سلسلة: ايها المريد( الحبيب علي الجفري).. - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

boutrika abdellatif
:: دفاتري فعال ::
تاريخ التسجيل: 28 - 10 - 2008
المشاركات: 355
معدل تقييم المستوى: 226
boutrika abdellatif على طريق الإبداع
boutrika abdellatif غير متواجد حالياً
نشاط [ boutrika abdellatif ]
قوة السمعة:226
قديم 07-05-2009, 10:01 المشاركة 1   
هام سلسلة: ايها المريد( الحبيب علي الجفري)..

الدرس التاسع والعشرون - الشيخ المربي


الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أكرم الخلق لديه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الوقوف بين يديه.. وبعد..

لعلنا قد أعملنا الفكر بشأن معاملاتنا مع الخلق بدأنا نفكر بكيفية تعاملنا مع المحسن والمسيء، الكلام الذي ذكر في المجلس الماضي وفيه شيء من العمق حول نظرتنا إلى الخلق.. هل هم وسائل نرتقي بها إلى الله عز وجل بحسن تعاملنا معهم على من يرضي الله؟ أم أنهم أشخاص نتنازع نحن وإياهم ليأخذ كل منا من الآخر ما يريد ويدفع ما لا يريد.

كان بعض الأشياخ يقول في مسألة التعامل مع الناس: من أهم الأمور أن تـُحكم ميزان القبول والرد، أحسن إليك أحدهم إحسانا إما ماديا بمال أو هدية، أو معنويا بحسن معاملة أو بازدراء نصيحة القبول والرد، ميزانه ينبغي أن يستوي عند السائل إلى الله أن ينضبط.
ميزان القبول والرد

في ميزان القبول والرد في التعامل مع الناس أقبل أو أرفض!! ينبغي أن ابحث عن ماذا يرضيه سبحانه وتعالى في ذلك قبل أن أبحث عن حاجتي من عدمه، أعيد؟.. نبحث عما يرضيه سبحانه وتعالى قبل أن نبحث عن احتياجنا من عدمه، عـُرض عليك شيء من المال قد تكون محتاجا إليه.. عندك من أقاربك من هو في مستشفى أو عندك سداد دين أو قسط لكن لو بدأت تفكر في الحاجة قبل مرضات الله ستضعف وسيختل عندك الميزان.. ميزان القبول والرد، ستقبل ما لا يصح قبوله وترد ما لا يصح رده، إما أن يأخذك الكبر وتظن أنه من باب عزة المؤمن وترفض شيئا لا يجوز أن ترفضه في وضع معين، العائل المستكبر من الناس الذين لاينظر الله اليهم والعياذ بالله.. نعم.. وإما أن تقبل في ظل شعورك بالحاجة على نحو لا يرضي الله، لكن أنا عندي ظرف ومحتاج، إن كان مكتوب لك أن يصل إليك ارفضه بالحرام سيأتيك مباشرة بالحلال هذه سنة ماتتبدل ولا تتحول، قد يبطئ الوقت اختبارا لكنها لاتتبدل ولا تتحول.
الأصل هل أخذ هذا الشيء يرضي الله أو لا؟ هذه النظرة الأولى.. ثم بعد ذلك إن عرض عليك شيء من العطاء وهو على نحو لا يرضي الله هل تقبله أو ترده؟ قال الميزان في ذلك هل جاءك بطلب؟؟ الأصل أن السائر إلى الله لا يطلب من الخلق، يطلب من الخالق هذا توحيد يطلب من الله سبحانه وتعالى هذا الأصل.
الأصل أن السائر إلى الله لا يطلب من الناس.. اسمع.. ما هو فقط ما يطلب بلسانه لا يـُلمح، شيء أكبر؟ لا يستشرف.. لا يقر نفسه على أن تستشرف العطاء من الخلق لأنه يعلم أن الخلق آلة بيد الجلالة الذي يحركهم هو الله. أنا يستشرف إلى عطاءه هو يـُفرج عني، ولهذا قال الإمام الحداد رحمه الله في آداب سلوك المريد [ فإن جاءك شيء بغير طلب ولا استشراف نفس -هذا نوع من الطلب الباطن- ومن وجه الحلال وأنت محتاج إليه فخذه واقضِ منه حاجتك فإن فاض شيء فتـَصَدق -فرِّج على من هو محتاج- وإن جاءك بطلب استشراف نفس أو أنت غير محتاج إليه أو ما هو أدهى.. إن جاءك على وجه غير صحيح -أو غير مباح غير حسن غير مقبول شرعاً- فرده ولكن رده ردا حسنا ] لأن النفس إذا حرمت من الحظ المحسوس المادي أن تأخذ، تريد أن تستعيض عن هذا الحرمان بشيء.. حظ آخر، وهو الحظ المعنوي، العنترية.. أنا عرضوا عليّ يعطوني كذا وكذا.. رفضت، قلت أبدا أنا مثل هؤلاء؟!، أنا لو أريد لسكنت في قصر لكن أنا عندي أمانة..
ولهذا قال الإمام الحداد رحمه الله: [ واياك والاخذ بشهوة أو الرد لشهرة ] انظر لعظمة هذه العبارة.. سبحان الله!! وإياك والأخذ بشهوة –أخذت لأنك مشتهي شيء تريده قبل أن تنظر هل الاخذ هذا يـُرضي الله أو لا يرضي الله، وإياك والأخذ بشهوة أو الرد لشهرة، العالم الفلاني عرضوا عليه سيارة وبيت يقول: أبدا ما أريد -هناك صادقون يقولون ما أريد- لكن الصادق يقول لا أريد.. شكرا.. جزاكم الله خير.. وغيره، رأيت الفرق؟ تلذذ النفس بالشهرة أكبر من التمتع بالحس بالمال .. يقال أن فلان رفض كذا أكبر من تلذذه بركوب السيارة الفاخرة.. النفس!! عمق النفس ..
هذه ضوابط.. هذه الضوابط وما كان قبلها والمواضيع التي ابتدأنا بها من بداية هذه المجالس التي نسير بها إلى الله عز وجل، تتذكرون من بداية مفهوم الإرادة من الباعث من التوبة وكل الأمور التي تـُحدث عنها: الخواطر، تطهير القلب، الطهارة، الوقت، الصلاة، النوافل، الرواتب، شغل كثير.. صحيح؟

