بسم الله الرحمن الرحيم،
لا أجد ما أشفي به غليلي وحبي لها مهما فعلت، لن أمنحها أكثر مما منحتني من حياتها، بله لن أجد عربونا آخر على مدى حبي لها، هي ذات القلب الرحيم واللسان الشاكر الداعي على الدوام، نظرتها الحميمية لا تفارقني، بل لا تفارق اليوم أحفادها، وهي تداعبهم وتحنو عليهم بكل قوة وشدة.
منذ مدة وأنا في حيص بيص من أمري كي أحكي لها عن خلجات قلبي وسكناته ودقاته التي لا تتوانى عندما تلمحها من بعيد وهي على الممشى تسير نحو عشي الصغير، زيارة منها وتفقدا وإغداقا علينا من حبها الذي لاينتهي، وهي التي أخذ منها الزمان نوارة شبابها بسببي وكلها تفاؤل أنني سأعوضها عما مضى، لكن هيهات... هيهات... دارت الأيام وتحول الماضي حاضرا، وعشت حبها بطريقة غريبة وتذوقت لدغته السمية لما حل بقلبي حب آخرن حب أبوة ، عندها فقهت معنى فلذة الكبد، مهما كبرت ومهما كان شأنها تظل في قرة العين فلذة.
ولكم أصابتني قشعريرة صاخبة عندما يخبرني أحدهم عنها وأنها انتقلت إلى العاجل المبكي الحزين أو إلى الآجل المنتهي، عندها أشعر بالتقصير والتفريط في حب من عيار خاص، أظنني رسمت لك ملمح هذا الحب الفريد الغائب عن أرواحنا لدورة الزمان وتلونها بألوان من طيف مادي خسيس ودعاوى فارغة.... لن تسمح لقلبك أن تغيب عنه تلك الحرارة الدافئة التي تمنحك روح المتعة ولذتها، من دونها فرغ القلب وهوى في قفص مقفل بقفل من الشح والبخل العاطفي والبرودة الإنسانية، عد إلى قلبها واستقي منه المعاني والمفردات التي تتنور بها الحياة وتسير في فلك آمن قوي، فلك حب من عيار خاص.
أتمنى أن تكون هذه الخاطرة هدية لقلب الأم والأخت والزوجةوالبنت، امهات، أمهات، كلمة ما أعذبها ويا فرحة من تسري على لسانه ووجدانه كل لحظة.