كارثة تتوعد تلاميذ مدرسة بالدار البيضاء

[ابن خلدون]

إنها حجرات دراسية قد توحي حالتها الكارثية بأنها موجودة في مناطق نائية أو أمكنة معزولة، وقد يخالها من يراها أنها مهجورة لا يرتادها أو يقترب منها أحد. إلا أن الحقيقة المؤلمة التي تصدح بها أنها موجودة في قلب الدار البيضاء وفي إحدى أشهر مناطق هذه الحاضرة الغاصة برؤوس الأموال وبالمؤسسات الصناعية والتجارية والمالية وبالجمعيات والمنظمات وبأكاديمية جهوية لها نصيبها من الميزانية العامة لقطاع التربية والتكوين و...و... يرتادها مئات من التلاميذ صباحا وزوالا، ويمرون من تحت الطابق المهدد، المهترئة سقوفه، بل يدرسون في حجرات تشكل طابقه الرضي الذي وصلته التسربات المائية كذلك....إنها مدرسة مولاي إسماعيل التابعة لنيابة الفداء مرس السلطان التي فعلت فيها مياه الأمطار ما فعلت ليس لهذه السنة فحسب بل لسنوات خلت. وكل ما تفتقت عنه عبقرية المسؤولين في شأنها بعد سيل من التقارير والمراسلات هو إخلاء الحجرات المنكوبة من التلاميذ وترحيلهم إلى قاعات أخرى بنفس المؤسسة التعليمية. وهذه الأخرى أصبحت هي بدورها مهددة خاصة بعد تسرب المياه إلى الطابق الأرضي كذلك. وعلى الرغم من زيارة لجنة وتفقدها للسقوف المهددة بالسقوط لم يلتفت أحد بشكل عملي إلى المصير الذي يتوعد التلاميذ وكذا العاملين بهذه المؤسسة. هذا علما بأن الإخبار عن الوضع الكارثي لهذه الحجرات وما تشكله من خطر كان يتم كل سنة قبل أن تتفاقم إلى الحد الذي أصبح معه تهاوي السقوف على رؤوس التلاميذ مسألة وقت فقط. ومع ذلك لم يعاين أي مختص وضعية البناية ولم يتم تكليف أي مقاول بتقييم حالها. فهل ينتظرون حدوث الكارثة ليتحرك الجميع وليتم تكوين لجان تحقيق من أجل تحديد المسؤوليات. قي سينفع كل ذلك إن وقعت المصيبة لا قدر الله؟. هذه المؤسسة التعليمية تنتظر التفاتة جدية وتحركا فوريا ليس لإصلاح ما تضرر منها ولكن لحماية تلاميذها والعاملين بها من خطر محدق يتوعدهم إن بقي الوضع على ما هو عليه وليتحمل كل واحد مسؤوليته قبل أن تصبح هذه المسؤولية موضوع مساءلة وتحقيق ومتابعات...

10/2/2009

[مراد الزكراوي]

لا حول و لا قوة الا بالله