واقع التعليم بالجهة : الحاجة إلى 450 أستاذا والاستنجاد بـ«القسم المتعدد»
الإتحاد الإشتراكي
ل. بنطالب
احتضن مؤخراً المركب الثقافي محمد زفزاف بالمعاريف، ندوة تربوية حول البرنامج الاستعجالي والواقع التعليمي بجهة الدار البيضاء الكبرى. اللقاء كان بمثابة قراءة نقدية للمخطط أو البرنامج الاستعجالي مع تقديم اقتراحات في الموضوع، وذلك من منظور ممثل وزارة التربية الوطنية بنيابة الحي المحمدي ـ عين السبع، والكاتب العام للفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ وممثلي هيأة نساء ورجال التعليم من الفرقاء الاجتماعيين .
بخصوص الواقع التعليمي بالجهة، أكدت التدخلات أنه لا ينفصل عن غيره من الجهات لارتباطه بسياسة تعليمية واحدة وبمنظومة تعرف عدداً كبيراً من الاختلالات التي تتجسد تمظهراتها في واقع المدرسة العمومية، فالدخول المدرسي كان متعثراً ومتأخراً في العديد من الجهات ويرجع السبب في ذلك للموارد البشرية، إلا أن ما تتميز به جهة الدار البيضاء الكبرى هو كونها مدينة المتناقضات، فهي الأكثر من حيث عدد السكان و تشكل القطب الصناعي والمالي للمغرب، يتعايش فيها الغنى الفاحش مع الفقر المدقع المولد لجميع الآفات الاجتماعية والجرائم بمختلف أشكالها وأنواعها. مدينة تتساكن فيها أفخم المؤسسات التعليمية ذات الطابع الأوربي ـ الأمريكي مع مؤسسات تعاني من مشكل غياب مرافق الصرف الصحي والماء والكهرباء.
تضم الجهة 11 نيابة تابعة للأكاديمية الجهوية بناء على القرار الوزاري الصادر سنة 2002، ويعمل بها 32 ألف مدرس موزعين على التعليم العمومي والخصوصي ـ 10 آلاف بالتعليم الخصوصي ـ وتتوفر على 759 مؤسسة عمومية منها 147 تصنف ضمن العالم القروي و 634 مؤسسة تنتمي للتعليم الخصوصي، وتضم هذه المؤسسات 3100 قسم بالتعليم العمومي و 512 قسما للتعليم الخصوصي. وحسب إحصاء 2007 وصل عدد التلاميذ الى 739 ألفا و 186 تلميذا يزاولون دراستهم بالتعليم العمومي والخصوصي. أما على مستوى الموارد البشرية، فيلاحظ غياب التوازن مع سوء التوزيع بين النيابات، فبالنسبة للتعليم الابتدائي، سجل فائض في النيابات التالية: أنفا 56 ـ الفداء 171 ـ ابن امسيك 158 ـ المحمدية 17، في حين تعاني بعض النيابات من خصاص: النواصر 46 ـ مديونة 34 ـ مولاي رشيد 34 ـ عين السبع 41 ـ عين الشق 4 ـ الحي الحسني 55، هذه الوضعية اللامتكافئة اعتُبرت السبب الرئيسي فيما أصبح يعرف بإعادة الانتشار. ظهور هذا المولود، والذي اعتبرته النقابات كإجراء استثناء لتدبير أزمة، لكن الاستثناء أصبح قاعدة وبات يشكل كابوسا يطارد نساء ورجال التعليم عند بداية الدخول المدرسي. لذا أصبح لزاماً على المسؤولين بالأكاديمية والنيابات التابعة لها والفرقاء الاجتماعيين الاجتهاد لمعالجة المشكل انطلاقا من تعاقد أخلاقي.
التشخيص للواقع التعليمي للجهة على مستوى الموارد البشرية يدفع الى الوقوف على الخصاص المهول في هيأة التدريس، وهو ما يؤكد الرقم المتوصل إليه مع نهاية شهر نونبر الماضي :450 أستاذا في جميع المواد، وكإجراء استعجالي لتدبير هذا الخصاص فتح باب الانتقال إلى أكاديمية جهة الدار البيضاء بصفة استثنائية في وجه الفائض من المدرسين بالتعليم الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي فقط، وهو ما تضمنته المذكرة رقم 133 مما اعتبره اللقاء سابقة.
الخصاص بالنسبة للتعليم الثانوي الإعدادي: التربية الاسلامية 86 ـ الاجتماعيات 40 ـ الفيزياء والكيمياء 7 ـ التربية البدنية 4.
بالنسبة للثانوي التأهيلي: العربية 57 ـ التربية البدنية 38 ـ الفرنسية 42 ـ الفيزياء والكيمياء 48 ـ علوم الأرض والحياة 80 ـ الرياضيات 43 ـ الفلسفة 73 ـ الترجمة 3 ـ التربية الاسلامية 47.
اللقاء استعرض النقص على مستوى الأطر الادارية التربوية نتيجة الفراغ المترتب عن المغادرة الطوعية، رغم أن حدته بدأت تخف، النقص الكبير في المعيدين، حراس الخارجية، وفي الأعوان بسبب توقف الدولة عن توظيف هذه الفئات، ثم الإقدام على التعامل مع الشركات الخاصة كإجراء لسد هذا الخصاص في الأعوان، علما بأن العملية مازالت لم تعمم. العديد من المؤسسات لا تتوفر على المواصفات المطلوبة في مدرسة اليوم، كغياب الملاعب الرياضية والمختبرات وسور المؤسسة والإنارة، ظاهرة الاكتظاظ والحاضرة في العديد من المؤسسات التعليمية، وهي مرتبطة بتدبير أزمة الموارد البشرية، حيث تلجأ بعض النيابات لضم الأقسام، لكن الظاهرة الجديدة التي بدأت تطفو على الواقع التعليمي للجهة هي إحداث القسم المتعدد، والذي كان مرتبطا بالعالم القروي.
هذا التشخيص للواقع التعليمي يدفع الى المساءلة كيف يمكن للتلاميذ والمتعلمين استدراك الحصص التي ضاعت منهم نتيجة الخصاص في الأطر التربوية، والأسدس الأول على وشك الانتهاء ، والامتحانات الموحدة المحلية قد حددت تواريخها بالنسبة للتعليم الثانوي الإعدادي؟
2008/12/24