هي... وكلماتي - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية Hadrioui Mostafa
Hadrioui Mostafa
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 26 - 11 - 2008
السكن: مجرة اللبانة /المجموعة اشمسية /الارض
المشاركات: 50
معدل تقييم المستوى: 0
Hadrioui Mostafa في البداية
Hadrioui Mostafa غير متواجد حالياً
نشاط [ Hadrioui Mostafa ]
قوة السمعة:0
قديم 08-02-2009, 08:18 المشاركة 1   
افتراضي هي... وكلماتي

هي و....كلماتي


جلست أمامي صامتة كنهر سيبيري في يوم شتوي، وعلى ضفاف عينيها المتمترستين خلف نظارتين معتمتين تتراءى أطراف غلالة حزن، واضطراب جامح يهزها فتحاول ـ بجلاء ـ أن تبدد وقعه على نفسها بلف قداحة ذهبية بين أصابعها ..أصابع جميلة زادتها عناية المانيكور بهاء. أحسست بها تتشظى، تنسحق تحت ثقل أحزانها ...فنسيت أحزاني. ومددت يدا وأمسكت بيدها .كانت باردة كالثلج ...وبالأخرى ربت عليها . وهمست لها :
ـ ما بك يا سيدتي؟ ما ذا الوجوم؟

بكل هدوء، خلعت نظارتيها ، وأزاحت بدلال خصلة شعر مسدلة على عينيها. وسهمت في عيني، كأنها تبحث عن مركب أمان في لجها الأسود ...أو تحاول أن تقرأ ما رابضا في ظلال بريقهما...

آه كم أعشق عينيها !... جميلتان كنجمتين، بهيتان كوردتين، فيهما أرى الحياة وسحرها وألمس الغرام وناره ، كثيرا ما طلبت منها أن تحادثني بدون نظارة رغم، أني أعرف أن حدة بصرها متوسطة...وما خذلتني وما كانت...ربما، هي أيضا كان يعجبها ذالك!

بيد مرتعشة ، أدخلت يدها في محفظتها التمسا حية الجلد وأخرجت علبة سجائر، سحبت واحدة، وقالت :

ـ أتسمح...؟

أخذت القداحة من يديها برفق وألهبت سيجارتها قائلا : << العفو..... تفضلي سيدتي>>.

سحبت نفسا قويا...حتى انسد أنفها ورق...ربما، ما دخنت مذ ساعات أو، ما يصطرع تحت حناياها من اللظى لا يبدده إلا دفق من دخان متواصل... وما لبثت أن نفثت سحابة بحجم غيمة ماطرة، حجبتها عني لحظة. ثم، تنهدت نهادا طويلا. ربما... روح تبكي في قرارها.آلمني مزاجها العكر فدنوت حتى صرت قاب قوسين وأدنى منها...فتدانت، وقالت :

ـ ضمني... لعل دفء حنانك يشل يد ذا الحزن الخانق أنفاسي، وقربك ينسيني ويذيب جليد وحدتي أو، ربما أختزن من إيقاع أنفاسك نغمة استعيد رنتها لحظات غيابك الطويل فتؤنسني، ومن كلامك يا عزيزي شيد لي مركبا أهيم به في البحار البعيدة وجنحه لأطير حيث النجوم تولد والكواكب تموت.

أنت وحدك الذي سبحت في أغواري وغصت في مجاهلي وقرأت قراراتي وتناغم فكرك مع خواطري.أنت الذي من جعلني استذكر أني أنثى فأصبحت أتطيب ، أتجمل ، أتدلل...و لهدف... واحد هو غوايتك أسرك ،يا ملاذي وجنة خلاصي.

كلامهاحسسني الحياة تغشاني، ـ أنا الميت ـ روحا تولد من جديد في قراري، وتيار الحب يذرع جسدي صعودا يبذر وراءه شبه صدمات كهربائية ساكنة...

طأطأت رأسي برهة أبحث في ضواحي فكري عن متكإ ألوذ به...عن موقع قدم في عالم ضبابي ولكن، دافئ النسمات عليلها يحضنني من جديد عالم ...كنت قد طويته سفرا واستندته... زمنا مضى.

لاحظت شرودي وصمتي الغير المعهود فقالت:

ـ ما بك ؟...أين شردت؟

رددت بنبرة فيها من الأسى اثر ولها من اليقين حلة:

ـ هل يمكن للأفنان العارية أن تورق من جديد والربيع قد قضى ؟ هل للخريف أن يخصب المروج الذابلة ويأسر غيمه الطيور المهاجرة؟ هل للحب... أن يولد من جديد... خارج رحم الشباب؟ !

