نهاية الكتـــــــــــــــابة - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

باحث
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 17 - 12 - 2008
المشاركات: 24
معدل تقييم المستوى: 0
باحث في البداية
باحث غير متواجد حالياً
نشاط [ باحث ]
قوة السمعة:0
قديم 04-03-2009, 11:45 المشاركة 1   
افتراضي نهاية الكتـــــــــــــــابة

نهاية الكتـــــــــــــــابة



في البدء كانت الكلمة صوتا:
الإنسان اجتماعي بالفطرة، وهو يحتاج إلى إيصال ما في ضميره إلى غيره، وفهم ما في ضمير الغير، لذلك اقتضت الحكمة الإلهية إحداث آليات يخف عليه إيرادها، ويسهل عليه استعمالها، ولا يحتاج إلى غير الآلات الطبيعية التي يملكها كل واحد منا والتي خلقها الله فينا: الفم، اللسان، الشفتين والحبال الصوتية... فوفقة خالقه إلى استعمال صوته، وتقطيع نفسه بالآلة الذاتية إلى مقاطع وحروف يتميز بعضها عن بعض، باعتبار مخارجها وصفاتها، حتى يحصل منها بالتركيب كلمات دالة على المعاني الكامنة في الضمير فيتيسر بذلك فائدة التخاطب، والتحاور والتواصل والمقاصد التي لا بد منها في الحياة.
ثم لما أمكنت تركيبات تلك الحروف على وجوه مختلفة، وأنحاء متنوعة، وطرق متغيرة، حصل لهم ألسنة مختلفة، ولغات متباينة وعلوم متنوعة، وهي نعم وهبها الله لبني البشر.
لكن الأمم المتقدمة في تطورها لم تكتف بالمحاورة الشفهية والاتصال المباشر في إشاعة هذه النعم، لاختصاصها بالحاضرين (لأن النظام الشفهي يستعمل الصوت الذي لا يمكن أن يسمعه إلا من هو معك في المكان والزمان)، ولإطلاع الغائبين عنهم والبعيدين منهم ومن سيأتي بعدهم من أجيال (الغائبين عن المكان والزمان) على ما استنبطوا من معارف وعلوم، وما وصلوا إليه من أفكار ومفاهيم وما استخلصوا من نظم وأنساق، وأتعبوا أنفسهم في تحصيلها لينتفع بها أهل الأقطار القريبة والبعيدة، ولتزداد العلوم بتلاحق الأفكار وتراكم المعلومات، فوضعوا قواعد الكتابة، وبحثوا عن أحوالها، من الحركات، والسكنات، والضوابط، والنقاط، وعن تركيبها، وتسطيرها، والتفنن في تخطيطها لينتقل منها الناظرون إلى الحروف والألفاظ إلى المعاني، فنشأ من ذلك الوضع وتلك العملية جملة العلوم والكتب والمخطوطات.‏
