محنة الأندلسيين لصيام رمضان - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



شهر رمضان رمضان فرصتنا جميعا لمزيد من الأعمال الصالحة والرقي في مراتب المتقين الصالحين

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية الليل المنير
الليل المنير
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
المشاركات: 58
معدل تقييم المستوى: 0
الليل المنير في البداية
الليل المنير غير متواجد حالياً
نشاط [ الليل المنير ]
قوة السمعة:0
قديم 26-09-2008, 17:38 المشاركة 1   
هام محنة الأندلسيين لصيام رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
1- لمحة تاريخية :

سقطت دولة الإسلام بالأندلس سنة 1492م بتسليم أبي عبد الله ابن الأحمر –غفر الله له- مدينة غرناطة آخر معقل إسلامي بالأندلس إلى الملكين الكاثوليكيين فرديناند و إيزابيلا – عليهما من الله ما يستحقان- فرفعا الصليب على أعلى أسوار قصر الحمراء و أدى النصارى صلاة الحمد شكرا للرب على هذا الفتح -زعموا – , و قد وعد الملكان الكاثوليكيان في اتفاقية تسليم غرناطة المسلمين باحترام دينهم و تركهم أحرارا في اعتقادهم و عباداتهم. لكن ما أن غادر أبو عبد الله قصر الحمراء حتى حُوّلت مساجده إلى كنائس و قد كان هذا أول ناب كشّر عنه النصارى في خطة افتراس الأندلسيين.
أما الناب الثاني فقد كشّروا عنه سنة 1499م بإصدار مرسوم ملكي يقضي بتنصير المسلمين و تعميدهم قسرا و تخليهم عن أسمائهم و أزيائهم الإسلامية و لغتهم العربية و كل ما يمتّ للإسلام بصلة. فرفض أهل الأندلس هذا القرار فثاروا في غرناطة لكن ثورتهم أٌخمدت . و أمام إصرار النصارى على تنصيرهم عاش الأندلسيون حياة مزدوجة فهم ظاهرا نصارى و باطنا مسلمون. و أنشأ الأسبان محاكما للتفتيش لمراقبة تصرفاتهم و محاكمة كل من يتشبت بالإسلام. و استمر الأندلسيون على هذا الحال حتى سنة 1567م حيث أصدر الملك فيليب الثاني قرارا صارما بالتشديد على الأندلسيين و عدم التسامح مع من يٌبدي أي مظهر من مظاهر الإسلام فقام الأندلسيون سنة 1568م بثورة كبرى في غرناطة استمرت 4 سنوات انتهت بقمعها و اشتداد الوطأة على الأندلسيين الذين ظلوا رغم كل ذلك يحفظون شيئا من الإسلام. و جاءت سنة 1609م التي شكلت سنة الفرج للأندلسيين حيث أعلن الملك فيليب الثالث بإيعاز من القساوسة قرارا بطرد كل الأندلسيين من إسبانيا حفاظا على وحدة العقيد ة الكاثوليكية الإسبانية من خطر"المورسكيين" الذين لازالوا مسلمين يحملون دين محمد صلى الله عليه و سلم. و بالفعل تمّ طردهم إلى شمال إفريقيا حيث بلاد الإسلام و هكذا أنجاهم الله عزّ و جل من الكفر النصراني.

2- رمضان عند المورسكيين

حاول المؤرخون الإسبان الذين عاصروا المورسكيين بإسبانيا رسم صورة لحياتهم الدينية السرية و قد خرجوا جميعا بخلاصة مفادها أن صيام شهر رمضان و احترامه و تعظيمه هو أكثر ما تشبّت به المورسكيون رغم مرور العقود على تنصيرهم .