مجالسة الصالحين

وهذه المجالس هي بمثابة المفاتيح لن يحصل كل المطلوب من المجلس، فضل الله واسع.. إن شاء الله يحصل لكن لا تضجر إذا ما وجدت أن المطلوب كله حصل لك بمجرد جلست في المجلس، لكن هناك وسيلة تعين على التحقيق بذلك مع الإلتجاء إلى الله والدعاء ومجالسة الصالحين “من جالس جانس” كانوا يقولون، في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أظن كلكم أو على الاقل جلكم حفظ أو سمع هذا الحديث “مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك -يعني بياع العطور- ونافخ الكير -يعني الحداد- أما حامل المسك فإما ان يهديك -يعطيك هدية- أو أن تبتاع منه أو أن تجد منه ريحاً طيبة وأما نافخ الكبير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة” هذا ليس فيه تقليل من قدر حامل الكير.. نافخ الكير يعمل بحلال “من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له“.
الجليس الصالح

الكلام عن ربط المثل الحسي بحرق الثوب والريح الكريهة بمفهوم معين..انتبهوا.. هذا حديث عظيم وكل أحاديثه عظيمة نفسي له الفداء صلى الله عليه وسلم، هذا الحديث يقول لك أن مُجالستك للصالحين لابد أن تستفيد منها في كل حال من الأحوال.. إلا أن الاستفادة على مراتب، إما أن يحذيك وهذا راجع المراد بها إليه هو بتوفيق الله أن قرر أن يعطيك هو أهداك، وإما أن تبتاع منه ترجع إلى من؟ إليك.. قررت تستشري تدفع فلوس وتأخذ إما أن يحذيك.. أن يتكرم عليك الصالح بمجالستك إياه وإما أن تجتهد في حسن المجالسة بالاستفادة، لا أحسنت الاجتهاد في الاستفادة ولا طاب خاطره أن يعطيك.. تخرج هكذا؟ لا!! وإما تجد منه ريحا طيبة.. ما يمكن أن تدخل عند العطار لا تجد ريحة طيبة، تدخل عند العطار يعطيك هدية دعاية يسمونها، وإما تدفع فلوس لمشتري، لكن لا هو أعطاك ولا أنت اشتريت ممكن ما تشم ريح طيبة؟ لابد أن تشم ريحا طيبة إذا دخلت عنده..
جليس السوء