وكان الهدف من كل ذلك توصيل الفكرة التي في الذهن إلى الآخر والحفاظ عليها بأي وسيلة من التلف والاندثار، فكانت الكتابة هي وسيلتهم الوحيدة وتقنيتهم المتوفرة للتواصل عبر أزمنة طويلة، وكان ورقهم من الأخشاب والعظام والطين. فكيف بدأ ذلك المسار؟ ومتى وأين كان ذلك؟ وهل له نهاية؟
كيف كانت البداية؟
في البدء كانت الكلمة (نطقا / سمعا ومعنى) كان الناس يتواصلون شفهيا ولم يستعملوا الكتابة إلا في مرحلة متأخرة لأن مجال تواصلهم كان ضيقا ومحدودا، بعد ذلك جاءت الضرورة لحفظ ما كانوا يقولونه سواء للتواصل مع الآخر في نفس الزمان أو في زمن قادم فاستعملوا الرسوم والصور ( الهيروغليفية) ثم لأسباب تقنية طورت الكتابة إلى رموز مبسطة ( المسمارية) و اقتضت الضرورة لأن تتحول إلى رموز أكثر دقة و تعبيرا (الحروف الفينيقية) كل ذلك من أجل التواصل في الزمان الحاضر والمستقبل. إذا كان التحول كما يلي:
كلمة منطوقة --------> صور (ايقونات) --------> رموز --------> حروف.
الرجوع إلى المنطوق :
منذ أكثر من قرن من الزمن، عرفت الإنسانية رجوعا مكثفا إلى التواصل الشفهي مع انتشار المذياع والتلفون والهاتف الثابت والنقال والتلفاز ثم الحاسوب والأنترنت ...
كانت الصورة التي ترافق منذ مدة النص المكتوب على الورق تنقص التواصل المنطوق عبر الراديو لكن بانتشار التلفزة انظم الصوت إلى الصورة ولم يعد المكتوب يمثل إلا نسبة ضئيلة وهذا ما سيخلق أرضية صالحة لانتشار الوسائل المتعددة الوسائط التي تجمع بين النص والصوت والصورة الساكنة والمتحركة...
ونلاحظ اليوم رجوعا عكسيا كانعكاس المرآة: ففي زمن قريب بدأ الإنسان يستعمل رموزا في أنواع متعددة من الكتابات التي تعتبر جد متطورة وهي المستعملة في الميدان التكنولوجي وآخر ما وصل إليه عقل البشر ك ( HTML – C++ – JAVA - SCRIPT .......) وهي لغات مليئة بالرموز. ثم بدأ الإنسان يستعمل الصور والأيقونات كالتي نجدها في إشارات المرور وكذلك الأيقونات الصغيرة التي غزت شاشة الكمبيوتر: لأنها تختزل معلومات غنية ومكثفة في مكان صغير.

انعكاس السهم يعني عود على بدأ ورجوعا إلى الوراء .
كلمة منطوقة <-------- صور (أيقونات) <-------- رموز <-------- حروف.

لماذا استعمل الإنسان الكتابة؟
الكتابة ترتكز على مبدأين أساسيين:
تسهيل التواصل (مع الحاضر والماضي والمستقبل)
التخزين ( للحاضر والمستقبل) ( الكتابة تدوم) العلم صيد والكتابة قيد.
لكن الكتابة تحفظ لنا فقط جانبا من الكلمة أي معناها بدون الجانب الآخر: النطق والسمع أي بدون مصدرها الأصلي والظروف المحيطة بها كما هي في الواقع فإننا لا نرى قائلها ولا نسمعه ولا نعرف شكله وهيأته وحاله وظروفه ومحيطه ولا حتى نبرات صوته وهذه الأشياء كلها لها دلالات في غاية الأهمية....
حينما نقرأ كتابا لسيبويه مثلا فإننا لا نعرف شكل سيبويه ولا صوته ولا نبرته ولا مكان تواجده وهذا ما يحرمنا من كثير من المعلومات الإضافية المهمة جدا للتواصل الجيد والكامل. فالمعلومات التي نستخلصها من الكتابة لا تمثل إلا جزءا ضئيلا من عملية التواصل والجزء الأكبر موجود في الصوت والصورة والحركة... بالإضافة إلى أن الكتاب لا يفهمه إلا من يتقن الكتابة وفك رموزها وإشاراتها، أما الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب فإنه محروم من الاستفادة منه.
فإذا تم التوصل إلى وسيلة أحسن من الكتابة، أي وسيلة تنقل لنا بكل دقة وموضوعية سياق الكلمة من متكلم وحال وظروف. وسيلة تمكننا من رؤية المرسل بشحمه ولحمه، وسيلة تغنينا عن بدل جهد إضافي، وسيلة تساوي بين الذي يقرأ والذي لا يقرأ. فبدل أن نقرأ للكاتب فإننا سوف نراه ونسمعه بنبراته وتحركاته وإشاراته وانفعالاته سوف نعرف متى يسكت ومتى يتكلم، كيف يقطع الكلمات، متى ينفعل ومتى يبتسم ... وبدلا من أن نمر من الكلمة التي في ذهن المرسل إلى الكتابة ثم من الكتابة إلى ذهن المرسل إليه ونضيع جهدا كبيرا للفهم فسوف نذهب مباشرة من المرسل إلى المرسل إليه عن طريق النطق والبصر.
المرسل --------> الكلمة --------> الكتابة --------> القراءة --------> الكلمة --------> المرسل إليه، (مسار يحتاج لمعرفة الكتابة والقراءة وهي معرفة صناعة الترميز وفك الترميز التي تعتبر عملية صعبة للغاية تحتاج منا جهدا كبيرا لتعلمها: فالكتابة موجهة لفئة محدودة فقط (الذين يعرفون الكتاب ورموزها) ، وهي لا تعني التعلم، فبإمكان الشخص أن يتعلم العلوم أو أي شيء دون أن يعرف الكتابة وفك رموزها... ومن الخطإ أن نعتقد، كما هو شائع اليوم ، أن القراءة والتعلم مرتبطين بالكتابة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميا لا يقرأ الخط ولا يكتب، وكان إذا نزل عليه الوحي وسمع القرآن حرك لسانه بذكر الله، فقيل له : تدبر ما يوحى إليك، ولا تتلقفه بلسانك، فإنا نجمعه لك ونحفظه عليك : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به) سورة القيامة، كان عليه الصلاة والسلام يقرأ القرآن ولا يعرف قراءة الخط، فمعنى القراءة هو التكرار والحفظ والنطق بالكلام.)
المرسل -------->النطق --------> السمع --------> المرسل إليه،
(مسار لا يحتاج إلى معرفة القراءة والكتابة: موجه لكل الناس بلا استثناء.)

هل سيحتاج الإنسان إلى الكتابة بعد ذلك ؟
الرجوع إلى الأصل فضيلة كما يقال، فبعد أن تطورت الكاتبة و بلغت قمتها ومداها وأدت مهمتها على أكمل وجه آن الأوان لها أن تنحصر وتترك المجال لغيرها لأننا سوف لن نحتاج إليها في المستقبل بهذا الشكل الذي هي عليه فكما بدأت منذ مئات السنين فسوف تختفي بعد عشرات السنين...
وهذا هو شأن سائر الصنائع، فإنها تبتدئ قليلا قليلا، ولا تزال تزيد حتى تصل إلى غاية، هي منتهاها، ثم تعود إلى النقصان، فيؤول أمرها إلى الغيبة، في مهاد النسيان.
الغاية والمنتهى

فالكتابة هي كباقي الصناعات والوسائل التي استعملها الإنسان: الحصان مثلا قد استعمل في زمن ما وأدى وظيفته ولكنه اختفى اليوم في المدن الكبرى فلن تجد ه في باريس أو نيويورك أو حتى في المدن الصغرى. ولم يبق إلا في مجالات ترفيهية أو رياضية وكديكور ورمز في السيارات التي تحسب قوتها بعدد الأحصنة... كذلك كان الشأن بالنسبة للسيف الذي لم يكن يفارق الإنسان في فترة من الفترات لكنه لم يعد اليوم إلا كرمز أو وسيلة رياضية في المناسبات. وكما اختفت الريشة وعوضت بالقلم وبدأ القلم يعوض بلوحة المفاتيح...
لقد بدأ الإنسان يعوض الرمز بالصورة كما فعل الفراعنة (لكن الصورة اليوم هي متحركة وهذا هو المكون الأساسي الذي يظهر لنا المتكلم وظروفه وأحواله...كما هو) ثم الصوت (المكون الثاني في الكلمة المسموعة في تسلسلها الزمني بنبراتها، بصعودها وهبوطها...)
ما هي الوسائل التي سنستعملها عوض الكتابة الحالية؟
لقد بدأ الحديث منذ مدة عن الكتاب الإلكتروني و الجريدة الإلكترونية، بدأت منذ مدة الكتابة الالكترونية تأخذ مكانها أمام الكتابة الورقية، بدأت الرسالة الالكترونية تعوض الرسالة العادية( message- e-mail…)، بدأ الإنسان اليوم يستعمل الوسائل المتعددة الوسائط، وبدأت الثورة التكنولوجية تأخذ مكانها اللائق بها في بيت القرن 21، وفي المدرسة والمعمل والشارع ...
لم يعد الناس اليوم يكتبون الرسائل الورقية كما كان الشأن قبل 20 سنة لأن الهاتف أدى هذه المهمة بطريقة مباشرة وإلى أبعد الحدود وبأرخص الأثمان ومكننا من ربح الوقت الوفير. في الماضي كنا نكتب الرسالة وننتظر أسبوعا أو أكثر لتصل إلى هدفها ثم أسبوعا آخر لنتوصل بالرد واليوم يمكنك التحدث مباشرة إلى من ترغب وتوصل إليه ما تريد من الرسائل الصوتية والمرئية دون أية وساطة بينك وبينه...
لقد قضى الهاتف الخليوي بالفعل على الكثير من الرسائل المكتوبة واليوم يستعمل بدلها الرسائل الإلكترونية لا لعشق في الكتابة ولكن لأن الرسالة الصوتية لا تزال مرتفعة الثمن في العديد من الدول ، لكن حالما يهبط ثمنها فإننا لن نتوانى عن الاعتذار للكتابة، وحتى تليفونات المستقبل فلن تكون مرتكزة على الكتابة بل سوف تعتمد على الصوت والصورة فقط، إنك في المستقبل القريب لن تحتاج لكتابة رقم صديق بل ستتلوه على الهاتف ويقوم بتسجيله صوتيا، وحينما تريد الاتصال به فما عليك إلا أن تنطق اسمه ليتم الاتصال وسوف تراه أمامك في شاشة الهاتف دون المرور بالكتابة.
وفي المستقبل القريب أيضا سوف تتمكن من الحصول على أفلام وثائقية بالصوت والصورة في أي وقت شئت تحدثك عن أغرب وأروع الأشياء والتجارب...تماما كما كنا نقرأ في الكتب والموسوعات...
لقد اخترع الإنسان اليوم آلات متنوعة يكلمها وتكلمه (اخترع الألمان منذ مدة ألة غسيل تتواصل معها ربة البيت بالكلمات والأوامر دون استعمال الأزرار)، وأجهزة أخرى لا تحتاج فيها إلى كتابة اسمك أو رقمك السري بل تتعرف عليك من خلال صورتك أوصوتك أو من خلال بؤبؤ عينك أو بصمة إبهامك....هكذا يبدو لي عالم الغد، عالم بدون كتابة عالم لا يحتاج فيه الفرد لقطع المسافات الطوال ليصل إلى الآخر عالم يقربك من جارك القاطن بجوارك كما يقربك من ابن عمك الساكن هناك وراء المحيط....


