إلى أمد غير منظور، سيظل التعليم بالوسط القروي شوكة في حلق الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال إلى وزارة أحمد اخشيشن. فرغم المجهودات المادية واللوجستيكية المبذولة، إلى حد الآن، لتقريب المؤسسة من تلاميذ القرى والبوادي والجبال والمداشر، والرقي بهذا التعليم ووضعه على سكة المنظومة التربية، ما زال القطاع يشكو نقصا فظيعا في التجهيزات والبنيات التحتية والطرق ووسائل النقل وانعدام الأطقم الإدارية الكافية بالفرعيات المدرسية وخصاصا في الاعداديات والثانويات، إضافة على غياب التكوين المستمر للإداريين والمدرسين، وجملة أخرى من المشاكل والمعيقات بلا حصر. إن قياس نجاح مشاريع الإصلاح العادية والاستعجالية وتلك التي لم تر النور بعد، يبدأ من تقييم حقيقي لسياسة الدولة في مجال تأهيل التعليم القروي، لأنه لا يعقل أن يقل قطار التعليم ثلث تلاميذ المغرب فقط، بينما ينتظر الثلثان الآخران، من تلاميذ القرى، في قاعات المجهول. الصباح التربوي