بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- لم ترد كلمة الشتاء في القرآن الكريم سوى مرة واحدة , و ذلك في قوله تعالى ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء و الصيف ...) ص 7
- قال الإمام مالك : الشتاء نصف السنة و الصيف نصفها , و قال قوم : الزمان أربعة أقسام : شتاء , و ربيع , و صيف , وخريف !
و قال قوم : هو شتاء , وصيف , و قيظ و خريف !
قال القاضي أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن ( 4/1982 ) ( و الذي قال مالك أصح , لأجل قسمة الله الزمان قسمين , و لم يجعل لهما ثالثا ) ص 7
- الصحيح : أنه يحرم نسبة ذلك - أي المطر - إلى النجم و لو على طريق المجاز , فقد صرّح ابن مفلح في ( الفروع ) بأنه يحرم قول مطرنا بنوء كذا و جزم في ( الإنصاف ) بتحريمه و لو على طريق المجاز ولم يذكر خلافا ص 9
- إن تنبؤات الطقس هي دراسات علمية متطورة تقوم في مجملها على إلتقاط صور الغيوم و سمكها مع معرفة حركة الرياح و اتجاهاتها و سرعتها , ثم على ضوء ذلك توقع الحالة الجوية المستقبلية لمدة يوم أو أكثر من حيث درجات الحرارة , و كميات الأمطار , و نحو ذلك ..... , و هذا كله من الناحية الشرعية جائز و مشروع , بل يدل عليه عموم قوله تعالى ( و هو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات .... ) .
و لكن لابد هنا من تنبيهين مهمين :
الأول : وجوب ربط هذا التوقع أو ذاك بالمشيئة الإلهية , لأن حالات كثيرة وقعت في كثير من البلاد جرى فيها خلاف المتوقع , و عكس ما ذكرته الأرصاد الجوية , فحصل ما لا يحمد عقباه .
الثاني : أن هذه التوقعات ليست من علم الغيب في شيء إنما هي توقعات مبنية على مقدمات تتبعها نتائج فلا يجوز إصدارها بصورة القطع , و لا يجوز - أيضا - تلقيها بصورة الجزم , و إنما هي نافعة للحيطة و الحذر ص 9
- بعض الناس يتساهلون في أيام البرد في الوضوء كثيرا : لا أقول : لا يسبغون !! و إنما لا يأتون بالقدر الواجب , حتى إنّ بعضهم يكاد يمسح مسحا !! وهذا لا يجوز و لا ينبغي , بل قد يكون ذلك من مبطلات الضوء ص 17
- بعض الناس يتحرجون من تسخين الماء للوضوء ! و ليس معهم أدنى دليل شرعي على ذلك , قال الإمام ابن المنذر في الأوسط ( 1/250 ) : ( فالماء المسخّن داخل في جملة المياه التي أمر الناس أن يتطهّروا بها ) .
و ما روي عن مجاهد من كراهته لذلك كما في ( مصنف ابن أبي شيبة 1/25 ) فلا يصح , لأنه من رواية ليث بن أبي سليم , و هو ضعيف ! .
و روى مسلم في صحيحه ( 251 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا , و يرفع به الدّرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله , قال : إسباغ الوضوء على المكاره ..)
قال القرطبي في ( المفهم 2/593 ) ( أي تكميله و إيعابه مع شدّة البرد و ألم الجسم و نحوه ) , و قال الأبيّ في ( إكمال إكمال المعلم 2/54 ) : ( تسخين الماء لدفع برده ليقوى على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور ) .
قال الشيخ علي حسن : و بهذا يندفع إشكال يتوهمه البعض حول معنى المكاره الوارد في هذا الحديث , و هذا كلّه لا يمنع من الوضوء بالماء البارد لمن قدر عليه و لم يتضرر به ص 17
- يتحرّج بعض الناس من تنشيف أعضاء الوضوء في البرد , إمّا لغلبة عادتهم أيّام الحرّ , و إمّا تأثما فيما يظنّون , و ليس لذلك أصل البتّة , بل قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان له خرقة يتنشّف بها بعد الوضوء و هذا عامّ الدهر كله , دونما تخصيص بصيف أو شتاء ص 18
- الوحل - بفتح الحاء - هذه هي اللغة الصحيحة , و لغة سكون - الحاء - ضعيفة . ص 20
- لا يجب غسل ما أصاب الثوب من هذا الطين , لأن الأصل فيه الطهارة , و قد روى عبد الرزاق في ( المصنف ) عن عدّة من التابعين ( أنّهم كانوا يخوضون الماء و الطين في المطر , ثمّ يدخلون المسجد فيصلّون ) ص 20
- قال الإمام ابن دقيق العيد في ( الإحكام 1/113 ) : ( و قد اشتهر جواز المسح على الخفين عند علماء الشريعة , حتى عد شعارا لأهل السنة , و عدّ إنكاره شعارا لأهل البدع ) ص 22