خلاصة
ماذا نستفيد من نهاية الكتابة؟ وماذا يترتب عن ذلك؟
إذا رجعنا قليلا إلى الوراء إلى عهد الكتاب التقليدي إلى عهد القصة المكتوبة، في ذلك العصر كان التلميذ مرغما على أن يدرس القصة والشعر والمسرح وكان الدرس يرتكز أساسا على الكتابة وحولها، وكان التلاميذ يعانون الأمرين للتلفظ بالكلمات الصعبة ثم محاولة نطقها نطقا صحيحا وبعد ذلك يأتي الفهم، أما في المستقبل بعد غروب شمس الكتابة، فسوف يدرس الصوت والصورة، سوف لن يقرأ القصة بل سيشاهدها فيلما أو مسرحية على الشاشة أو الخشبة مباشرة، سوف لن يقرأ الشعر بل سيسمع الشاعر/الأغنية ويراه كما كان في القديم في سوق عكاظ... سيكون الإمضاء هو المؤلف بشحمه ولحمه، وهو الذي سيروي لنا سيرة حياته كما عاشها وبصور متحركة ومعبرة عن أدق التفاصيل كما يفعل اليوم عندما يقدم لنا زعيم أو فنان أو عالم أو أديب...
قبل عدة سنوات كنا ندرس التاريخ، وكان الأستاذ يحدثنا عن هتلر وما قام به في أوربا. لم نكن نعرفه كان كل واحد منا يتخيله بشكل أو بآخر بعيدا عن الحقيقة، أما اليوم فبإمكان التلميذ أن يرى الشخصيات التاريخية بالصوت والصورة كما لو أنها لا تزال حية ترزق...
وبالنسبة للتجارب الشخصية: قبل زمن لم نكن نعرف إلا أسماء أجدادنا وبعض ما قاموا به، ولم نعرف صورهم ولا أصواتهم... أما في المستقبل فبإمكان أحفادنا وأحفاد أحفادنا أن يروننا بالصوت والصورة ويمكن أن نكلمهم ونترك لهم رسائل ووصايا يسمعونها في المستقبل...
وفي مجال التربية يتساءل المربون عن سبب عزوف شباب اليوم عن القراءة، لماذا لم يعد الشباب يحب القراءة؟ والجواب بسيط لأن شباب اليوم هو جيل تربى على الصوت والصورة فمنذ ولادة الطفل وهو أمام التلفاز... لذلك يجب علينا أن نساير العصر ونغير نظامنا التربوي من نظام كتابي إلى نظام شفهي/بصري...
(ي.غ)










آخر مواضيعي

0 نظام موظفي الإدارات العامة (زيادات في الأجور)
0 نهاية الكتـــــــــــــــابة
0 La non mixite un droit de l'eleve


مراد الزكراوي
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية مراد الزكراوي

تاريخ التسجيل: 10 - 3 - 2008
السكن: وجدة الناظور
المشاركات: 3,135

مراد الزكراوي غير متواجد حالياً

نشاط [ مراد الزكراوي ]
معدل تقييم المستوى: 519
افتراضي
قديم 04-03-2009, 15:22 المشاركة 2   

أول من اخترع الكتابة هم أهل بلاد الرافدين بالعراق الحبيب و ذلك حوالي 5000 سنة قبل تأسس دولة الولايات المتحدة التي تستعمر أراضيه و تدمر حضارته.
شكرا جزيلا أخي على الموضوع.و معذرة عن ردي الذي يمكن أن تعتبره خروجا عن الموضوع.لكن أثناء قراءتي لموضوعك تذكرت مأساة أحد أقدم الحضارات في التاريخ


باحث
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 17 - 12 - 2008
المشاركات: 24

باحث غير متواجد حالياً

نشاط [ باحث ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 10-03-2009, 22:53 المشاركة 3   

أول من اخترع الكتابة هم أهل بلاد الرافدين بالعراق الحبيب و ذلك حوالي 5000 سنة قبل تأسس دولة الولايات المتحدة التي تستعمر أراضيه و تدمر حضارته.
شكرا جزيلا أخي على الموضوع.و معذرة عن ردي الذي يمكن أن تعتبره خروجا عن الموضوع.لكن أثناء قراءتي لموضوعك تذكرت مأساة أحد أقدم الحضارات في التاريخ

زيارتك شرف لي أخي مراد
أسعدني كثيرا أن موضوعي ذكرك بمأساتنا جميعاـ مأسات الشعب العراقي الأبي وحضاراته التي سبقت كل الحضارات...