يقول المؤرخ الإسباني بورونات إي باراتشينا (Boronat y Parrchina) محاولا رسم صورة عن حياة المورسكيين الدينية كما كانوا يؤدونها خفية عن أعين الوشاة النصارى , وقد أورد عدة مظاهر أساسية في حياة المسلمين بينها الصيام حيث ذكر عن شهر رمضان :" و مدته ثلاثون يوما, لا يأكل المسلم خلال اليوم إلا في الليل عند بزوغ النجم, وفي كل ليلة يتسحر المسلم, فيأكل بقية ما خلفه في أكل الليل. يأكل قبل الفجر و يغسل فمه و يؤدي الصلاة, ويتطهر المسلم قبل بدئ رمضان. يبدأ الصوم برؤية الهلال و ينتهي برؤية الهلال. بعد ذلك ينتظر أحد عشر شهرا, و الشهر الثاني عشر يكون هو رمضان, بحيث أن رمضان يبدأ قبل رمضان السابق له بنحو عشرة أيام, إذ هكذا يكون حساب الأهلة. بعد أن ينتهي شهر رمضان – و مدته ثلاثون يوما – يحتفل المسلمون بعيد الفطر. و في أول أيام العيد يُقبّل الابن المسلم يد أبيه و يطلب منه أن يُسامحه, و الآباء يباركون الأبناء فيضعون أيديهم على رؤوسهم و يقولون "جعلك الله مؤمنا (أو مؤمنة) صالحا (أو صالحة)" , و يطلب كل مسلم من أخيه المغفرة قائلا :"غفر الله لي و لك".

و استخلصت الباحثة الإسبانية غارسيا مرثيدس أرينال بعض طول دراسة لمحاضر محاكم التفتيش الإسبانية أن: " العبادات الأكثر رسوخا في حياة المورسكيين , و التي يتردد ذكرها في كل محاضر التفتيش تقريبا, هي صيام رمضان و الطهارة و الصلاة." و واصلت الباحثة "و بدون أدنى شك, صيام رمضان هو العبادة الدينية الأكثر تأصلا في حياة المسيحي الجديد, و في الغالب هي أكثر عبادة يحافظ عليها الجميع. و يمكن القول بأنه أخر مظهر إسلامي من حيث التلاشي...فصيام رمضان كما تصفه المحاضر, يرتكز أساسا على الإمتناع عن الطعام و الشراب و المحافظة على ذلك من الفجر إلى الليل عندما تطلع النجوم خلال شهر رمضان بأكمله. على وجه التحديد, طابع الرفض و الإمتناع في الصيام, مثل ذلك طابعه الجماعي, يجعل منه العبادة الإسلامية الأكثر تأصلا, و بالتالي الأكثر تميزا" .

أما الباحث الإسباني الشهير خوليو كارو باروخا فقد ذكر نقلا عن كتاب "سرفنتس و المورسكيون:" أنه في بداية القرن السابع عشر كان أهل مرسية و جيان و من بقي في غرناطة يصومون رمضان." أي بعد 110 سنوات على سقوط غرناطة حافظ الأندلسيون على صيام رمضان. و هذا إن كان يدلّ على شيء فإنما يدل على عظم مكانة هذا الشهر عندهم رغم بطش النصارى بهم و ليعتبر اليوم من فرّط في صيام رمضان.

3- تشوق المورسكيين لرمضان.

شكلت مراقبة هلال رمضان للأندلسيين مهمة محفوفة بالمخاطر نظرا لانتشار أعين الوشاة الذين يترصدون الحركة الكبيرة و الصغيرة التي قد توحي بأن فاعلها مسلم. لكن شدة شوقهم لصيام رمضان كانت أكبر من خوفهم من النصارى فصعدوا إلى المرتفعات لرؤية الهلال حرصا على صيام رمضان في وقته الشرعي.

في هذا الإطار تروي الباحثة الإسبانية أرينال نقلا عن محاضر محاكم التفتيش بكوينكا:"يبدأ الصيام بظهور هلال رمضان الذي كان يدور حوله توقع كبير. و كان هناك قلق عند انتظار الهلال و مراقبته, و كانوا ينقلون خبر ظهوره بين القرى المجاورة و يتناقشون حوله. و تسبب هذا الاهتمام بهلال رمضان في محاكمة عدد ليس بالقليل من المورسكيين. تجدر بالذكر حالة ديثا, ففي عام 1570م (أي بعد 78 سنة على تنصير المسلمين) تم القبض على نصف القرية لأنهم خرجوا إلى أماكن الفضاء لرؤية ظهور هلال رمضان, و لما دار جدل حول ما إذا كان الهلال ظهر أم لا انقسموا إلى جماعات متفرقة و بدأت كل جماعة تدافع عن موقفها بصوت عال, و بالبتالي علمت السلطات و قبضت عليهم.

و الحالات التي يظهر فيها المورسكيين و هم يستطلعون الهلال عديدة: ماريا دي أليخير (Maria de Aliger) من ديثا : "لشغفها بمعرفة متى سيبدأ شهر رمضان حتى تصوم, قالت لأحد المورسكيين إنها ذهبت لرؤية الهلال في فضاء هذه القرية". و خيرونيمو, نقاش أركوس, رآه جاره ذات ليلة و هو ينظر إلى الهلال و قال له هذا الشاهد : إلام تنظر و ما الذي جاء بك إلى هنا؟ قال هذا النقاش : إنه جاء لرؤية الهلال, قال الشاهد: تريد أن تصوم؟ قال له النقاش: أجل فهناك في أراغون يصوم الجميع"


4- محنة الأندلسيين لصيام رمضان

لتسهيل الوشاية بالمسلمين من طرف النصارى و لمنعهم من أداء شعائرهم الإسلامية, نشرت السلطات الكنسية التابعة لمحاكم التفتيش لائحة طويلة من ستة و ثلاثين مظهرا من المظاهر الإسلامية التي وجب الإخبار عنها و منها:

" – إذا قاموا بصيام رمضان, و راعوا ذلك أثناء عيد الفصح و سلموا بعض الصدقات و أنهم لم يأكلوا و لم يشربوا حتى يلاحظوا النجمة الأولى.

- إذا قاموا بالسحور, واستفاقوا ليأكلوا قبل طلوع النهار أو غسلوا أفواههم و رجعوا إلى فراشهم"
هكذا عاش الأندلسيون في حالة خوف و حذر من الوشاة و أخفوا عقيدتهم و التمسوا الخلوات و الأماكن المنعزلة لأداء فرائضهم و منها الصيام و كان النصارى إذا حل رمضان يمتحنوهم لمعرفة ما إذا كانوا ممسكين و رغم اعتذار الأندلسيين بأعذار مختلفة لتبرير عدم أكلهم فإنهم كانوا يتابعون من طرف محاكم التفتيش. و هذا ما جعل عدد المورسكيين المدانين في شهر رمضان أكثر من الشهور الأخرى. فهذا الأندلسي فرانسيسكو القرطبي(Francisco Cordoba)" الذي كان يصوم رمضان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس خلال شهر كامل, لم تعرض له دعوات كثيرة من جيرانه مثل تلك التي جاءت خلال شهر رمضان, وقد كان حريصا على احترام الصيام, و أنه إذا دُعي للغداء فإنه كان يرفض بحجة أنه فاقد للشهية, و إذا دُعي أثناء الأكل, فإنه كان يرد أنه أكل قبل ذلك في مكان أخر"

و قد سجلت محاضر محاكم التفتيش الإسبانية أعدادا كبيرة من حالات ضُبط فيها الأندلسيون في حالة صيام (عندما يصبح الصيام جريمة و لا حول و لا قوّة إلا بالله) وتبقى أشهر قضية عرفتها محاكم التفتيش هي ضد عائلة ابن عامر المسلمة (سليلة المنصور ابن أبي عامر الشهير) ببلنسية سنة 1567م و تبيّن لنا هذه القضية تعظيم المورسكيين لشهر رمضان و إصرارهم على صيامه رغم المنع و الحضر النصراني لأي مظهر إسلامي..و قد ذكر محضر الإتهام بعض شهادات المقرّبين من عائلة ابن عامر كشهادة الخادمة المورسكية أنخيلا زوجة خايمي أليمان و التي شهدت " أنها – و عمرها ستة عشر عاما – قد أدت شعائر المسلمين, فصامت رمضان, و أنها كانت خادمة للسيد خيرونيمو بن عامر في بناغواتيل بعد أن كانت تعمل خادمة في بيت هاشم في سيغوربي, و في بيت السيد خيرونيمو صامت رمضان معه و مع زوجته و أبنائه, وهم السيد كوسمي و السيد خوان و السيد أيرناندو و السيدة أغرايدا, وقد احتفل كل هؤلاء بعيد المسلمين فارتدوا أفضل الثياب لديهم. و هذا ما حدث بالضبط في بيت هاشم في سيغوربي – و السيد هاشم متزوج من السيدة أغرايدا ابنة السيد خيرونيمو – فلم يكونوا يأكلون طوال اليوم حتى حلول الليل" .

جاءت شهادة بيرنات المعلم – المسؤول في بناغواتيل عن ذهاب المورسكيين لسماع الوعظ النصراني بالكنائس – لتأكد التزام عائلة ابن عامر بالتعاليم الإسلامية , حيث يذكر محضر الإتهام عن بيرنات أنه" شاهدهم يصومون رمضان من أول شهر يوليو" .

أما سيبستيان القواغازي من مواليد أوريا بنهر المنصورة فقد حكم عليه سنة 1574م بمصادرة جميع ممتلكاته و التجديف ست سنوات في سفن الملك و ذلك لتلبسه بممارسة شعائر إسلامية منها :"أنه كان يتوضأ مرات عديدة و صلى على طريقة المسلمين و صام الصيام الذي يقولون عنه صيام رمضان ممتنعا عن الطعام و الشراب حتى دخول الليل و طلوع النجوم..." و قد اعترف سيبستيان قائلا:" إن مسلمي البربر ممن شاركوا في ثورة غرناطة علموه صيام رمضان, وهو يصوم شهرا كاملا..." . و " كان الإتهام يوجّه أحيانا إلى المورسكيين جملة على أثر بعض الحملات الفجائية على المحلات المورسكية, فقد حدث مثلا في سنتي 1589م-1590 أن سجلت مائة قضية في قرية "مسلاته"المورسكية بالقرب من بلنسية و سجلت في قرية "كارليت" مائتان, و اتهمت أربعون أسرة بصوم رمضان."

و لتفادي المراقبة النصرانية عمل الأندلسيون على احتراف مهن تٌبعدهم عن أعين الوشاة حتى يتمكنوا من أداء شعائرهم الإسلامية في اطمئنان نسبي. و هكذا فقد اشتغلوا بمهنة نقل البضائع حيث كانوا يقضون رمضان في قرى غير قراهم أو في طريقهم إلى مدينة أخرى. و قد شكل لهم هذا فرصة لدعوة الأندلسيين إلى الإسلام و تعليمهم أمور دينهم, فلله ذرهم قد كانوا دعاة في قلب البلد الكاثوليكي المتعصّب.

"في إحدى الرحلات التي كان يسيرها بدرو زامورانو(Pedro Zamorano) اجتهد هذا الأرقوني لإقناع المورسكي الوحيد الذي رفض الصوم – إذ كانت الرحلة في شهر رمضان –بحتمية احترامه لهذه القاعدة الإسلامية"

و لننظر من خلال القضايا أدناه المحفوظة في أرشيفات محاكم التفتيش إلى هم الدعوة عند الأندلسيين : "في عام 1524م كان أغوستين دي ثيلي Agustin de celei, وهو نسّاج من ديثا, غالبا ما يذهب إلى أراغون لزيارة أقاربه و أصدقائه. و كان ميغيل دي ديثا يذهب إلى مولد سان أندرس دي داروقا San Andres de Daroca و قام ماتيو ألموتثان Mateo Almotazan برحلة من ديسا إلى سرقسطة و علّمه المورسكيون الأراغونيون كيف يصوم رمضان و متى. " و كان غريغوريو غورغاث Gregorio Gorgaz, العمدة الإعتيادي لديثا, يمتلك بعض خلايا النحل في سيستريكا و كان يذهب إلى هناك كثيرا, قام المورسكيون بهذا الإقليم بتعليمه صيام رمضان و الصلاة و الطهارة...و كان لويس إيرناندبيث, أحد ناقلي البضائع, قد تعلّم كل ما يتعلق بالإسلام في أراغون التي كان يمرّ بها في أسفاره, وهناك و بإرادته قطع على نفسه عهدا أن يكون مسلما. و سافر لويس دي أورتوبيا إلى قطالونيا لبيع حمولنه عندما بدأ رمضان, و أراد أصدقاؤه الأراغونيون أن يصوم معهم, ولما لم يتمكنوا من إقناعه حملوه إلى قرية بها فقيه مشهور كي يعلمه الصيام و يحوله إلى الاسلام. " ()

