الحركة - 20/12/2008
هل يعلم وزير التعليم بما يجري ؟
- أقسام ومؤسسات تعليمية في قلب العاصمة تفتقر إلى الإنارة
- طلبة من أسر ميسورة يحصلون على المنحة على حساب من لهم الأسبقية
لطيفة تامر
لقد راهن كل من يعرفون أحمد اخـشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي عن كثب، على أنه سيعطي دفعة قوية تعجل بالقيام بمجال التعليم لينهض ويتخلص من الانعراجات والانتكاسات التي يعرفها منذ عقود، ويخلصنا من وضعية المحاولات والاقتراحات التي طال أمدها، والتي أحالت أبناءنا إلى فئران تجارب، ويخلص المجال من مجموعة من الممارسات التي يعاني منها المهنيون والآباء على حد سواء، وذلك نظرا لما يعرف عن الرجل من كفاءة وقدرة على المبادرة. لكن الأمد طال دون أن يبدو في الأفق أي أمل، لا من حيث حركة الانتقالات والتي لازال مجموعة من الأسر تعاني من التفرقة والتشتت بسببها، وكذلك وضعية المؤسسات التعليمية إذ ما زالت مجموعة منها تضطر لإغلاق أبوابها على الساعة الخامسة مساء لافتقار الأقسام للكهرباء حارمة التلاميذ من حصة دراسية، وهذا يحدث في مؤسسات في قلب العاصمة، فما بالك بالمناطق النائية ؟
كما لا يفوتنا ونحن بصدد الحديث عن التعليم أن نتطرق إلى واقع الطلبة الجامعيين وحرمان بعضهم ممن يسكنون في أماكن نائية من الإقـامـة بالأحياء الجامعية في وقت يستفيد فيه طلبة "محظوظون" من قلب الرباط من غرف هم لا يحتاجون إليها، ولكنهم يتبجحون أمام المحرومين من زملائهم والأحق منهم بهذه الغرف ،لكن الزبونية وربما الرشوة حرمتهم منها.
وفي نفس السياق وعلى ذكر الحظ و الزبونية ،نخبر السيد الوزير بأن القانون الذي حرم عموم الطلبة من الحصول على المنحة رغم هزالة قيمتها، قد حصر الاستفادة منها في الطلبة المنحدرين من أسر فقيرة، لكن واقع الحال يكذب هذا الطرح لأن الطلبة تفاجؤوا هذه السنة باستفادة مجموعة من المحظوظين" ممن يقطنون بطريق زعير وما شابه" هم من يستفيدون من المنحة وليس العكس .
هذه عينات فقط تختزل الغبن والحيف الذي يطال القطاع، ولا نعلم هل للسيد الوزير علم بهذه الممارسات وهذه الأوضاع أم أن هناك وباء اللامبالاة يصيب كل من تقلد زمام المسؤولية و سياسة "كولوا العام زين" تبقى الشعار الخالد إلى الأبد.