مصر.. السجن لمجدي حسين وأبو دومة "المتسللان" لغزة
بتول يحيى
اسلام اون لاين 11-2-2009
مجدي حسين قال إنه ذهب إلى غزة من خلال ثغرة في الجدار الحدوديالقاهرة - قضت المحكمة العسكرية بمدينة الإسماعيلية (130 كم شرق القاهرة) اليوم الأربعاء بالسجن عامين مع الشغل والنفاذ على مجدي أحمد حسين أمين عام حزب العمل "المجمد" بتهمة عبور الحدود المصرية لقطاع غزة دون الحصول على إذن من السلطات الرسمية، بعد يوم واحد من الحكم بالسجن لمدة عام على المدون المصري أحمد دومة صاحب مدونة "شاعر إخوان" بتهمة مماثلة. وقضت المحكمة أيضا بتغريم حسين مبلغ 5 آلاف جنيه (950 دولارا تقريبا)، وسط انتقادات من هيئات حقوقية ومدنية لصدور أحكام من محاكم عسكرية بحق مدنيين.
ووصفت الدكتورة نجلاء القليوبي زوجة مجدي حسين المحاكمة بـ"المسرحية الهزلية"؛ حيث رفضت هيئة المحكمة دخول هيئة الدفاع عن زوجها، وكذلك أسرته لحضور الجلسة.
وأشارت إلى توقعها الحكم على زوجها وذلك "لمنع دعوته بتحرك يوم 25 فبراير بمسيرة إلى القصر الجمهوري، للمطالبة بإسقاط وتنحية الرئيس محمد حسني مبارك".
وكانت السلطات المصرية قد ألقت القبض على حسين يوم السبت 31 يناير الماضي عند عودته عبر معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، بعد أسبوع قضاه في القطاع المحاصر، والذي تسلل إليه حسين دون إذن رسمي.
وأكدت زوجة حسين أنها لن تتوقف عن المطالبة بالإفراج عن زوجها، وقالت: "سنطعن في الحكم، ولن نتوقف عن المناضلة من أجل خروج زوجي".
والتقى حسين خلال زيارته قيادات بحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، المسيطرة على القطاع منذ يونيو 2007 الماضي، وزار عددا من المساجد، ومبنى المجلس التشريعي (البرلمان) المهدم، وأجرى عددا من المقابلات التليفزيونية هناك، بحسب وكالة رويترز للأنباء
وأحيل حسين إلى المحاكمة العسكرية وفق القرار الجمهوري (رقم 298 لسنة 1995) الخاص بتأمين الحدود الشرقية لجمهورية مصر العربية، وحوكم بناء على القانون رقم 162 لسنة 1958 بشأن حالة الطوارئ وقانون الاحكام العسكرية الصادر بالقانون رقم 25 لسنة 1966 والذي يعاقب بالحبس الوجوبي لفترة من سنة إلى ثلاث سنوات إلى جانب غرامة مالية، من يرتكب واقعة مثل التي اتهم المعارض المصري بها.
وحققت النيابة مع حسين على مدى ثلاثة أيام حول تفاصيل رحلته إلى غزة، وبحسب الموقع الإلكتروني لحزب العمل "المجمد"، فإنه نفى في التحقيقات دخوله القطاع عبر الأنفاق، موضحا أنه دخل عبر إحدى الثغرات في الجدار الحدودي.
وشهدت المنطقة الحدودية بين مصر وغزة في الآونة الأخيرة عدة محاولات من مصريين للتسلل إلى القطاع، وبالفعل نجح بعضهم في دخول غزة للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين ضد الحرب التي شنتها إسرائيل يوم 27-12-2008، ودامت 22 يومًا، موقعة أزيد من 1400 شهيد و5450 جريحا، نصفهم تقريبا من الأطفال والنساء، فضلا عن دمار واسع.
وتم ترحيل حسين إلى سجن العريش المركزي، ثم مثل أمام المحكمة العسكرية في مدينة الإسماعيلية يوم الخميس الماضي.
ووصف حزب "العمل" إحالة أمينه العام إلى المحاكمة العسكرية، رغم كونه مدنيا بأنها "حلقة أخرى من حلقات انتهاك حقوق الإنسان في مصر".
وأتى الحكم على حسين بعد يوم واحد من صدور حكم على المدون المصري أحمد دومة صاحب مدونة "شاعر إخوان" بالحبس لمدة عام بتهمة التسلل عبر الحدود.
ووجه والد دومة مناشدة لرئيس الجمهورية لرفع الحكم عن ابنه، وقال في تصريحات خاصة "لإسلام أون لاين: "أحمد لا يزال في مقتبل عمره، وهو يحب وطنه مثله مثل كثير من شباب مصر، وهذا الحكم العسكري يحتاج إلى تدخل الرئيس مبارك".
احتجاجات
ولقيت إحالة مجدي حسين وأحمد دومة للمحاكمة العسكرية اعتراضات من جانب منظمات حقوقية ومجتمع مدني، مصرية ودولية، طالبت السلطات المصرية بالكف عن إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية التي لا يلقى فيها المتهمون ضمانات حماية كافية بحسب قولهم.
وطالبت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في بيان لها بإلغاء محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، وأن تجرى محاكمتهم أمام القضاء الطبيعي؛ "نظرا لإهدار المحاكم العسكرية للعديد من الضمانات اللازمة للمحاكمة العادلة والمنصفة".
وقالت المنظمة إن من ضمن حقوق المتهمين المدنيين المحالين للقضاء العسكري، إهدار حق المتهمين في إعداد دفاعهم، وإهدار حق الدفاع في الاطلاع على ملفات القضايا ومقابلة موكليه على انفراد، إعمالا للمادة 68 من الدستور، والتي تنص على أن لكل مواطن الحق في اللجوء إلى قاضيه الطبيعي.
ومن المقرر أن يتم تنظيم وقفة احتجاجية ومؤتمر صحفي لمناقشة الحكم علي مجدي حسين غدا الخميس، بحضور عدد من المحامين، إلا أنه لم يستقر بعد على مكان عقد المؤتمر.
مشاغب سياسي
وعرف عن مجدي حسين أنه معارض بشدة للنظام والقيادة السياسية في مصر، وكثيرا ما يهاجم النظام على موقع صحيفة "الشعب" الإلكتروني، وتنظر إليه الحكومة على أنه يقود ما تصفه بـ"التيار المتشدد" في حزب العمل، في حين تقيم خطوط اتصال مع تيار تعتبره معتدلا يقوده أحمد شكري، نجل إبراهيم شكري، زعيم الحزب ومؤسسه الراحل. وحسين خطيب مفوه كان رئيسا لتحرير "الشعب"، التي كان يصدرها حزب "العمل" في تسعينيات القرن الماضي قبل أن تغلقها السلطات، وتجمد أنشطة الحزب في مايو 2000.
وشارك في عدة مظاهرات ومسيرات تضامنا مع قطاع غزة المحاصر، سواء في الجامع الأزهر، أو أمام نقابة الصحفيين، وأصدر عدة بيانات وقعها باسمه هاجم فيها النظام المصري بشدة، منتقدا موقفه من أزمة غزة.
واصطدم غير مرة مع السلطات، وتعرض للاعتقال في يونيو الماضي؛ لمشاركته في يوم العصيان المدني من أجل الإصلاح السياسي والتغيير.
كما تعرض حسين للسجن؛ بسبب حملات صحفية شنتها صحيفة "الشعب" ضد الدكتور يوسف والي، وزير الزراعة آنذاك، انتقدت فيها بشدة "التطبيع الزراعي" بين مصر وإسرائيل، وسفر وفود من الوزارة إلى تل أبيب، واستيراد شتلات زراعية من الدولة العبرية قالت الصحيفة عنها إنها دمرت الزراعة المصرية.