بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي، السلام عليكم ورحمة الله.
بداية نتوجه بقلوب خاشعة وعيون دامعة إلى الملى عز وجل، سائلينه سبحانه بتعجيل النصر لأهلنا في غزة الشموخ وتسليط ألوان عذابه على الغاشمين من الصهاينة ومن نهج نهجهم. وأن ينزل جنده الذي لا يقهر وينصر عباده المستضعفين كيف شاء وبما شاء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
يقول ربنا الكريم:" وكان حقا علينا نصر المؤمنين"
ما أجمل أن نتدبر القرآن ونقرأه بالعقل والقلب، فهذه الآية المباركة تحمل تأكيدا من الحق سبحانه بالنصر للمؤمنين. والملاحظ أن الشرط محدد ألا وهو: توفر الإيمان. والسؤال الذي يفرض علينا نفسه هل يتوفر فينا معاشر المسلمين الإيمان الموجب لنصر الله. العودة إلى التاريخ الإسلامي المجيد يبين أن كل الانتصارات التي حققها المسلمون منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبر كل مراحل التاريخ الإسلامي ، مردها الإيمان بوعود الله والثقة في الله والتوكل على الله، واليوم ونحن نعيش أحداث غزة، هناك فئام من الناس يتخيلون أن النصر بعيد لقصور نظرهم البشري والانطلاق من الشرط المادي فحسب، متناسين أن قوة الإيمان موجبة للنصر إذا توفر فيها الصدق والإخلاص، وكل من يظن أن الانتصار بالعدة والعتاد فهو مخطئ، لأنه ليس الكل في الكل، العتاد والعدة مع الإيمان الراسخ بموعود الله تعالى يحقق العجائب، هلا آمنا وأخلصنا الإيمان؟؟؟
النصر آت ولو بقلة، ففي القلة بركة، ولننظر إلى القرآن الكريم، وكيف تكررت كلمة القلة:" كم من فئة قليلة...../ وقليل من عبادي الشكور....." مع القلة القوية المومنة المخلصة نتخطى كل الصعاب ويأتي تأييد الله، ولنعد إلى الغزوات النبوية المباركة وكيف تحقق النصر مع فئة قليلة من المؤمنين الأولين. اليوم إخواننا قلة في غزة وغيرها ولكنهم يحققون النصر ويكفينا فخرا أن صمودهم أمام " أقوى قوة عسكرية" لأسبوعين دليل قاطع على أن تأييد الله تعالى موفور وحاصل، ولو ازداد هذا الإيمان بنا نحن لرأينا الملائكة تقاتل إلى جانبنا كما حدث مع الرعيل الأول.
إذن مسؤولية النصر تقع علينا نحن المسلمين فلنعد حساباتنا ولنتب إلى الله عز وجل ولنتقو بالإيمان لنكون من القلة المباركة.
وأقولها بفم واسع: النصر آت من الله.