مكة - قالت مصادر إعلامية سعودية إن رجال الأمن في مدينة مكة المكرمة ألقوا القبض على امرأة سعودية في العشرينيات من العمر لانتهاكها الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة.
ونقلت صحيفة "عرب نيوز" السعودية الناطقة بالإنجليزية الخميس عن السلطات الأمنية أن المرأة، والتي لم يذكر اسمها، حاولت الفرار عندما أدركت أن الشرطة تعرفت عليها.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن المتحدث باسم دائرة الشرطة الرائد عبد المحسن الميمان أن "المرأة حاولت الهرب عندما لمحت سيارة شرطة، وأثناء ذلك اصطدمت بسيارة أخرى، ما أدى إلى إصابة السيارة بأضرار طفيفة"، ووفقا للمتحدث باسم الشرطة فقد تم تحويل المرأة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للنظر في أمرها.
·
وشهدت منطقة مكة المكرمة حوادث من هذا النوع، حيث تحفظت الأجهزة الأمنية في محافظة جدة على فتاة سعودية في العشرينيات من عمرها بعد قيادتها سيارة، وتسببها في حوادث مرورية عدة في شوارع شمال جدة.
كما ضبطت شرطة المحافظة فتاة في العقد الثاني من عمرها أثناء قيادتها سيارة والدها، إضافة إلى توقيف فتاة سعودية أخرى تسببت في حادثة سير أودى بحياة رفيقتها أثناء قيادتها سيارة أسرتها.
والمرأة السعودية ممنوعة منذ عام 1990 من قيادة السيارة بموجب فتوى من هيئة كبار العلماء (أعلى سلطة دينية بالمملكة) اعتبرت ذلك مخالفا للإسلام، ويستند العلماء السعوديون إلى القاعدة الفقهية التي تقول إن الشريعة الإسلامية جاءت بسد الذرائع والوسائل المفضية إلى المحظورات والمفاسد، حتى إن كانت هذه الوسائل مباحة في الأصل.
ويرون أن هناك عددا من المفاسد المترتبة على السماح للمرأة بقيادة السيارة، أهمها: كثرة خروج المرأة من البيت، وخلع النقاب بحجة رؤية الطريق، والسفر وحدها بدون محرم، بينما يرفض بعض الحقوقيين السعوديين تدخل السلطة الدينية، معتبرين أنها تناهض حقوق المرأة.
ورغم المنع الرسمي فإن قيادة المرأة للسيارة تعد أمرا متعارفا عليه في القرى البعيدة عن المدن، خاصة بين النساء الكبيرات اللاتي يعتمدن على أنفسهن في قضاء أمورهن.
ومنذ أكثر من عامين يشهد المجتمع السعودي جدلا واسعا حول قضية قيادة المرأة للسيارة، وقد وقعت أكثر من 125 امرأة وسيدة سعودية العام الماضي على عريضة رفعت إلى وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز، طالبن فيها برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة.
ونقل موقع الحقيقة الدولية إحصائيات رسمية سعودية تعود إلى نحو عامين جاء فيها أن 98 ألف سيارة مسجلة باسم سعوديات، وأن نسبة السعوديات اللواتي يملكن سيارات في منطقة الرياض تصل إلى 25%.
وفي إطار إصلاحات تدريجية بدأها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤخرا أعلن في منتصف فبراير الماضي تعيين أول امرأة سعودية في المرتبة الممتازة، حيث تولت نورة الفايز منصب نائب وزير التربية والتعليم لشئون البنات، وهو ما اعتبره مراقبون تطورا "يأتي في إطار سياسة الملك عبد الله الهادفة إلى دعم دور المرأة السعودية".