|
حينما تجد نفسك أمام أناس ، يغيب لديهم الحس الأخلاقي ، والسلوك المدني ، يصعب عليك التعايش معهم ، و حينما يتحول النقاش ، إلى إفراغ لمكبوتات ، أو تصفية لحسابات خاطئة ، لا شك أنك تصاب بالغثيان ،و حينما تغيب المحاججة و تحضر الملاسنة فإنك تصاب بصداع الرأس.
تصور أن خطاب جلد النقابات ، و ألأحزاب أضحى موضة في دفاترنا ، فهذا يعتبرها أداة نصب و احتيال ، و ذاك يجزم أن فعلها تواطؤ، والآخر ينعتها بالانتهازية ، وإذا سألتهم أي نقابة تعنون؟ أو إلى نقابة انتميتم أو تنتمون ؟ إو إذا طالبتهم ببينة لما يقولون ؟ أو حاججتهم فيما ينفتون من سموم ؟ تجدهم ينزعجون ، و إلى التدليس يلجأون ، وينتقلون من الخاص إلى العام دون وجه حق أومنطق أو قانون .
وما أكثر ما رددوا :"الناجحون في الامتحانات المهنية نقابيون ، و المستفدون من الحركة الانتقاية المحلية و الوطنية نقابيون ، و المترقون داخليا نقابيون ، والفائضون نقابيون ، وحتى اللذين لم يفيضوا نقابيون ، و النيابات يسيرها النقابيون ، و الوزارة النقابيون لها آمرون" ولولا بعد ميركان لقالوا "النقابيون عن أزمة والستريت مسؤولون " أو أضافوا "الحذاء الذي أخطأ وجه الصهيوني بوش صنعه نقابيون ، فلولاهم لما أخطا الحذاء و جه بوش"
أتدرون منهم هؤولاء ؟ إنهم أحفاد العهد البائد، و خليفة المخزن في أرضه، فاحذروهم ، احذروهم
فصوتهم واحد ،وإن تعدد حناجرهم ، و هدفهم واحد وإن اختلفت سبلهم ، إنهم يريدون نزع أدوات مقاومتنا ، ويجعلوننا عزلا أمام جلادين .
و صدق الشاعر الزجال العربي باطما على ما أعتقد في قصيدة ا"لمعيزة "حينا قال:
كيقولواالديب ما يجوع و لغنم ما تفنى
الديب يا الديب
بوك وجدك كذيذيب
يا تَرِكْة العيب من بدا الدنيا
السبع فاق و زْهر ... خاوات الساحة
السبعْفاق و زهر ...الله راحة
ملاحظة : لست وداديا و لا رجاويا لكني أحب اللعب النظيف ، |
|
أخي لابد من الإشارة من جهة – وباللسان الدارجي – "هادشي لي كاين فالسوق" ولا مفر , فعليك أن تقبله وتتعامل معه بوعي وتبصر أو ترفضه وتقصيه, ومن جهة ثانية إن اختلاف الرأي ظاهرة صحية ولا ينبغي أن تقودنا إلى إقصاء الرأي الآخر , وحتى وان كان الاختلاف حادا...إن ما سميته بجلد النقابات والأحزاب سببه هؤلاء الذين لطخوا سمعة النقابة أو الحزب , فلو كانت الأمور تسير بشفافية وبكامل الوعي بالمسؤولية داخل هذه الأجهزة لما كانت هدفا لهذا السب والشتم , إن قيادات الأحزاب والنقابات يصفون حسابات بينهم ونحن الضحايا ولا ينبغي أن نجر (مع ضم النون وتشديد الراء) نحن أيضا كقواعد إلى تصفية حسابات مجانية بيننا , بل ينبغي أن نناضل –كل من زاويته ومن نقابته – على جمع شملنا ولن يجمع إلا بالوحدة النقابية . اننا لا ننكر أن في جل مكاتبنا النقابية أناس غير مؤهلين للنطق باسمنا , افرغوا النقابات من حسها النضالي وهذا واضح وجلي في أكثر من نيابة اثناء البث في ملفات الحركة الانتقالية....وبذل من القول احذروووووا هؤلاء أقول : لا ترفضوا ولا تقصوا هؤلاء بل عوهم ( انشروا الوعي بينهم ) لاننا في نهاية المطاف أسرة واحـــــــــدة .