ـ فلسفتك ذي لها تفسير واحد... يا عزيزي !!هو انك تحاول الهروب مني لا غير. لكن، ألم تقل لي أن الحياة خط مستقيم لا يعرف الانكسار ، وأن الحب فينق ما أن يحرق حتى ينبثق من رماده لدى نواصي القطر الصادق البرق والرعد!

ـ نعم يا حبيبتي....قد قلت ...ذا . ولكن، أحيانا ....

ـ نعم، أحيانا تصير ظالما...متجاهلا...جاحدا...

رد صوت مبحوح من ورائي، التفت صوبه فوجدتها منتصبة كشمعة معتلية شمعدان، ترهقها قترة وإعياء بارزان. شعرها علامات تعجب، عيناها سكونان ويداها نصبتان أما رجلاها... فكسرتان. بدت رثة ، زينتها معطلة لا مسحة جمال في مظهرها ، تقززت منه أكثر حين انحنت علي واقتربت حتى شعرت بسخونة أنفاسها تلهب خدي. دفعتها برفق وقلت لها مشيحا بوجهي عنها:

ـ ما تبغين؟... أما يمكن أن أنفلت منك ولو للحظات؟ لما أنت ملازمة إياي بذي الصورة المرضية؟

ردت وحدقتاها مشرعتان كأبواب السماء تعجبا...

ـ كيف تقسو علي وتهجرني وتنساني ؟ بعدما شببت بين يديك، وزها شكلي فأضحى شعري جدائل وصدري كريما وخصري نحيلا، وبت لا تطيق النوم إلا وأنا في عينيك وصحوي دونه مهد يديك. ما جرى حتى تهملني ؟ ما مدّتك ذي السيدة حتى تشغلك عني ؟ألم افتح لك بساتيني نزلا؟ ألم تكن راضيا قرير العين في عالمي؟ألم أكن مستودع همومك وأفراحك..؟

ـ نعم ولكن كنت تداوين حزني بالحزن... وتنسيني معاناتي بمعاناة ...كنت تصبغين سواد روحي بسواد الليل...وماء لأجلي لم تعطي <<وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتها بشعرها1>>، قبلة لم تقبليني! << وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي2>>، بزيت لم تدهني رأسي ، <<أما هي فقد دهنت بالطيب رجلي 3>>. أليس ذا كافيا لأنساك...وأنشغل ...

لا حظت حبيبتي رحلتي فقالت:

ـ اليوم أنت مزاجيّ...ما بك؟ شيء ما يعتمل في خاطرك ..يشل فكرك. ليت شعري ما هو...؟

ـ واهمة أنت ، لا شيء على الإطلاق. كل ما في الأمر دوخة تساورني ربما الضغط الدموي من جديد استلقى برعونة على ضفاف شراييني.

ـ انس العالم ليعتدل ضغطك و... لتسق حقولي الجرداء... لا تبق صامتا...أرجو كسر صوان رتابتي.

استويت وهممت... لكن، أحسست بعقدة في لساني وأبواب الكلام المشرعة وُصدت وما تركت لي إلا تأتآت، حاولت وحاولت... بيد كل جهودي ذهبت سدى. شعرت بضعف وانكسار...فجلت بناظري في الغرفة، التمس معينا ... سببا...فلم أجد... سواها... هي من جديد.... كلماتي ، منتصبة، متحدية أمامي و بسمة انتصار بحجم قهقهة على شفتيها القرصية!

اقتربت مني، وبسبابتها داعبت وجنتي وقالت:

ـ ها أنت ببابي! أأصدك....؟لا، أبدا يؤلمني انكسارك يا .....عزيزي، لتكلمها إذن..

حينا مسحت فمي براحتها، فانفكت عقدة لساني وقلت بصوت أكثر من الهمس واقل من الصراخ:

ـ احبك يا حبيبتي....احبك يا حبيبتي!

ـ الله !... ، صاحت ، وأخيرا قلتها . اعترافك ذا قد يقتل كل شجوني. ما أسعدني الليلة يا عزيزي!

ليلتها كلماتي تسلقت أهدابي ونامت من جديد بين جفوني، وحبيبتي استكانت جنبي وغفت وهي تعد النجوم من خلال النافذة المشرعة .

صباحا ، كان صمت مستأسد يحوم حولي يتجاسر عليه بين حين وآخر خرير ماء قادم من المطبخ. حتما فاطمة منشغلة بغسل الأواني وتسمع بالتوازي أغنية من أغاني فيروز مفضلتها عبر سماعتيها . صحت بأعلى صوتي حتى تسمعني :

ـ قهوة سوداء من فضلك ...ومن غير سكر .

في انتظارها ...جلست على حافة السرير أتأمل .. أقرأ ما يحاول أن تقول دزينة أظافر وزوجي غيار أهداب عليهما استند أصبع أحمر شفاه...وابتسامة وليدة وسواس قهري أحسستها ارتسمت على وجهي ...وفي أعماقي قائل يقول. <<حدسك أيها السيد كان صائبا وحدسي.....؟؟ !>>.

