الخبر منقول عن جريدة المساء.
رفض السراح المؤقت لـ45 معتقلا في انتفاضة صفرو ضد غلاء الأسعار
عائلات المعتقلين تتظاهر وتلويح بالدخول في إضراب عن الطعام
15/11/2007
المساء
رفض قاضي التحقيق باستئنافية فاس، للمرة الثالثة على التوالي، طلب تتميع معتقلي انتفاضة مدينة صفرو بالسراح المؤقت، ووقع القاضي قرار الرفض لملتمس سبق أن تقدم به دفاع 45 مواطنا، ضمنهم 10 قاصرين وسيدتان، متابعين على خلفية الضلوع في مواجهات مع أفراد الشرطة خلال انتفاضة سكان المدينة على غلاء الأسعار خلال شهر رمضان الماضي.
وتزامن قرار قاضي التحقيق مع تحرك عائلات المعتقلين لمناصرة ذويهم والتظاهر أمام مقر عمالة مدينة حب الملوك أمس الأربعاء وأول أمس، مرددين شعارات تدين الزج بأبنائهم في السجن دون أن يرتكبوا جرما. وقال مصدر من العائلات إن بعض المعتقلين ألقي القبض عليهم عندما كانوا يتبضعون قبيل موعد الإفطار وآخرين كانوا عائدين من عملهم.
وألمحت مصادر مقربة من معتقلي انتفاضة صفرو إلى إمكانية الدخول في إضراب عن الطعام للفت أنظار السلطات، وعلى رأسها وزارة العدل، إلى الثغرات القانونية التي شابت مساطر الاعتقال، وتلفيق تهم ثقيلة من قبيل وضع متاريس في الطريق العمومي وإضرام النار، مرورا بإهانة موظفين أثناء مزاولة عملهم والاعتداء عليهم، وانتهاء بتعييب منشآت عمومية.
وقال مصدر من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن مصالح الأمن بمدينة صفرو اعتقلت السبت الماضي شخصا آخر، يمسى حفيظ البلغيثي (31 سنة، مهنته نجار)، على خلفية صلته بأحداث الشغب التي عاشتها المدينة يوم 19 شتنبر الماضي وأحالته الاثنين على قاضي التحقيق.
وانتهت أمس الأربعاء المدة القانونية للملتمس الذي تقدم به دفاع المتهمين لمتابعة الأظناء المعتقلين في حالة سراح، ويصل عددهم إلى 45 شخصا ضمنهم مرضى مصابون بأمراض مزمنة.
وحسب مصدر من عائلات المعتقلين، فإن ذويهم يعانون من تدني الخدمات الطبية في سجن عين قادوس، مشيرا إلى أن إدارة السجن ترفض نقل المرضى من المعتقلين إلى مستشفى ابن الخطيب القريب من السجن.
وعلمت «المساء» من مصدر قضائي بأن المواجهات التي أجراها قاضي التحقيق بين المعتقلين للمرة الثالثة على التوالي، لم تسفر عن التعرف على الأشخاص الذين تعتقد أجهزة الأمن أنهم المتسببون في أحداث الشغب، مشيرا إلى أن شخصا واحدا، من بين مجموعة تضم 12 متهما، تمكن من التعرف على شخصين.
وأكدت مصادر جمعوية لـ«المساء» أن الشرارة الأولى لاحتجاجات سكان صفرو ضد الغلاء اندلعت بعد توصل السكان بفواتير الماء والكهرباء الباهظة وبعد ارتفاع أسعار المواد الأساسية، كما تزامن استقبال شهر رمضان مع دخول الموسم المدرسي وشراء الكتب المدرسية، وهي البواعث التي جعلت المواطنين يتحركون، بشكل عفوي، يوم 18 شتنبر الماضي، من مركز البهاليل في مظاهرة شارك فيها ما يناهز 500 مواطن أغلبهم نساء.
ورفع المحتجون شعارات تندد بالزيادات، قاطعين مسافة خمسة كيلومترات مشيا على الأقدام، مؤازرين بسكان حي «الخاينة» و«التلاويين»، لتتدخل قوات الأمن لمنع المتظاهرين من التوجه إلى مقر العمالة.
وعقب انتهاء وقفة احتجاجية، دعت إليها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان صباح يوم 23 شتنبر الماضي واحتضنتها ساحة «باب المربع»، اتجه مواطنون بشكل عفوي إلى مقر العمالة لإيصال شكواهم إلى ممثل الملك في المدينة، لكن العامل رفض التحدث معهم، قبل أن تندلع المواجهات بين السكان ورجال الأمن.
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت في نفس اليوم 36 مواطنا بينهم 26 راشدا وعشرة قاصرين ومعاقا ذهنيا، ويوجد ضمن المعتقلين ثلاثة أعضاء عن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بصفرو.
وخلفت المواجهات إصابة 126 شخصا بجروح، غالبيتهم من رجال شرطة، وأسفرت عن إحراق مقر المقاطعة الرابعة وتعرض المقاطعتين الخامسة والثانية لأضرار، وتخريب وكالة بنكية وبعض الأقسام بثانوية بئر انزاران. وأحرقت، أثناء ما بات يعرف بـ« انتفاضة الخبز» التي شهدتها مدينة صفرو، جرافة وسيارة عون سلطة، وحاول بعض الغاضبين اقتحام السجن المحلي.