التمثلات الإجتماعية للمدرس ولمهنة التدريس هي تمثلات في الغالب سلبية. ولا يمكن لصورة المدرس إلا أن تكون سيئة في مجتمع لا يقدر المعرفة ولا يقيم للعلم اعتبارا، ويصنع الإعلام المتخلف فيه نماذج وقدوات وهمية يلهث الكثيرون إلى التماهي معها واتخاذها مثلا.
ليس المربي ولا العالم ولا الفقيه هو القدوة، بل المغنية والممثل. وبما أن هذين هما القدوة فكل خطأ منهما لا يلتفت إليه. وهناك بعض "الفنانين" الذين كانت لهم مواقف غير أخلاقية مشينة، ومع ذلك ما زالوا مرغوبا فيهم ومازال اتخاذ صورة معهم والحصول على توقيعهم غاية المنى.
في مجتمع هذا حاله، لاتحلم أيها المدرس بأن تتحول الأشياء لصالحك لكي تتمتع بقسط فقط مما يتمتع به أولئك الذين لا يحملون مثل رسالتك. لكن أقترح عليك خمسة أشياء تستعيد بها مكانتك:
أولا، أد عملك بجد وإخلاص حتى يكون مطعمك حلالا. فبالحلال يستقيم أمرك.
ثانيا، تجمل بالخلق الحسن، واستعمل اللين في مواضعه والشدة في مواضعها. وإذا قمت بعملك بأمانة وتحليت بالخلق الحسن، فلن ينتقدك إلا الرعاع والسفلة ولن يعاديك إلا محبو الجهل.
ثالثا، اعتن بمظهرك، وليس ضروريا أن ترتدي الملابس الفاخرة.. التناسق أكثر أهمية.
رابعا، لا تكثر من الشكوى حول أوضاعك المهنية أو المادية، ولا تتحدث عنها مع غير ذوي المهنة، لأن العبارات من قبيل السلم والزنزانة والملفات العالقة والترقية والتعويضات وغيرها أصبحت محل تندر في أوساط عدة.
خامسا، إذا تعرضت لإعتداء جسدي أو لفظي من تلميذ أو من ولي أمره، فالجأ إلى القضاء ولا تتنازل بعد ذلك بل اترك القانون يقول كلمته. فبعدها سيفكر كثيرا كل من حدثته نفسه بإهانتك.