وقد ساعد بعض النصارى القدامى المورسكيين على أداء شعائرهم الدينية بما فيها الصلاة و الصيام لكن محاكم التفتيش كانت لهم بالمرصاد و حاكمتهم بتهمة حماية المورسكيين و إبقائهم على دينهم الإسلامي. و أذكر هنا حالة النصراني سانشو دي كاردونا أدميرال المقيم ببلنسية و الذي اتهم في 14 مايو 1568م بحماية المورسكيين و تمكينهم من أداء شعائرهم الإسلامية حيث قام ببناء مسجد لهم. و جاء في محضر الإتهام : " كان أمر تشييد المسجد معلوما, و كان وفود المورسكيين إليه معلوما, وكانت الفضيحة كبيرة وصلت إلى مسامع أسقف بلنسية, ثم إلى مسامع جلالة الملك فيليبي سيدنا, و بأمر صاحب الجلالة –كمسيحي مخلص – هُدم المسجد, و رغم هدمه فقد استمر قائما كمكان يعيش فيه المورسكيون بدعم من السيد سانشو. إن رعايا السيد سانشو من المتنصرين (المورسكيون) قد واصلوا أداء شعائر طائفتهم الخاصة بالزفاف و الزواج, و الخاصة بصيام رمضان, و الإحتفال بالأعياد التي يحتفل بها المسلمون, وختان الذكور كبارا و صغارا" و الشاهد هنا هو استمرار المورسكيين في صيام رمضان حتى بعد عقود من فرض التنصير عليهم و محاولة طمس هويتهم الإسلامية.

و قد أبدى أسقف مدينة سيقوربي مارتين دي سالبترا سنة 1587م (حوالي 95 عاما على سقوط غرناطة) امتعاضه من استمرار المورسكيين في صيام شهر رمضان قائلا : " إنه من المشهور أنهم لم يصوموا أي صيام مسيحي, بل يصومون صيام المسلمين, خاصة ما يُسمى برمضان....و لكي يخفي المورسكيون ذلك فإنهم يذهبون إلى مزارعهم, ويقضون وقتهم هناك إلى أن يحل الظلام, فيعدون عشاءهم و طعامهم في سرية, و يؤدون بقية شعائرهم كالصلاة و الوضوء, وهي شعائر يأمر بها محمد في القرآن."

و قد امتد الوجود الأندلسي المورسكي حتى القارة الأمريكية رغم منعهم من السفر إلى أمريكا و سجلت دواوين التفتيش بمكسيكو اصطباغ حياة العديد من الأسر بالمظاهر الإسلامية. و كان صيام رمضان أهم هذه المظاهر و هذا ما أكدته دراسة بالمؤتمر الأول للأدب الخميادو-المورسكي بمدينة أفييدو الإسبانية سنة 1972, حيث جاء في هذه الدراسة :"و في حالات أخرى فقد ضبط المسلمون, على حين غفلة عندما يقيمون الصلاة أو يصومون رمضان"

وختاما لهذا الموضوع الذي بيّن جزءا بسيطا من محنة الأندلسيين في شهر رمضان, نسأل الله أن يرحم أولئك الأندلسيين الذين قضوا على يد محاكم التفتيش الإسبانية و أن يسكنهم فسيح جنانه.
و صلى الله و سلّم على محمد و على أله أجمعين. و الحمد لله رب العالمين









آخر مواضيعي

0 الإعجاز العلمي في القرآن بواسطة excel
0 الإعجاز العلمي في القرآن بواسطة excel
0 هذه بعض اخطاء المصلين في الصلاة
0 من أعجب شعر العرب(مدح إذا قرأ و ذم إذا قلب)
0 مجموعه صور منوعه تفيد أساتذة التعليم الأولي
0 الليمون؟؟ (الحامض)
0 كيفية تعليم الأطفال الأداب بطريقه جميله
0 الحالة الوبائية للسعات العقرب في جهة الشاوية ورديغة
0 محنة الأندلسيين لصيام رمضان
0 قمل الرأس


الليل المنير
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية الليل المنير

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
المشاركات: 58

الليل المنير غير متواجد حالياً

نشاط [ الليل المنير ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 26-09-2008, 18:18 المشاركة 2   

الموضوع منقول للأمانة


Ayoub Salah
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية Ayoub Salah

تاريخ التسجيل: 7 - 9 - 2008
المشاركات: 59

Ayoub Salah غير متواجد حالياً

نشاط [ Ayoub Salah ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي محنة الأندلسيين لصيام شهر رمضان
قديم 26-09-2008, 22:03 المشاركة 3   