لك مني ألف شكر


argabi72
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية argabi72

تاريخ التسجيل: 1 - 1 - 2008
المشاركات: 680

argabi72 غير متواجد حالياً

نشاط [ argabi72 ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 10-03-2009, 23:46 المشاركة 4   

شكرا جزيلا اخي الكريم


NGADI
:: دفاتري متميز ::

الصورة الرمزية NGADI

تاريخ التسجيل: 20 - 1 - 2008
المشاركات: 257

NGADI غير متواجد حالياً

نشاط [ NGADI ]
معدل تقييم المستوى: 224
افتراضي
قديم 11-03-2009, 14:38 المشاركة 5   

تعلُّم الكتابة له تأثير ملحوظ في الأنساق المسؤولة عن تنظيم العمليات الذهنية، حيث إن الكتابة نظام رمزي خارجي يتدخل في تنظيم المعالجات الفكرية ويؤثر في بنية الذاكرة وطرق التصنيف وحل المسائل والمعضلات. الكتابة ليست مجرد وسيلة عالية الكفاءة لتسجيل المعلومات وحفظها وتذكرها، بل هي أيضا وسيلة ناجعة لتنظيم المعرفة وترتيبها وتصنيفها والتعامل معها بطريقة تساعد على تحليلها ومعالجتها وإخضاعها لمختلف العمليات المنطقية والنقدية. تدوين النصوص وتثبيتها بواسطة الكتابة ثم وضعها جنبا إلى جنب والنظر إليها بالتزامن، بدلا من سماعها بالتتالي، والمقارنة فيما بينها يساعد على اكتشاف ما فيها من غموض وتناقضات وأخطاء وتضارب وكذلك ما فيها من انتظام واطراد واتساق مما يمكن صياغته على شكل قواعد أو قوانين علمية. اكتشاف قواعد اللغة من نحو وصرف غير ممكنة دون تقييد الألفاظ والعبارات وتثبيتها كتابيا بحيث يمكن المقارنة فيما بينها والنظر إليها بالتزامن، بدلا من سماعها بالتتالي الذي هو سمة الكلام الشفاهي. كما أن تثبيت الكتابة للروايات المتعددة للقصيدة الواحدة أو الحادثة التاريخية هو الذي يسهل علينا اكتشاف ما بين هذه الروايات المختلفة من تضارب وتباين واختلافات تصعب ملاحظتها في ظل الرواية الشفاهية الشاردة. ومن هنا نجد أن اكتشاف قواعد اللغة العربية وأوزان الشعر العربي، وغير ذلك من الإنجازات العلمية في مجالات اللغة والأدب لم يأت إلا بعد تفشي الكتابة في القرن الثاني الهجري، وفي هذه الفترة ذاتها أيضا بدأت الاختلافات في رواية القصائد الجاهلية تشكل معضلة تسترعي الانتباه وتثير التساؤلات والشكوك. وقبل ذلك عند الإغريق نجد أن ظهور الكتابة ارتبط بظهور علم التاريخ على يد هيرودوتس وعلم القياس المنطقي على يد أرسطو.
غياب الكتابة غيّب الحس التاريخي عند الرجل الأمي وجعله يعيش دائما في الحاضر. أحداث الماضي البعيد التي لم تعد ذات صلة بالحاضر تنتفي الحاجة إلى إعادة الحديث عنها وتكرارها فتتبخر من الذاكرة أو تُحوّر وتحدّث بشكل تلقائي وعفوي وتدريجي غير محسوس، وربما غير مقصود، في انتقالها شفاهيا من راو إلى آخر ومن جيل إلى جيل مما يفقدها هويتها الأولى لتصبح متوافقة مع متطلبات كل عصر. فالمفردات التي فقدت دلالاتها تندثر في حال التوقف عن استخدامها أو تستبدل بها غيرها أو يتغير نطقها أو دلالاتها لأنها لم تقيد في قواميس ومعاجم تحفظها من الضياع وتسجل تاريخها الدلالي وتستعرض المعاني المختلفة التي مرت بها في استخداماتها عبر العصور. فالكتابة مثلا سجلت لنا مفردات العصر الجاهلي التي يمكننا الرجوع إليها والتحقق منها بصرف النظر ما إذا كنا نستخدمها الآن أم لا، لكننا لا نملك أي معلومات ذات بال عن اللغة العربية في العصور التي سبقت العصر الجاهلي لأنها لم تصلنا عن طريق التقييد الكتابي. الرجل المتعلم يعرف الكثير من خلال قراءاته واطلاعه على المصادر المكتوبة عن التاريخ العربي منذ عصور ما قبل الإسلام حتى الوقت الحاضر، على خلاف الرجل الأمي أو البدوي في الصحراء الذي لا يعرف من التاريخ إلا نتفا من الروايات الشفاهية المشوشة التي لا يتعدى عمقها الزمني مائتي سنة. غمر الماضي بمقتضيات الحاضر ومتطلباته يجعل الإنسان الأمي ينظر إلى الأمس دائما بعيون اليوم دون أن يدرك حقيقة التغير والتطور أو يعي مسيرة الزمن وعمق التاريخ فيركن إلى الاعتقاد بأن العالم كان وما زال وسيظل كما هو. فالأنساب والأصول والتشكيلات القبلية القديمة تُنسى ويتصرف أبناء القبيلة كما لو كان التكوين القبلي الحاضر أزليا منذ بداية الخليقة. خذ مثلا الأسطورة التي تتحدث عن نشأة ولاية الغونجا في شمال غانا الإفريقية. تقول الوثائق التي سجلها الإنجليز في بداية دخولهم المنطقة مع بداية القرن العشرين, إن مؤسس الولاية كان له سبعة أبناء كل منهم يحكم مقاطعة من مقاطعات الولايات السبع, ومع مرور الوقت اندمجت إحدى المقاطعات بجارتها بينما اختفت أخرى بسبب تعديل الحدود. وهكذا تقلصت مقاطعات الولاية من سبع إلى خمس. وحينما أعيد تسجيل تاريخ الولاية مرة أخرى بعد 60 سنة من المرة الأولى تبين أن الأسطورة عُدّلت وحُدّثت تلقائيا بحيث أصبح أولاد المؤسس خمسة فقط بعدد المقاطعات المتبقية من الولاية. وإذا ما تدبرنا مثل هذه الحقائق ووضعناها نصب أعيننا أدركنا أن الكثير من التغيرات التي طرأت على نصوص الأدب الجاهلي بعد ظهور الإسلام قد يكون مرد معظمها في المقام الأول إلى مثل هذه الآليات، التي هي من خصائص وطبيعة الآداب الشفاهية والثقافات الأمية، وليست دائما وبالضرورة، كما يزعم أصحاب نظرية الانتحال، تزييفا مقصودا أو تدليسا متعمدا تحدوه الدوافع السياسية والاعتبارات الدينية، وإن كنا لا ننفي هذه الاعتبارات على وجه الإطلاق. أشكرك على موضوعك المنطقي في نظر الحداثة التي نعيشها، لكن من يفهم بدون قراءة وكتابة ،ويقتصر على الصوت والصورة يمكن اعتباره أمي.


ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكتـــــــــــــــابة, نهاية

« اخبار دفاتر | _اغبى خمس اسئلة في العالم لكن اتحداكم انكم تجدوها_ »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نهاية مسار lamgharir11 القصص والروايات 11 10-03-2020 06:40
نهاية العالم Aboumohamed1 دفاتر المواضيع الإسلامية 1 22-02-2009 23:46
نهاية العبث aboukhaoula الأرشيف 2 14-01-2009 16:33
نهاية التاريخ، ابن الاسلام الأرشيف 0 27-11-2008 21:57
نهاية شرب الكحول.. nafiss الأرشيف 6 30-10-2008 23:06


الساعة الآن 16:04


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة