الحصيلة
رَماكَ الْغِفاري مِنْ بَعِيدٍ وَضَمْضَمُ*****فَلَــــــــــــمْ تَنْفِروا يا آلَ عَهْدٍ وَمِتُّمُ
سَلُوا ضَيْغَمي عَنّي جَمِيـــــــعاً فَإِنَّنا*****تَغاضى كِلا الْغَيْظَيْنِ وَالْكُلُّ ضَيْغَمُ
فَما أَقْبَحَ الْهَيْجا وَأَنْتَ الْمُــــــغامِرُ*****فَلا يَشْتَكـــــــــــي خَطَّ الدِّفاعِ تَهَجُّمُ
وَقَدْ أَرْسَلَتْ أَنْباءَ ضُعْفٍ يَمــــــــامَةٌ*****فَزَرْقاؤُهــــــــــا بَيْنَ الدُّروبِ تُبَرْشِمُ
قَرَعْتُمْ حِجابَ الْحَـــرْبِ عَنْ شَرِّ أَهْلِها*****فَلَــــــــــــــمْ يَأْذَنوا فِيها لَكُمْ أَوْ يُكَلِّموا
فَداهَمْتُمُ الأَبْــــــــــــــوابَ مِثْلَ الْفَنادِقِ*****فَيـــــــــــا لَيْتَ شِعْري مَنْ أَجَلُّ وَأَعْظَمُ
أَيَحْلو لَكَ الإِيواءُ يـــــــا زارِعَ الرَّدى*****وَأُدْمُ الرَّدى مِـــــــــــــــــلْحٌ بِفِيكَ وَعَلْقَمُ
وَكُنْتُمْ كَدُودِ الْفَخِّ يُغْـــــــــوي كَنُــــودَهُ*****فَمـــــــــــــا أَمْسَكَتْ فَرْوَ الأَرانِبِ سُمْسُمُ
فَإِنْ تَجْهَلـــــــــــوا أَجْهَلْ وَإِنْ تَتَعَلَّموا*****وَإِنْ كُنْتُ أَذْكـــــــــــــــــــى مِنْكُمُ أَتَعَلَّمُ
وَإِنْ تَصْبِــــــــروا أَصْبِرْ وَإِنْ تَتَأَلَّموا*****وَإِنْ كُنْتُ أَهْــــــــــــــــــــــدى مِنْكُمُ أَتَأَلَّمُ
أَراكُمْ حَسِبْتُمْ كُلَّ بَيْضــــــــــاءَ شَحْمَةً*****وَرَأْيُ الْمُمـــــــــــــــــــاري ساءَ ما يَتَوَهَّمُ
أَمُسْتَعْطِفِيــــــنَ الْحَتْفَ بَيْنَ قِوى النَّوى*****فَإِنَّ الْقِوى أُمُّ النَّــــــــــــــــــوى وَهْيَ أَيِّمُ
تُرِيدُونَها عِيـــــــــــــراً بِلا ذاتِ شَوْكَةٍ*****وَقَدْ أُزْلِفَتْ أُمُّ النَّــــــــــــــــــــــدى تَتَبَرَّمُ
فَأَعْشى عِشــــــــــــــارٍ بِالشِّعارِ تُعَشِّرُ*****وَأَعْلــــــــــــــــــــــــــى نِعالٍ بِاللِّعانِ مُلَثَّمُ
فَلا تُذْكَرُ الأَعْــــــــــــــــــمامُ إِلاّ لِزِينَةٍ*****وَقَدْ تُقْبَرُ الزِّينــــــــــــــــــــــاتُ لَمّا تُعَمَّمُ
تَقَعْقَعْتَ يا خَلْـــــــــــــخالَ سُوقٍ بِساقِنا*****إِذا الْتَفَّتِ الأَسْــــــــــــــــواقُ فَالسّاقُ أَقْوَمُ
وَتالٍ سُلَحْفاةٍ ضُـــــــــــــــحىً لا يُقَصِّرُ*****وَقَدْ يَظْهَرُ التَّقْصِــــــــــــــــــيرُ أَيّانَ يُفْهَمُ
فَأَنْتَ الَّذي وَدَّعْتَ فـــــــي الأَرْضِ مَنْبِتاً*****لَيَفْري جُيــــــــــــــوبَ الْغَيْثِ وَالْغَيْمُ غَيْلَمُ
سَتُغْري بِكَ الْحَصْباءُ إِنْ غُرْتَ في التَّرى*****نَبــــــــــــــــــــــاتاً لَهُ بَيْنَ انْبِطاحِكَ بَلْسَمُ
وَقَدْ آثَرَ الْقَلْبُ الْجُلـــــودَ علـــــــى الْحَشا*****كَســـــــــــــاها خُضابٌ مِنْ دِماءِهِ عِنْدَمُ
وَكُلُّ خُضابٍ في الْخَدُومِ كَخـــــاتَــــــــــمٍ*****فَلا شَكَّ يا نَجْــــــــــــــــلَ الْخَدُومِ تُخَتَّمُ
فَإِنَّ الْوَغى بَيْنَ السَّــــــــــــــراحِ غَنِيمَةٌ*****وَمَيْــــــــــــطَ الأَذى دُونَ الْخُضوعِ تَغَنُّمُ
فَشـــــــاعَتْ رُدودٌ فــــــــي وَفاتِكَ كِذْبَةٌ*****كَأَنَّ خُطـــــــــــــــوطاً مِنْ قِطارِكَ شَلْجَمُ
فَكُلُّ اعْتِرافٍ فـــــــي شُؤونِكَ غامِضٌ*****وَكُلُّ اعْتِراقٍ فــــــــــــي شُجونِكَ مِرْهَمُ
يُجِيبُ الْمَســــاعي عَنْ سُؤالِكَ راجِفٌ*****رَحـــــــــــى أُذْنِهِ صَمّاءُ وَالأَنْفُ مَرْغِمُ
لِحُبِّ الأَنــــــــــا يَرْثي رِثــاءً وَيَنْدُبُ*****رَسِيـــــــــــــــسُ الْهَوى في جِيدِهِ يَتَحَكَّمُ
سَأُشْقي حَرامــــي إْنْ دَعاني لِمُبْغَضٍ*****مُبِيناً حَـــــــــــــــــلالَ الِبَيْنِ عَمّا سَيَحْرُمُ
فَإِمّا يُرائي أَوْ يَـــــــــــــــــــراني بَراءَةً*****وَهَلْ يَعْـــــــــــــدِلُ الرُّؤْيا الرِّياءُ الْمُحَطِّمُ
بِقاعٍ مِنَ الْقِيعـــــــاتِ أَذْهَبْتُ حاجِبي*****كَأَنَّ السَّنــــــــــــــــــــا مِنْ غَيْظِكُمْ يَتَعَتَّمُ
أَإْصْلاحُكُمْ يَهْدي النُّفـــــوسَ وَيُرْشِدُ*****وَأَغْراضُــــــــــــــــــــكُمْ خِسِّيسَةٌ لا تُقَوَّمُ
وَصَلْدُ انْفِراجِ القُفِّ ساقِيــــــهِ لازِبٌ*****فَـــــــــــــــلا تَفْقَهُ الأَنْهــــــــــارُ مِمّا تُعَقَّمُ
عَلى كُلِّ ذي رَأْسٍ رُؤُوسُ التَّـــرَؤُّسِ*****وَفي كُلِّ ذي صَدْرٍ صُـــــــــــــدورٌ تُرَمِّمُ
إِذا سَامَتِ الْمَرْعـــى مَواشي قَطِيعِكُمْ*****سَنامـــــــــــــــــــي عَنِ الْمَرْعى سَمُومٌ مُسَوَّمُ
لِغِلْمانِكُمْ شَأْنٌ عَظِـــــــيمٌ لِأَنَّهُـــــــمْ*****تَوانَوْا إِلــــــــــــــى التَّرْحالِ وَالْعِيرُ مُخْطَمُ
لَقَدْ جاءَ يَوْماً حَاكِمٌ يَبْتَغـــــي الْغِنى*****أَسَرُّوا لَــــــــــــــــــــــهُ سِرَّ الْغُرورِ وَتَمْتَموا
فَلَمّا أَذاعــــــــوا السِّرَّ بِالسِّرٍّ بَعْضَهُ*****بِبَعْضٍ غَــــــــــــــــــــــدا تَعْرِيبُهُ لا يُعَجَّمُ
فَلَمّا دَنا ظِلٌّ ظَلِيــــــلٌ وَبـــــــارِدٌ*****تَحَلَّوا مَقــــــــــــامَ اللَّهْــــــــــوِ وَالْجِدُّ أَسْخَمُ
وَقِيلَ مَعـــــــاذَ اللهِ أَنْ تُنْقَضَ الْعُرى*****فَأَمْسَتْ حِبــــــــــــــــــالُ الْحَقِّ بالسِّنِّ تُقْضَمُ
وَمَنْ كابَدَ الأَهْوالَ غِبْــــــــطاً لِرَغْبَةٍ*****تَلَقّى مِنَ التَّهْــــــــــــــــــــــــوِيلِ ما يَكْرَهُ الدَّمُ
فَأَبْشِرْ أَخـــــــــــا وَعْدٍ فَأُمُّكَ ثَيِّــــبٌ*****إِذا ضـــــــــــــــــــــــاقَتِ الأَرْضُ الذَّلُولُ تَأَيَّمُ
وَإِنَّ احْتِضارَ النَّفْسِ فـي الظُّلْمِ خَنْدَقٌ*****حَصــــــــــــــــــــــى ظُلْمِهِ فَوْقَ الْعُزُومِ يُهَدَّمُ
أَيا هادِمَ اللَّذّاتِ ما بـــــــــالُ عَصْرِنا*****إِذا قــــــــــــــــــــــــــالَ زُرْ غِبّاً ظَنَنْتَهُ يَرْحَمُ
دَوائــــــي خَفِيفُ الْوَزْنِ وَالدّاءُ راجِحٌ*****علـــــــــــــــــى قِسْمَةٍ ضِيزى صُرُوفُكَ تُقْسَمُ
فَأَجْلِبْ تَجِدْ عَذْبَ الدِّمـــــــــاءِ زُلالَها*****لِكَيْ لا يُضــــــــــــــــــــــــاهى بِالْكَلِيمِ المُكَلَّمُ
لَهُ إِرْبَةٌ تُرْبــــــي رَبابَ الْمَــــــآرِبِ*****فَأَرْبابُـــــــــــــــــــ ـــــها تَرْبو وَلا رَيْبَ يَنْجُمُ
وَارْكَبْ جَمُـــــوحَ الأَجْرِ فَالأَجْرُ أُجْرَةٌ*****وَاخْفِـــــــــــــــــــضْ جَناحَ السِّلْمِ فالسِّلْمُ قَيِّمُ