ماذكر النبي ثلاث احتمالات ذكر احتمالين، لاحظوا هنا!! جليس السوء إما أن يحرق ثوبك.. لماذا؟ قال: أن حرق الثوب هذا نتيجة لعمل مشترك بين الطرفين هو ما انتبه نفخ الكير وأنت ما انتبهت أطلقت ثوبك أو وقفت في المكان غير مناسب أو أحدكما يحصل منه هذا، فالضرر هنا قائم بالمشترك، لا أحرق ثوبك وأنت انتبهت وهو انتبه وأنا واثق من نفسي، ولو جالستهم أنا أتسلى!! فقط اقضي وقت.. فقط قليلا أنفس عن نفسي، والأمور سهلة.. “وإما أن تشم منه ريحا خبيثة” تقدر تمر بمكان فيه ريح كريهة وما تشم؟ مزكوم؟ هذا شيء آخر.. حتى الجراثيم تدخل أيضا “وإما أن تجد منه ريحاً كريهة” إذا لابد للإنسان أن يتأثر بالجليس..
إذا نحن بحاجة مستعينين بالله عز وجل أن نفكر بعد هذه المجالس.. مَن الناس الذين نجالسهم؟ مَن الذين حولنا؟ مَن اخترنا مجالستهم من الأصحاب الذين نأنس إليهم؟ كم نسبة الصالحين فيهم؟ ثم الصالحون هؤلاء.. كم نسبة الذين نوع الجلوس معهم شيء مفيد؟ مَن منهم يعتاد النصيحة إذا لاحظ مني شيء يأتي وينصحني، هذا من أغلى الأصحاب هذا عملة نادرة في زماننا.. هذا من أغلى ما يمكن أن يعطيك الله في صلاتك بهؤلاء الأصحاب.. أن يوفر لك أو يهئ لك صديقا ينصحك، أنا لاحظت منك كذا وكذا، انتبه تستثقل النصيحة لأن هذا مؤشر خطير!! الصادق في طلب السير إلى الله يقبل النصيحة.. لا!! ليس فقط تقبل النصيحة، أنك تشعر أنك ممتن لله حيث ساق إليك من ينصحك، تنظر إلى النصيحة على أنها هدية، ما سمعت قول بن الخطاب رضي الله عنه الذي يفرق الشيطان من ظله سيدنا عمر “رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي” كيف هدية؟ لأن لو لم ينبهك إليها ستستمر في هذا العيب وقد بعض العيوب تؤدي بك.

* حكمة ومثال : كان الإمام الغزالي رحمه الله يقول مثلا عجيباً، قال لو أن أحدا من جلسائك لاحظ عقربا استل إلى ثوبك بين الثوب والجسد فقام وزجرك ونهرك وهدد.. أنت ما ترى؟ قرب هيه هيه وصاح فيك حتى يخرج العقرب.. إذا رأيت العقرب بالفعل، أولا تستغرب لماذا صرخ فيك وقام وهب عليك لكن بعد أن ترى العقرب وقد خرج من جسدك وقد سلمت من لسعته كيف تنظر إلى هذا الصاحب؟ جزاك الله خير.. وإلا تقول يا أخي المفروض يكون أسلوبك أرقى كان المفروض تقول لي انتبه في عقرب في ثوبك!!.. لكن قبل أن تعرف عقرب صاحب تعرف انه ما يكذب حتى في المزاح صاح فيك.. هيه عقرب في ثوبك.. تقول له يا أخي اخفض صوتك تكلم معي بأسلوب محترم وإلا ما آخذ كلامك!.. وصلت؟
الأصل في النصيحة: أن الإنسان يؤديها بأسلوب حَسَن، أنا لما أنصح أطالب نفسي بالأسلوب الحسن، لكن إذا ساق الله إليَّ النصحية بيد أحد.. بأسلوب حسن أو غير حسن.. النصيحة هدية، يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى “إذا كان هذا في الحق العقرب الحسي الذي غاية الأمر أن يُصيب الجسد بآلام قد لاتصل إلى الموت في نوادر من الاحيان لو مات الجسم، فكيف بعقارب الصفات الذميمة التي قد توردك النار وبئس القرار” فإن وجدت من ينبهك إليها أتحبه أو لا تحبه؟ تفرح به أو لا تفرح؟ النفس الأمارة بالسوء تستثقل أن تسمع النصيحة..
الشيخ المربي المرشد

