الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
فقد قال الحق تبارك وتعالى ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ ، المال زينة الحياة ، ولا غنى لأحد من البشر عنه ، وقد أمرنا الله بحفظه من العبث والضَّياع ، فقال تعالى ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا ) ، وتوعد الله بالوعيد الشديد لمن أخذ مالاً بغير حق ، قال ﷺ ( إِنَّ رِجَالًا يتخَوَّضُون فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ , فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ، فالمال فتنة ، قال النبي ﷺ ( لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِي المَال )، لكن المؤمن الحصيف يعلم كيف يتقي هذه الفتنة ويحولها إلى نعمة ، كما أنه أيضاً نعمة ، والمؤمن المدرك يوفق للتعامل الصحيح مع المال ، فنعم المال الصالح ، عند الرجل الصالح ، ولأجل حفظ المال فإليك طرقٌ سبعةٌ هي :
الطريقة الأولى : المال يكسب بالحلال وينفق في الحلال ، واعلم أن كل إنسان سوف يسأل عَنْ مَالِهِ: مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَا أَنْفَقَهُ .
الطريقة الثانية : تصرف بمالك كيف شئت ولكن لا تكن مسرفاً ولا بخيلا ، ولا تصرفه في حرام ، قال تعالى ﴿ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ .
الطريقة الثالثة : الصدقة تطفئ غضب الرب ، ( ما نَقَصَ مالٌ مِنْ صَدَقَة) .
الطريقة الرابعة : الادخار
كان النبي ﷺ يَدَّخِرُ لأهله قوتَ سَنَتِهِمْ، ويقول ( كُلُوا، وَتَزَوَّدُوا، وَادَّخِرُوا).
الطريقة الخامسة : احذر الدين قدر الإمكان فالدين أوله لذة ، وآخرة مذلة ، ويمنع من دخول الجنة ، قال ﷺ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ).
الطريقة السادسة : اجعل لك جدول نفقات ، الأهم ثم الأقل أهمية وهكذا ، قدم الضروريات على الكماليات ، والأقارب أولى بالمعروف ، قال ﷺ ( ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ: أُمَّكَ, وَأَبَاكَ, وَأُخْتَكَ, وَأَخَاكَ, ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ).
الطريقة السابعة : بالشكر تدوم النعم. ، قال تعالى ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ ﴾ ، فاحفظوا الأموال بشكر واهبها ، تزيد بإذن الله وتكثر بركتها .
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، واغننا بفضل عمن سواك .