دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
محمد رامي أعود للحديث وبنفس الأسلوب عن طينة من رجال تعليم تنكروا لرسالتهم ومع ذلك تجدهم في طليعة المحتجين والمطالبين بحقوق ليس لهم الحق فيها. أناس ينتمون إلى سلك التربية والتعليم ويتحملون وزر أجيال تتلمذوا على أيديهم أو إن صح القول مروا أمامهم في الفصل حين كانوا مشغولين بأمور أخرى غير التربية والتعليم. فبعيدا عن الحديث عن أزمة التعليم ببلادنا بالمنظور البنيوي المحض، بعيدا عن الحديث عن فشل المناهج التعليمية والطرق البيداغوجية، بعيدا عن أزمة الاكتظاظ والساعات الإضافية، بعيداعن كل هذا وذاك، هناك عنصر أساسي يمكن اعتباره عنوانا إضافيا من بين العناوين الأخرى لتراجع مستوى التعليم ببلادنا، عنصر يضاف إلى باقي عناصر الأزمة. إنها فئة غير قليلة من رجال التعليم، فئة تزاول مهام ووظائف إضافية أخرى لتنمية دخلهم، فئة تسعى، بل تلهث وراء مدخول إضافي ولو على حساب جيل بأكمله، فئة تعتبر وجودها داخل الفصل مجرد فترة راحة ، فالمقرر الدراسي «راه غادي راسو» كما يقولون، فأجسادهم في الفصل وعقولهم مع الزبناء، منهم من يستقبل أكثر من عشر مكالمات هاتفية في الحصة ومنهم من توسل وتنطع واستجدى إعفاءه من الفصل وتكليفه بمهام ادارية لكي يبقى له متسع من الوقت لمزاولة مهامه، فالتجارة شطارة وليس حراما على أي حال. منهم من امتهن تجارة «الصباط» فتراهم «كاينوضوها صباط» إن طلب منهم القيام بوظيفتهم، ومنهم من تخصص في سمسرة السيارات وأصبح خبيرا في تجارة السرعة لدرجة أن حصصه الدراسية ومقرراتها يُتمها بسرعة فائقة للتفرغ لأشغاله ولا يهم إن استوعب التلاميذ أم لا… آخرون انصرفوا إلى البناء «السيما و الياجور» وأصبحوا سماسرة : بناء، بيعا وشراءا ، هدما وبناءا، أصبحوا بارعين في بناء كل شيء إلا بناء مستقبل جيل بأكمله… آخرون تفتقت عبقريتهم وتخصصوا في أعمال السمسرة الجديدة وأسسوا جمعيات سكنية، فتراهم يتهافتون على أكثر من جمعية، يشترون البونات ويسجلونها بأسماء معارفهم ليعيدوا بيعها وبعمولات تفوق المليون والمليونين ولا يهم مستقبل الملايين من تلامذتنا. آخرون أسسوا منابر إعلامية جهوية بأسمائهم للاسترزاق، لذا تراهم يجولون بين المصالح الإدارية في الأكاديميات والنيابات يحملون «أسفارهم» يستجدون النفقة ومن يدفع أكثر سيشرف غلاف منشورهم، تاركين التلاميذ من دون حصصهم الدراسية لكثرة غيابهم مادام لا أحد يمكنه محاسبتهم. وآخرون وآخرون، إنهم عنوان تردي التعليم ببلادنا، هم عناصر دخيلة على القطاع ولا عجب إن احتلت بلادنا عالميا المراتب الأخيرة في جودة التعليم وراء الصومال وإثيوبيا مادام هؤلاء بين ظهرانينا ولا من حسيب!