بحضور عدد من المنخرطين وممثلي جمعيات أباء وأولياء التلاميذ عقد المكتب المحلي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بجمعة سحيم لقاء تواصليا يوم الأحد 30 دجنبر 2012 أشرف على تأطيره كل من السادة الكاتب الإقليمي يوسف مهيلي و سعيد لعريض النائب الثاني في الكتابة الجهوية ورضوان إبراهيمي عضو لجنة الإعلام والتواصل بالكتابة الإقليمية لتسليط الضوء على مجموعة من القضايا والملفات ذات الصبغة المحلية وانعكاساتها على أوضاع الشغيلة التعليمية وظروف العمل وشروط التحصيل بالإضافة إلى مستجدات الشأن التعليمي على المستوى الوطني وفي كلمته الافتتاحية ذكر كاتب الفرع المحلي بجمعة سحيم السيد عبد الرفيق عاقيل بأهم حصيلة المكتب المحلي منذ تجديده بتاريخ 26 فبراير 2012 وأبرزها ما يلي :
*عقد لقاء بالسيد النائب الإقليمي للوقوف على قضايا وانشغالات نساء ورجال التعليم بالمنطقة
* المشاركة في مسيرة القدس بالدار البيضاء
* لقاء بالسيد باشا مدينة سحيم لمناقشة الوضع الأمني بالمؤسسات التعليمية
* انخراط المكتب المحلي في تقديم دروس الدعم بالمجان لفائدة تلاميذ الأسلاك التعليمية الثلاثة
* تنظيم ورشة للخط العربي وغيرها من الأنشطة التربوية والاجتماعية ...
عقب ذلك تقدم يوسف مهيلي بكلمة ترحيبية وتوجيهية، استهلها بتضامن النقابة المطلق مع الأستاذ محمد الشاوي الذي تعرض لاعتداء شنيع من قبل تلميذ بإعدادية الكتبية بسلا، كما استنكر مظاهر التسيب الأمني بالمؤسسات التعليمية وحذر من تصاعد وثيرتها مما قد يسبب تهديدا حقيقيا لسلامة التلاميذ والأساتذة ،واعتبر الكاتب الإقليمي أن هذا اللقاء يدخل في إطار المنهجية الجديدة التي اعتمدها المكتب الحالي والرامية بحسبه لمأسسة العمل النقابي وفق استراتيجية تروم سياسة القرب وبناء قنوات اتصال مستمرة مع القواعد لتشخيص مشاكل الشغيلة بالمنطقة ، والوقوف على مستجدات الشأن التعليمي ، وفي حديث ذي صلة بالأستاذ المعتدى عليه أكد على ضرورة تخليق الحياة داخل المؤسسات المدرسية ،واعتبر أن المناهج البرامج وبعض مضامين الكتب المدرسية الحالية تكرس فساد المنظومة التربوية .
وأضاف المسؤول النقابي أن المغرب منذ الاستقلال لم يعثر على الوصفة الناجعة للنهوض بالمنظومة التعليمية وأن جميع المشاريع التي صرفت عليها مليارات الدراهم لم تمس مكامن الخلل في واقع التعليم بما في ذلك البرنامج الإستعجالي الذي اعتمد مقاربة تكنوقراطية لم تراعي الجوانب التربوية والإجتماعية وخصوصيات الواقع.
وفي سياق حديثه عن سياسات الارتجال التي ميزت عمل الحكومات المتعاقبة منذ اللإستقلال وقف الكاتب الإقليمي عند أهم مظاهرها المتمثلة في الإختلالات الماكرواقتصادية التي كانت سببا في تعميق أزمة التعليم في بلادنا وهو الأمر جعل الدولة تتخد مجموعة التدابير الارتجالية ومنها المغادرة الطوعية التي عمقت خصاص الموارد البشرية العاملة في قطاع التعليم، مما ساهم في تزايد نسبة الهذر المدرسي والاكتظاظ وتدني خطير في الكفايات المعرفية والمهارية للمتعلمين... ويضيف أن الوزارة اعتمدت مقاربة "ترقيعية " لمعالجة الأزمة تمثلت في التوظيفات المباشرة وفرض ما يسمى بـ "الأستاذ المتحرك" وتدريس المواد المتقاربة وإلغاء التفويج في المواد العلمية كما لجأت مؤخرا إلى أساتذة سد الخصاص وغيرها من الإجراءات اللاتربوية ، كما انتقد الكاتب الإقليمي بعض قرارات الوزارة التي تمس - حسب رأيه – مصلحة رجل التعليم وفي مقدمتها تدبير الزمن المرسي والرقم الأخضر وقرار الاقتطاع من رواتب المضربين يضاف إلى ذلك التصريحات المستفزة من طرف الوزير... وطالب بتفعيل النقط العالقة في الحوار الاجتماعي لـ26 أبريل 2011 ، كما تطرق إلى عدة قضايا أخرى تتعلق بمطالب هيأة الإدارة التربوية والملحقين بالإدارة والإقتصاد والمجازين ...