و الله موضوع رائع ، لا يسع قارئه إلا أن يقول أولا الحمد لله على نعمة الإسلام، و ثانيا الحمد لله على نعمة العيش في ديار الإسلام ، و ثالثا الحمد لله الذي وهبنا نعمة الأمن و الآمان حتى نقوم بشعائرنا في حرية تامة ...
و ما أحوجنا في هذا العصر إلى أسلحة إيمانية نتصدى بها لعواصف الشدائد التي تجتاحنا وقد تعصف بإيماننا فتذرو ثوابته وتقوض أركانه.
وما أحوجنا كذلك إلى أن نتسلح بالأخلاق الإسلامية الرفيعة؛ و نتخذ هؤلاء القوم قدوة في الصبر على الابتلاء في دينهم و رزقهم و سلامة أبدانهم و أهليهم و هويتهم الإسلامية ،حيث واجهوا رحمهم الله جميعا شتى المصاعب والمشكلات، ومن ذلك خلق الصبر، وذلك اقتداء بأشرف خلق الله ورسلِه الكرام الذين سماهم الله عز وجل أولي العزم، حيث خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم ونحن معنيون بالخطاب معه بقوله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ...} [الأحقاف: 35].

الصابرون في معية الله، فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه، قال تعالى: {إنّ اللهَ مَعَ الصَّابِرينَ} [البقرة: 153]، وكذلك هم أهل محبته قال تعالى: {وَاللّهُ يُحِبُّ الصّابِرِينَ} [آل عمران: 146]، وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين. وأخبر الله سبحانه وتعالى أن الصبر خير لأهله فقال سبحانه: {وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِريِنَ} [النحل: 126].
ولقد خص الله تعالى الصابرين بأمور ثلاثة لم يخص بها غيرهم وهي:
أ - الصلاة من الله عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، قال تعالى: {وَبَشّرِ الصّابِرينَ * الّذِينَ إذا أصَابَتَهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ} [البقرة: 155 - 157].
ب- علَّق الله سبحانه وتعالى الفلاح في الدنيا والآخرة بالصبر، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، فعلّق الفلاح بكل هذه الأمور.
جـ- ربط الله تعالى خصال الخير والحظوظ العظيمة بأهل الصبر في قوله تعالى: {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ} [القصص: 80]، وقوله تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35].
ولقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان فضل الصبر والحث عليه، وما أعد الله للصابرين من الثواب والأجر في الدنيا والآخرة، منها:
  • عن أنس رضي الله عنه قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال: "اتقي الله واصبري"، فقالت: إليك عني فإنك لم تُصب بمصيبتي -ولم تعرفه-، فقيل لها: إنه النبي، فأخذها مثل الموت، فأتت باب النبي فلم تجد على بابه بوابين، فقالت: يا رسول الله، لم أعرفك. فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"، فإن مفاجأة المصيبة بغتة لها روعة تزعزع القلب وتزعجه بصدمها، فإن من صبر عند الصدمة الأولى انكسرت حدة المصيبة وضعفت قوتها فهان عليه استدامة الصبر.
  • وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "... ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر" [رواه البخاري ومسلم].
  • وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسّم مالاً فقال بعض الناس: هذه قسمة ما أُريد بها وجه الله، فأُخبر بذلك رسول الله فقال: "رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر".


الليل المنير
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية الليل المنير

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
المشاركات: 58

الليل المنير غير متواجد حالياً

نشاط [ الليل المنير ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 27-09-2008, 09:16 المشاركة 4   

جزاك اللله خيرا أخي على تدخلك الرائع و دمت لصلاح و إخوته يا أبا صلاح

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لجنة, أزياء, الأندلسيين, رمضان

« ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان | زكاة الفطر »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دعاء ليلة 27 من رمضان للشيخ سعود الشريم فاطمة -الزهراء شهر رمضان 1 20-07-2014 02:35
ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان المعتصم بحبل الله شهر رمضان 2 27-09-2008 05:20
هاهي العشر الأواخر من رمضان على الأبواب ، ها هي خلاصة رمضان ،و زبدة رمضان خلدون أبو إسراء شهر رمضان 4 21-09-2008 14:00
الفوائد الطبية لصيام رمضان ... chahour444 شهر رمضان 5 16-09-2008 18:19
هل تعلم ماذا يحدث في أول ليلة من شهر رمضان dvincci دفاتر المواضيع الإسلامية 3 07-09-2008 16:03


الساعة الآن 15:08


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة