أسف لما يتخلى الأهل للمسؤولية عن المناصب التي ممكن جدا منها أن يعطوا لهذا الوطن دفعة إلى الأمام خلافا للتابعي رجاء بن حيوة -مستشار خمسة خلفاء- الذي ما فتئ يستنكر ذاته وأهلية علمه وأهله وبذلك قد سجل له التاريخ الإسلامي بطولات سياسية علمية. زهدك يا أستاذ العلوم الشرعية وتعففك لاشك فيه عليك سلام الله ورحمته وبركاته. وكبح عنك الألسنة الجاهلة بالمنطق الصحيح الحادة بالغوغاء.المصطفى بن حمزة
استطاع المصطفى بن حمزة عضو المجلس العلمي الأعلى أن يثير انتباه السياسيين المغاربة وعموم المهتمين إلى موقف لا شك أن التاريخ سيسجله له، وهو موقف اعتذاره عن تولي منصب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في حكومة بنكيران.
بن حمزة الذي اعتذر عن منصب يلهث وراءه الكثيرون ويخوضون من أجله المعارك الطاحنة والحروب الساخنة والباردة، أعطى درسا للسياسيين في الزهد في المناصب والمسؤوليات، وأعطى درسا في الحرص على العلم والتربية لزملائه العلماء الذين بدأ بريق السياسة يخطف بعضهم بأن مهام العالم تتجاوز مايمكن أن تقوم به الوزارة أو حتى الحكومة مجتمعة.
العالم والأستاذ الجامعي الوجدي استحق أن يُصنف "طالعا" على "هسبريس" بعد أن رفض الاستوزار في زمن تخرج فيه كيانات سياسية من فراغ ويتم فيه الترويج لنكرات ويتم فيه "تحزيب" شخصيات للظفر بمقعد في الحكومة على محدودية حكمها كما يرى بعض الظرفاء الرافضين لدستور فاتح يوليوز.