سمير شوقي
بِئس الرجال!
يرفع عمرو موسى سماعة الهاتف ويكلم رئيس الصومال قائلا: «لا داعي للذهاب إلى قطر، فالمؤتمر لم يحصل على النصاب القانوني، وبالتالي فالقمة لا جدوى منها»...
محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية المنتهية ولايته، يقول لرئيس وزراء قطر:
«علي ضغوط وإذا حضرت إلى الدوحة سأكون كمن يذبح نفسه من الوريد إلى الوريد»...
هذه هي الأجواء التي يدير بها النظام العربي الحرب على غزة. شهداء فلسطين وأشلاء أطفال غزة ودماء نسائها تأتي في الدرجة الثانية أو الثالثة... ولا تعلو على دسائس تدبر هنا وتحاك هناك لخدمة هدف واحد.. إيجاد مخرج لا يجعل من حماس بطلة كسبت المعركة ويحفظ لإسرائيل ماء الوجه.
لقد تصرف عمرو موسى بمقاطعته لقمة الدوحة كموظف في مكتب الرئاسة المصرية لا كرئيس للجامعة العربية دورها أن تجمع وتقرب وتلاقي، وها هو اليوم يكسر آخر شظايا هذا الجسم الغريب المسمى.. الجامعة العربية. أما محمود عباس، فقد صار هو الآخر على منوال بعض الرؤساء والقادة الذين يضعون كراسيهم في كف والعالم كله في كف. صار عباس يظن نفسه رئيسا حقيقيا، والواقع أنه مجرد موظف سام ينسق مبادرات محور القاهرة – الرياض مع تل أبيب.استطاب هو الآخر المنصب ولم يعد يعترف بشيء اسمه مدة الصلاحية.
لو كانت للرجل درة كرامة واحدة لما بقي في ذلك المنصب البئيس لحظة واحدة بعد مكالمة أولئك الذين أوصوه بعدم الذهاب إلى الدوحة. للأسف، أول مرة يغيب ممثل الشعب الفلسطيني عن قمة.. هي أصلا مقامة من أجل فلسطين. رحم الله أبا عمار!
وبئس رجال المرحلة.
قمة اندحار النظام العربي هي أن تصبح عدة أوساط غربية.. عربية أكثر من العرب.. إننا اليوم، أمام تعدد الفضائيات، نتابع كيف أصبحت جهات غربية ناقمة على إسرائيل.. وتكيل النقد لميل أمريكا إلى أطروحاتها وتحمل الطرفين مسؤولية سفك دماء الأبرياء، ومنهما من ذهبت إلى وجود مؤامرة بين أولمرت وبوش اللذين سيدخلان قريبا مزبلة التاريخ.. مؤامرة لتوريط باراك أوباما.
وعلى ذكر الرئيس الأمريكي القادم، أتصور لو أراد أن يخلق الحدث أن يفتح قناة تواصل مع حماس.. كيف سيكون بعض القادة وخاصة بالرياض والقاهرة، وكم سيصغر حجم عباس ويتوارى موسى عن الأنظار. سنرى!
المعركة اليوم ليست حماس. من يجعلها في صلب الحدث يخدم مصالح إسرائيل. وللأسف كثر هذه الأيام «خدام» إسرائيل. فبعضهم يقول إنه لا حاجة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية، بل وصفوا ذلك بالإجراء الغبي. والبعض الآخر، احتج على «تخمة» صور الدمار والدماء في الحرب على غزة. لا يهم أهل الدماء، فشعور هؤلاء أسمى من أرواح الشهداء! بئس «الخدام».
ستتوقف إسرائيل عن إطلاق النار وقد حققت أكبر قدر من الدمار، لكنها لم تبلغ هدفها المرسوم.. القضاء على حماس. حركة حماس التي ارتكبت أخطاء كما ارتكبتها فتح وباقي الفصائل عندما تعارك الجميع على حكومة ومناصب وهمية.. حركة حماس ليست هي المشكل. المشكل الحقيقي هو الاحتلال.
هذا الاحتلال الذي لا يحسن سوى لغة القتل والدمار، لا يعرف شيئا اسمه السلام. فلا تكونوا واهمين. فخمس عشرة سنة بعد توقيع اتفاقية السلام لم تكن كافية حتى لحماية مباني الأمم المتحدة بفلسطين.. لا تكونوا واهمين فليس هناك سلام مع الاحتلال
منــــــــــــــــــــــــــــــــــقول