3،2،1 آيات من أنجيل لوقا



الكاتب حدريوي مصطفى


الدار البيضاء في../../2008









آخر مواضيعي

0 فجر الحرية
0 انتـــــحــــاااااااااار
0 هي... وكلماتي
0 على المعبر
0 من البيت إلى السفانا منها إليه
0 العشاء الأخير
0 زوبعة فيزيائية


التعديل الأخير تم بواسطة Hadrioui Mostafa ; 03-03-2009 الساعة 06:54

tijani
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية tijani

تاريخ التسجيل: 27 - 3 - 2008
المشاركات: 1,512

tijani غير متواجد حالياً

نشاط [ tijani ]
معدل تقييم المستوى: 350
افتراضي
قديم 08-02-2009, 17:00 المشاركة 2   

القاص حدريوي مصطفى
مرة أخرى تتحفنا بهذه القصة الجميلة والجيدة ..وإن بدت لي من صنف السهل الممتنع ، إذ يحتاج المرء إلى إعادة القراءة ليمسك بخيوطها الرفيعة والخفية أحيانا...ويستيقظ كما من حلم كحال بطل قصتك..
وصف دقيق ..لغة سليمة ومكثفة وأسلوب أدبي باهر
فقط ارجو ان تسمح لي بهذين التصويبين البسيطين :

موشحا بوجهي عنها/ مشيحا

لما أنت ملازمة أياي/ لم أنت ملازمة إياي..

دمت مبدعا
تحياتي


الزبير
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية الزبير

تاريخ التسجيل: 11 - 12 - 2007
المشاركات: 3,552

الزبير غير متواجد حالياً

نشاط [ الزبير ]
معدل تقييم المستوى: 556
افتراضي
قديم 08-02-2009, 17:22 المشاركة 3   

شكرا على المساهمة

اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا

نورالدين شكردة
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية نورالدين شكردة

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 2,702

نورالدين شكردة غير متواجد حالياً

نشاط [ نورالدين شكردة ]
معدل تقييم المستوى: 465
افتراضي
قديم 09-02-2009, 19:09 المشاركة 4   

الفاضل مصطفى الحضريوي
هي ...وكلماتك كانت أنموذجا لأدبك ولغتك وكلماتك المتميزة ....
تتدفق كما النهر لا يثنيك لا المجاز ولا التشبيه ولا الكناية ...
تمسك بأطراف وتلابيب مشروعك القصصي بمنتهى الدقة والحكمة وتوصله حيثما وددت وتقف به أينما تشاء ولعلك قادر على اختلاق نهايات كثيرة غير التي يختارها مجرى نهرك الإبداعي ....
سعدت بحكيك هنا كما سعدت بكل ما قرأته لك سابقا وكما سأسعد بكل ما سأقرأه لك لاحقا...
لك الود والتقدير


Hadrioui Mostafa
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية Hadrioui Mostafa

تاريخ التسجيل: 26 - 11 - 2008
السكن: مجرة اللبانة /المجموعة اشمسية /الارض
المشاركات: 50

Hadrioui Mostafa غير متواجد حالياً

نشاط [ Hadrioui Mostafa ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 12-02-2009, 19:41 المشاركة 5   

القاص حدريوي مصطفى
مرة أخرى تتحفنا بهذه القصة الجميلة والجيدة ..وإن بدت لي من صنف السهل الممتنع ، إذ يحتاج المرء إلى إعادة القراءة ليمسك بخيوطها الرفيعة والخفية أحيانا...ويستيقظ كما من حلم كحال بطل قصتك..
وصف دقيق ..لغة سليمة ومكثفة وأسلوب أدبي باهر
فقط ارجو ان تسمح لي بهذين التصويبين البسيطين :

موشحا بوجهي عنها/ مشيحا

لما أنت ملازمة أياي/ لم أنت ملازمة إياي..

دمت مبدعا
تحياتي

اسعدني مرورك وقراءتك لنصي كما دوما....
لم تستسمح يا رجل ؟ ما وجدت تصويباتك ونقدك يوما استنقاصا أو مستفزة بل كانت تتلجني وافرح بها قإنك تفتح عيوني وتشحد فكري وتجعلني اعيد القراءة مرة أخرى من زاوية القارئ ـ القارئ المتفاعل بالطبع ـ وهي التي ـ زاوية القارئ ـ كثيرا ما تدفع بالكاتب أن يرى نصه بالرؤية التي يرى بها القارئ ليصنع نوع من المواءمة بينه
شكرا مرة أخرى وتقبل مني بفائق احترامي وتقديري


إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
وكلماتي

« سنظل نذكرهم .. !!!! | بعت قلبي للاحزن »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 13:18


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة