النقابات في زمن السلم الاجتماعي.
هناك ميزة مشتركة لانحطاط المنظمات النقابية الحديثة في المغرب؛ إنها ميزة تقاربها واندماجها بسلطة الدولة.
ويخص هذا المسلسل كل النقابات. هذا الواقع لوحده يبين أن هذا الميل نحو الاندماج بالدولة ليس مرتبطا بهذا المذهب أو ذاك، لكنه نتاج للشروط الاجتماعية المشتركة لجميع النقابات.
ولكن،لماذا تهرول النقابات نحو الدولة؟
تتحكم الرأسمالية في الحياة الاقتصادية بنفس درجة تحكم جهاز الدولة، ومن جهتها تجد النقابات نفسها مواجهة لعدو رأسمالي ممركز وقوي، يملك روابط قوية بجهاز الدولة. ومن هنا ينبع بالنسبة للنقابات، ما دامت واقفة على أرضية إصلاحية - أي على أرضية التكيف - ضرورة التعايش مع الدولة ومحاولة التعاون معها.
وهكذا أصبحت المهمة الأساسية للحركة النقابية، تتمثل في "تحرير" الدولة من سيطرة الرأسماليين، عبر إضعاف تبعيتها وجذبها [الدولة] إليها .
و من خلال خطاباتهم، يعمل النقابيون كل ما في وسعهم من أجل البرهنة للدولة كم هم جديرون بالثقة وكم هم ضروريون زمن السلم الاجتماعي، وبوجه خاص زمن الحرب. وهكذا تتحول النقابات إلى أجهزة للدولة.
وقد طفت على السطح دعوات الى:
- الاستقلالية التامة والغير مشروطة للنقابات اتجاه الدولة وهذا يعني: النضال من أجل تحويل النقابات إلى أجهزة للجماهير المستغَلّة وليس إلى أجهزة للدولة.
- الديمقراطية داخل النقابات.
إن هذا الشعار ينبع مباشرة من الأول ويفترض مسبقا من أجل تحققه الحرية التامة للنقابات اتجاه الدولة .
ويرد النقابيون :
إن إلحاق النقابات بالدولة تم تطبيقه لصالح الشغيلة بهدف تمكينهم من ممارسة تأثيرهم على الحياة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية.