحية احتجاجا على حضور بيريز حيث قال: "جئنا هنا لسماع القيادات الدينية، وبيريز ليس رجل دين".

وكان الدكتور محمد شحات الجندي رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية، قد علق على حضور بيريز وحاخامات يهود المؤتمر بأن "شيخ الأزهر لن يلتقي مع الرئيس الإسرائيلي أو أي حاخامات إسرائيليين خلال مشاركته في مؤتمر قادة الأديان المقام بكازاخستان".

المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين.نت
عن موقعhttp://www.islamonline.net/servlet/S...ws%2FNWALayout