بعد ذلك تركزت مداخلة السيد سعيد لعريض على مقاربة أزمة المنظومة التعليمية من خلال ثلاث محاوروهي:
1- خصوصيات الجامعة الوطنية لموظفي التعليم :
بخصوص هذا المحور تطرق المسؤول النقابي إلى الرؤية النقابية للجامعة الوطنية لموظفي التي تقوم على أساس "المشروعية" المتمثلة في نسبة التمثيلية و الديمقراطية الداخلية للتنظيم النقابي كما تقوم على أساس "البعد الأخلاقي" للعمل النضالي الذي يستمد مبادئه من المرجعية الإسلامية وبالتالي فإن الرؤية النقابية للجامعة تقوم على الالتزام و الانضباط واحترام القرارات والهيئات.
2- المناهج والبرامج :
اعتبر المسؤول النقابي أن المغرب لم يفلح منذ الاستقلال في إيجاد وصفة ناجعة للازمة التعليمية لان الحكومات كانت دائما مرتهنة باستيراد المناهج من الغرب، ففي السابق كانت تستورد المناهج من بلجيكا أو فرنسا بينما أصبحت اليوم تقتدي ببعض دول المشرق العربي ( الأردن- سوريا - تونس ...) التي اعتمدت المقاربة بالكفايات ، وأضاف أنه "لا يمكن نجاح أي تعليم إلا إذا كان مستمدا من خصوصيات الواقع مع ضرورة ابتكار مناهج وبرامج مستمدة من رحم التجارب المحلية " واعتبر أن " أزمة التعليم في المغرب هي أزمة اختيارات بالدرجة الأولى ".
3- النظام الاساسي
خلال هذا المحور وقف المسؤول النقابي عند مكامن الاختلال في النظام الأساسي الحالي الذي ظل وفيا في أغلب مضامينه للنظام الأساسي لسنة 1985 ، وذكر "أن النظام الحالي- الذي وقعت عليه ثلاثة نقابات في 13 ماي 2002 وهي cdt –umt- ugtm فيما يسمى بـ" اتفاق آخر الليل" ، والذي رفضت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم التوقيع عليه - يعد تواطؤا ضد مصلحة رجل التعليم وسببا في تعميق أزمة المنظومة التعليمية وأضاف أن بعض النقابات وبمجرد صعود الحكومة الجديدة شرعت في فسخ عقد السلم الاجتماعي وبدأت تلوح بالإضراب.
ويضيف الإطار النقابي أن مناضلي الجامعة الوطنية لموظفي التعليم سبق وان تقدموا بمشرع نظام أساسي فريد من نوعه يتجاوز ثغرات النظام الحالي ويقدم " الخلاص " لمآسي أسرة التعليم ، النظام المقترح يجب ألا يكون مماثل لبقية الأنظمة الأخرى أي على غرار النظام الأساسي المتفرد لرجال الأمن الوطني .
وأن القرارات التاريخية – يقول سعيد لعريض - "التي أعلنها الوزير محمد الوفا (منع أساتذة التعليم العمومي من العمل في المؤسسات الخصوصية - لوائح المستفيدين من السكنيات - لوائح التفرغ النقابي لوائح الأشباح ...)ما هي إلا تجسيدا لما جاء في التصريح الحكومي لرئيس الحكومة السيد بنكيران أي أن وزير التربية الوطنية لا يتحرك إلا بإذن من رئيس الحكومة ، لكن هذا لا يعني أننا متفقين مع قرار الاقتطاع الذي تم تنزيله دون أي سند قانوني .
وفي الأخير دعا المسؤول النقابي إلى انخراط الجميع في فضح الموظفين الأشباح وعدم التستر عنهم وهذا هو مفهوم الجاهزية في النضال كما تطرق إلى ضرورة اعتماد الحكامة الجيدة في صرف الاعتمادات المالية المخصصة للبنايات والتجهيزات وتفعيل لجان الإفتحاص في صرف الموارد المالية لجمعية مدرسة النجاح، وإعمال مبد تكافؤ الفرص في معالجة الملفات المعروضة على اللجان الموضوعاتية وإصلاح الاختلالات الحاصلة في الموارد البشرية والتخطيط وغيرها من القضايا الشائكة .