مُلتمسٌ إلى المَلك باعتِمادِ "الدّارجة" في التَّعليمِ و تَقليصِ دورِ الدِّين
بوكماخ*
تساءلت أمينة حزب اليسار الاشتراكي الموحد قبل مدة في تعليق فايسبوكي لها عن طبيعة علاقة نور الدين عيوش رئيس مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى سابقا بالتعليم، ليقوم بعقد مؤتمر حوله في ظل تهميش الكفاءات التربوية الوطنية ذات التجربة الطويلة في الميدان. تساءلٌ تأكدت اليوم مصداقيته بعد الكشف عن التوصيات التي رفعها المؤتمرون الذين كان من بينهم فؤاد عالي الهمة و عيوش و عزيمان إلى الملك محمد السادس، و المتمثلة في مزيد من تقزيم دور الدين في تربية الناشئة، و تهميش اللغة العربية!
المؤتمر الأشبه بالمؤامرة حسب عشرات التعليقات التي تلت نشر حوار جريدة أخبار اليوم مع عيوش، أكد مجددا على طبيعة الدور الهامشي لمنصب وزير التربية الوطنية الذي يسع أيا كان توليه في ظل وجود الفاعلين التربويين الحقيقيين خارج حدود الحكومة. واقع وصفته عبارة عيوش: "على وزير التربية الوطنية أن يبدأ في العمل" بعد رفع التوصيات، تعبير لم يُبق للوزير سوى الصفة التنفيذية فيما يُقرر أمثال عيوش ما ينبغي أن يكون عليه واقعنا التعليمي.
توضيحا لطبيعة التعليم الأولي التي يريدها المؤتمرون، قال عيوش في ذات الحوار أن "التعليم الأولي لا يجب أن يبقى دينيا فقط، بل على أطفالنا أن يتعلّموا الحياة ويغنوا وينشطوا ولا نوجههم إلى الحفظ فقط"، قائلا: "التعليم الأولي اليوم هو في مجمله تقليدي ويقتصر على الكتاتيب وبعض الأمور المشابهة"، بما يؤكد بالملموس جهل عيوش بواقعنا التعليمي ما دامت الكتاتيب القرآنية اليوم أندر من الكبريت الأحمر في ظل الانتشار الكبير لمؤسسات التعليم الأولي الخاصة التي تضع الدين ضمن آخر اهتماماتها.
رغم إقراره برد الفعل الذي سيتمخض عن سحب تدريس اللغة العربية من المؤسسات التعليمية و استبدالها بالدارجة من الغيورين على دينهم و لغتهم، إلا أن عيوش يرى أن هذا التوجه يتماشى و "التجارب العالميّة -التي خلصت إلى أن التعلم باللغة الأم يكون أفضل ويعطي نتائج أحسن"، مطالبا بوضع قاموس للغة الدارجة و قواعد خاصة لها لتيسير اعتمادها. بدل الدفع نحو تعزيز اللغة العربية و بقية اللغات المقعَّدة أصلا، ما يعني مُجددا حرق عقود من تاريخ التعليم بالمغرب من أجل تحويل "دارجة" إلى لغة لن تفيد الطفل المتعلم المغربي شيئا خارج حدود وطنه.
حوار الجريدة كشف عن حقيقة مشكلة عيوش مع اللغة العربية، حيث ظل يستكمل العديد من عباراته أثناء الحوار بالدارجة حين يخونه قاموسه من اللغة العربية، كقوله: "لا يمكن أن يبقى لدينا مدرّس يعاني من مشاكل في السكن او الصحة أو يبقى كايدابز مع الحياة"، كما كشف مجددا عن جهل فظيع بواقع و طبيعة عمل الأطر التربوية و الادارية حين قوله " ولم يعد مقبولا أن يتوجه المدير إلى الرباط كي يحصل على الطباشير".