بَكَى الطَّيْرُ فوق العش يشدو مُنَدِّدا........................وتسبيحُ قُفِّ الأرض يهجو مساندا
ينادي كُماةَ الحقد في عُقْرِ دارهم.......................بأن يحذروا صوت الغوادي المُغَرِّدَ
كَضَرْبِ خُيولٍ صاحَبَ الحَفْشُ ضربَها....................وزادُ المخالي في المراعي مُمَدَّدا
إلى مَنْ أراقوا الدمعَ مِنّي بِحَظِّهم.............................عصا سُلْطَةٍ مسَّتْ وبالاً فأرْعَدَ
كَشَفْنا عن الأجياد كَشْفَ السُّرادقِ..............................فماتوا هوانا بل أهانوا المُناشِدَ
وما فاق شعري كل شعر وليته.............................بنى بيت كل الشعر من جاء ناقدا
وأنَّى يخاف النصح من كان صادقا............................وأنَّى يريد النقد من كان جاحدا
وشوقي إلى ما اشتقْتُ قد جُزْتُ فوقه.........................محاريب لا يُرضى لها أن تُمَهَّدَ
بنظمي لنظم قد عرفتُم عيوبه.............................يَضُمُّ النُّهى في العيب إن يأت شاهدا
سقتنيه كأسٌ من صحاف الزُّمُرُّدِ..........................بحبل الوريد الرشف ما انفك جامدا
وبيت فؤادي حصن من جاء ناصحا..............................منيراً وموشور الضياء مُبَدِّدا
يُحَيّي الجبالَ الشُّمَّ في صرخة له...............................صريخ بروضات النسيم مُوَرَّدا
يطول اشتباكي في التلاقي مع الملا..............................تَعَهَّدْتُ في بحر الرزايا تَعَهُّدا
ومن يغلب البلوى بكاء بدمعه..................................تُصِبها العيون النُّجْلُ حتى تُجَمَّدَ
وقد مَثَّلَ الداء العُضال بِهامتي.............................وعينايَ تخشى قمطريري من الردى
فما عَجَّلَ الناسُ العزاءَ بقبضتي...............................ولا فارقَ السُّلْوانُ صبري المُكابدَ
وما غِيضَ بحري من سقاء فحوضه.................................جَمومُ السجايا للأَعادي تَوَدَّدَ
أرى كوكبا يستصغر الشمس نورها.................................وَمُحْلَوْلَ كُ الأعتاب يهجو الفراقدَ
وقد خَبَّأَ العقلُ السُّلافَ لصيفه...........................................وق د بَيَّنَ الجهلُ الغثاءَ وأجرَدَ
وإن كان لا يُجدي فتيلاً تنابزٌ.........................................فما أطيب العيش الخفي وأرغَدَ
كفى منزلاً أن يشهدَ الدهرُ صمتَهُ.........................................وأش واقُهُ تتلو طريقاً مُعَبَّدا