نعم سنقاطع العيد والذنب ذنب المتأسلمين من حزب العدالة والتنمية
دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربويةهنا نرتب أهم وآخر مقالات الرأي والتقارير الصحفية الواردة بالصحافة الوطنية والمتعلقة بموضوع التربية والتعليم
نعم سنقاطع العيد والذنب ذنب المتأسلمين من حزب العدالة والتنمية
رشيد أخريبيش: أستاذنا التربوي
مسلسل تركيع الأستاذ مل يزال مستمرا منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكومة ، والحرب التي شنها السيد بنكيران وإخوانه لم تضع أوزارها بعد، بل ما تزال مستمرة إلى حدود الآن ، والدليل ظاهر من خلال تمادي هذه الحكومة في معاقبة الأساتذة المضربين عبر سياسة توقيف الأجور التي ما تزال تؤرق هؤلاء ، الذين يعملون في الفيافي دون أجرة تقيهم شر ما يعانونه من أزمات ، والغريب في كل هذا هو أن الوزارة بالرغم من مرور حوالي 5 أشهر على مهزلة توقيف أجور الأساتذة ، وبالرغم من الظرفية التي تزامنت مع عيد الأضحى التي تفرض عليها الإفراج عن أجور الأساتذة حتى يتسنى لهؤلاء الإحتفال بهذه المناسبة السعيدة كغيرهم من شعوب الأرض إلا أن التعنت هو الذي يطبع مواقف الحكومة . لكن وبما أن الحكومة تمادت في معاقبة الأستاذ ، وبما أنها تتحين الفرص للنيل منه فإنه حري بنا أن نقاطع هذا العيد ، ليس لأننا لا نحب الاحتفال بهذا العيد ولكن لأننا لا نملك القدرة على الاحتفال به، لأننا نعتقد أن الاحتفال بهذا العيد ليس من نصيبنا نحن الأساتذة ، بل من نصيب عشاق التعويضات الخيالية ، ومن نصيب السيد بنكيران وإخوانه الذين يبدو أنهم أحق بالاحتفال بهذه المناسبة من غيرهم . من المخجل جدا أن نكلف أنفسنا ونسعى للاحتفال بهذه المناسبة ، ونحن لا نملك القدرة على هذا العيد ، فلندع المجال لمن هم على رأس القرار الذين اعتادوا على مثل هذه الاحتفالات و'النشاط حتى شاط' على حساب أموال الشعب فكيف لهم ألا يحتفلوا بهذه المناسبة السعيدة وهم أحرص الناس على تبذير أموال المغاربة دون هوادة ، فإذا كان السيد بنكيران وإخوانه الأبرار الأطهار الذين طالما يشنفون أسماعنا بأيات من الذكر الحكيم وبأحاديث نبوية عن العفة والنقاء قد احتفلوا في خلوتهم الربانية في فندق خمس نجوم في مدينة إفران والذي يوجد فيه أكبر كازينو للقمار ، فإنه حري بهم أن يحتفلوا بهذه المناسبة وليفرحوا فرحا شديدا بها وليرقصوا على جثث أبناء الشعب الذين لم يحالفهم الحظ في أن يعانقوا الفرح منذ أن وصل السيد بنكيران إلى سدة الحكومة. وزارة التربية الوطنية يبدو أنها منشغلة تماما هذه الأيام بالطابليت أو 'العكر على الخنونة ' وغير مكترثة بما يجري في هذا القطاع فالهم الوحيد لدى زعيمها المعظم هو تسويق مشروعه الجديد ، كما سبق وأن فعل مع مشروع جيني الذي أقاموا بسببه الدنيا ولم يقعدوها والذي كلف الدولة ميزانية ضخمة ، دون تحقيق ولو هدف واحد من ذلك كله ، أما أجور الأساتذة فلا مجال لهؤلاء للحديث عنها لأن السيد بلمختار صاحب القاع والباع في بيع الوهم لأبناء المغاربة ، لم يعد لديه الوقت الكافي للنظر في مشاكل الأساتذة ، بل همه الوحيد هو تسويق منتجاته عديمة الفائدة ،وتحقيق الربح من ورائها أما مصلحة الشعب فلا وجود لها على أرض الواقع وإن كان سعادة الوزير المحترم يدعي ذلك زورا وبهتانا . لا مجال للأستاذ الذي يعيش الأزمات بان يحتفل بالعيد ولا بغيره ولا أن يشارك هؤلاء المنافقين الذين أكلوا أمواله فرحة هذا العيد ، ولا مجال له لأن يتقاسم سرور هذه المناسبة العظيمة مع هؤلاء الذين أفشلوا مسلسل الإصلاحات التي كان المغرب مقبلا عليها بعد ثورات الربيع الديمقراطي التي كان من الممكن أن تمن على المغاربة بعهد جديد لولا دجل المتأسلمين وكيدهم الظاهر الذي أعاد بنا إلى الوراء لعقود من الزمن . منذ وصول المتأسلمين إلى السلطة أفسدوا على المغاربة أعيادهم وأفراحهم وتحولت بفعل هؤلاء إلى أحزان لا تفارقهم على الدوام ، فلم يعد المغاربة يفرحون بقدوم الأعياد ولم تعد لديهم القدرة لمواجهة هذه الأعياد والمناسبات كما كانوا حتى عهد قريب فما إن جاء هؤلاء حتى جعلوا الشعب عرضة للأزمات وزادوه حزنا على أحزانه. بالرغم من أننا كنا نلقي اللوم على الحكومات السابقة وكنا نوجه لها سهام النقد اللاذع إلا أننا اليوم أصبحنا نترحم على عهد هذه الحكومات ونتمنى أن تعود فترة حكمها وإن كانت قاسية على المغاربة ، فمهما كان بطش الحكومات السابقة كبيرا إلا أنه لن يصل إلى مستوى البطش الذي تمارسه حكومة بنكيران وإخوانه الذين يبدو أنهم يتفننون في توجيه الضربات القاتلة إلى أبناء الشعب . احتفالنا بالعيد وبكل مناسبة عزيزة على قلوبنا لن يتم إلا بعد أفول المتأسلمين الذين قيدوا الشعب بالأغلال ومارسوا عليه أنكر الممارسات كل ذلك بحجة الإصلاحات المزيفة التي أرهقت كاهله وجعلته يتمنى يوما يتخلص فيه من هؤلاء الذين باعوا دينهم ووطنهم كل ذلك في سبيل أن ينعموا بحياة القصور التي يبدو انها قد راقت إعجاب من كان يعطي الدروس في العفة والزهد .اللهم احفظنا من شر هؤلاء المتأسلمين واغفر لنا ذنوبنا بعد اختيارنا لهم وعجل سقوطهم ياكريم قبل أن ينالوا من هذا الشعب العظيم .