ثم أن هناك نوعا من الصالحين نحتاج إليهم في مثل هذه المجالس في السير لله عزوجل وهم الصالحون الذين هيئهم الله للدلالة على الله، الشيخ المربي المرشد الذي يدل السالك إلى الله عز وجل.. كيف يمكن أن يتخلص ويتخلى عن الصفات الذميمة التي لا ترضي الله عز وجل وكيف يعينه أن يتحلى بالصفات الحميدة، الشيخ الذي له خبرة بأمراض القلوب وكيفية معالجتها، الإنسان بحاجة إلى هذا الأمر من أراد أن يتخلص من صفات نفسه الذميمة يقرأ كلام الله يُرتل، ينظر في كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم، يُجاهد نفسه، ينظر في كلام القوم، كما أنه أيضا بحاجة إلى مُعلم.. بحاجة إلى مُرشِد..
ولهذا جاء شأن النبي مع الصحابة والصحابة مع التابعين والتابعين مع تابعي التابعين، الصحبة، كان الصحابة مرشدهم سيدنا محمد.. الله.. الله.. الله.. ما أحد عنده شيخ مثل شيخهم، ولهذا اعرف أدبك مع الصحابة، انتبه تضيع!!، لا تضحك عليك نفسك ولاعقلك ولاقرأت التاريخ.. دققت.. عندك تجرد في القراءة في النظرة.. انتبه هؤلاء شيخهم محمد صلى الله عليه وسلم سيد الوجود، أنت من شيخك؟ اعقل واعرف من أنت!!
والصحابة كانوا شيوخاً مرشدين للتابعين، والتابعون كان منهم الشيخ المرشد لتابع التابع، فمسألة الأخذ والتلقي مسلسلة من رسول الله إلى مشايخ زماننا الربانيين رواية ودراية وتزكية هذا أمر يحتاج إليه السائر إلى الله، نعم!! ومن ادعى أن الإنسان لا يحتاج إلى مرشد يربيه ويوجهه ويبصره بعيوبه فكأنه يُبطل دور النبوة والعلم (إرث النبوة)، الحاجة ماسة أنا أحتاج إلى من ينبهني ..
كيف أعرف هذا الشيخ المرشد؟

كيف أميز هذا الشيخ؟ الإدعاء في هذا الباب للاسف كثير، يكثر من يدعون الصلاح والمشيخة، أسأل الله يُصلح أحوالنا جميعاً.. ومسألة السير إلى الله هذه رأس المال ليست محل للمخاطرة لا أسَلِم مسألة سيري إلى الله وزمام تربية نفسي إلى كل من هبَّ ودبَّ، وليس الضابط هنا الشهرة، يقول الامام الغزالي رحمه الله [ إن من الكبر الخفي أن يأبى التلميذ إلا أن يأخذ عن مشاهير العلماء أو المشايخ المربين ويستنكف أن يأخذ عن الخاملين ] يعني الذين لايعرفهم الناس خاملي الذكر إلا أن مقصودك في الأصل الوصول إلى الله فإذا وجدت من يدلك بغض النظر عن نظر الناس إليه ففيه من الخير ما لا يخطر لك على بال..
ما هي صفات الشيخ المربي الذي يدل على الله سبحانه وتعالى؟ يجب أن تقتنع هذا الشيخ يصلح أن يكون مرشدا لي دالا على الله، يقول الإمام الحداد في آداب سلوك المريد عبارة سأقرأها لكم لأنها عبارة نفيسة يقول هناك: [وكن شديد الحرص على طلب شيخ صالح .. مرشد ناصح.. عارف بالشريعة.. سالك للطريقة.. ذائق للحقيقة.. كامل العقل .. واسع الصدر.. حسن السياسة.. عارف بطبقات الناس مميز بين فطرهم وغرائزهم وأحوالهم] ..
* الصلاح.. الاستقامة.. مرشد.. أي أن وصفه الإرشاد عالم عارف بالشريعة” وكن شديد الحرص.. شديد الحرص لأنك محتاج إلى ذلك على طلب أي البحث لا هذه المسألة ليست بسهولة على طلب شيخ صالح فأول صفاته الصلاح والاستقامة مرشد صالح، أي انه صالح في نفسه حريص على إصلاح غيره غير مكتف بصلاحه معرض عن بدل النصيحة والإرشاد للبشر ..
* عارفٍ بالشريعة.. فلا يتأتى أن يدل على الله من هو جاهل بشريعة الله “ما اتخذ الله من وليٍّ جاهل ولو اتخذه لعلمه” قد يكون أمياً ويعلمه الله عز وجل وينبهه إلى سلوك طلب العلم، أقل ما ينبغي ان يكون فيه من معرفة بالشريعة أن يعرف ما يجب أن يعرفه كل مسلم المتعين فرض العين، وأن يعرف من العلم الشرعي ما يتعلق بإرشاد العباد، لابد أن يكون له نصيباً من ذلك فإن كان من العلماء فهو أولى وأولى من المتنفعين في العلم..
* سالك للطريقة.. أي سار إلى الله عز وجل مشى في مراتب التهذيب للنفس جرب ما ستجربه ما سيرشدك إليه، قد يكون هناك إنسان اجتباه الله عز وجل، جذبه إليه جذبة صالحة فما عانى شؤون الطريق، إن لم ينظر بشأن السلوك يَصعُب عليه أن يُعَرّفَ الناس لهذا البعض يظن أنه بمجرد أن يجد شخص مظنـّة ولاية وصلاح في حاله، هذا له من كرامات ومن الأولياء هو الذي سيوصلني إلى الله.. لا!! المسألة دلالة على الله.. شرح لمَسلك الطريق.. فينبغي أن يكون سالكاً للطريقة.
* ذائق للحقيقة.. أي أن ثمار سيره إلى الله بعلم بالشريعة واستقامة وصلاح قد أوصله إلى تَذوُق معاني المعاملة مع الله عزوجل.
* كامل العقل.. بمعنى أنه صاحب تبصر ليس من الطائشين المندفعين، كامل العقل..
* حَسَن السياسة.. أي سياسة النفوس يُحسن مسايسة النفوس البشرية، لا يكون أرعناً، إذا حصلت مشكلة صاح وانتهت المسالة، لا.. يقولون: “سَهـُلَ ترويض السباع ولم يسهل ترويض الطباع، يقولون هكذا..
قال: حسن السياسة عارف بطبقات الناس مميز بين غرائزهم انفعالاتهم، وعاداتهم وفطرهم وأحوالهم، قال هذا الذي هذه أوصافه [فإن ظفرت به فألق بنفسك عليه]، صالح.. ناصح.. عارف بالشريعة.. سالك بالطريقة.. ذائق للحقيقة.. مستقيم على مسلك المتابعة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، عارف بطباع الناس متنبه لسياسة نفوسهم صادق متنور الباطن، إن وجدت من هذه صفاته تغانمه واعكف عليه وامتثل أمره من غير معصية الله فيما يتعلق بالسير إلى الله، كن كالمريض بين يدي الطبيب إذا تعاملت معه، المريض إذا ذهب إلى الطبيب ما يتفلسف كثيرا أمام الطبيب يتأكد فقط أن الطبيب هذا طبيب ماهو طبيب بس معلق لوحة ومعه شهادة .. ماهو شيخ ولحية عمامة ولاغترة وسبحته طويلة والناس خلفه تركض.. لا!! تأكد أنه طبيب ولو تأكدت أنه طبيب كنْ كالمريض مع الطبيب، المريض إن قال له الطبيب عندك مشكلة كذا تحتاج الى الدواء الفلاني ياخذ الدواء ويتعالج..

آداب التعامل مع الشيخ

ويحتاج المريد بصلته بالشيخ الذي يدلُ على الله بعد أن يتأكد من حال هذا الشيخ وصدقه مع الله، يحتاج الى آداب في التعامل، بعض هذه الآداب عامة ينبغي أن يتعامل بها المسلم مع كل حواليه.. منها أن لا يقاطعه في كلامه .. أن لا يسيء إليه في المعاملة، منها أن يتودد إليه، هذه مع الكل.

ثم هناك أخلاق نتعامل بها مع العلماء العاملين مع من يُعلـّم، التلميذ مع المعلم، بقدر ما يكون عند التلميذ من نباهة وذكاء ومطالعة، أيضا ومن أدب وحُسن المعاملة يستفيد.

- أدب تلاميذ الرسول: كان التلاميذ .. أعظم تلاميذ في الوجود عند أعظم أستاذ في الوجود صلى الله عليه وعلى آل بيته وعليهم أجمعين إذا جلسوا بين يديه وكان على رؤسهم الطير، يغضون البصر، إذا تكلم كانوا كلهم آذان صاغية.. غاية في الأدب معه، لا يحدون البصر إليه إمعاناً، نعم لأنه رسول الله لكن أيضاً لأنه معلمهم ومربيهم، لأن الصحابة رأينها منهم ذلك مع بعضهم البعض التلاميذ مع الأساتذة .

- أدب الصحابة مع بعضهم : ابن عباس رضي الله عنهما تتلمذ على زيد بن ثابت رضي الله عنه، كان يجلس على باب زيد لا يدق الباب ينتظر متى يخرج زيد، قال ربما يأتي الريح فيسف التراب عليه حتى يمرّ المار لا يظنه إنسانا يظنه من متاع المنزل من كثرة التراب، فاذا خرج زيد ينظر من هذا فيقول ابن عباس ينفض الغبار عليه ما الذي جاء بك إلى هنا يا ابن عم رسول الله ؟ أدب الصحابه مع آل البيت لا حد يتفلسف يقول الصحابة وآل البيت كيف كانوا .. هذا أدب الصحابة مع آل البيت، فيقول جئت أسألك عن علم رسول الله الذي أخذته، ابن عباس توفي المصطفى وهو في الثانية عشرة من عمره وزيد أخ أكثر من التحصيل العلمي في الرواية، قال هلا أرسلت إليَّ فآتيك؟ أنت ابن عم رسول الله .. يقول العلم يؤتى (الأدب)، لِمَ لـَمْ تقرع عليَّ الباب؟ قال خشيت أن تكون بعض حاجتك مع أهل بيتك فأؤذيك.

- أدب الأستاذ مع التلميذ : يُرى ابن عباس وهو يحمل جنازة زوجة زيد فإذا به يأخذ بزمام دابة زيد أي كأنه من الخدم الذين عند زيد ويفعل زيد عن الراحلة فيأخذ هو بزمام الراحلة يسوقها .. لاحظ ..ابن عباس قـُرَشي وزيد وإن كان في الأصل من الأحرار لكنه كان مولى من الموالي، وكانت في العرب يصعب عليها أن يتواضع السيد القرشي مع المولى المملوك لكنه تأديب رسول الله لنفوس الصحابة كانه مملوك بين يديه، “عن عمار بن أبي عمار أن زيد بن ثابت ركب يوما فأخذ ابن عباس بركابه، فقال له: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال له: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا فقال زيد: أرني يدك، فأخرج يده، فقبلها فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا” ، هذا معنى من الأدب فيما بينهم البين على هذا الرُقي في المعاملة .. التلميذ مع الأستاذ والأستاذ مع التلميذ ورثَ ذلك مَن بعدهم..

- تسلسل الأدب فيمن بعدهم : حتى رؤي الإمام الشافعي رحمه الله يصف حاله مع شيخه الإمام مالك كان يقول كنت أصفح الورق بين يدي مالك برفق لئلا يسمع وقعها .. و تلميذ الشافعي الربيع قال كنت أستحي أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي أدباً مع الشافعي ..

الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله تلميذ الامام الشافعي كان يجلس مع بعض الكبار محدثي عصره من الأئمة الأكابر فيمر الشافعي من بعيد على بغلته فيقطع المجلس الإمام أحمد ويسارع الى الامام الشافعي ويأخذ بزمام بغلة الشافعي .. وهو أحمد ابن حنبل الشيباني العربي ابن القبيلة يأخذ بزمام دابة الإمام الشافعي ويتذاكر معه في العلم، فلما أوصل الشافعي إلى مقصده وعاد إلى أقرانه تغيضوا عليه قالوا كنا نتذاكر في حديث رسول الله فتركت هذا الامر لتأخذ بزمام البغلة؟ وأنت احمد ابن حنبل؟ قال دعوكم من هذا الكلام إذا أراد أحدكم الفقه فليأخذ بزمام الآخر لهذه البغلة للشافعي.. الأدب الذي كانوا يعيشون عليه .. هذه آداب ينبغي أن نحرص عليها في حسن المعامله ..

ننصرف من هذا المجلس

يقولون أن الوقت قد أدرك ولم نفرغ بعد من ذكر هذه الآداب، المجلس المقبل هو خاتمة هذه المجالس .. يالله بها يالله بها يالله بحسن الخاتمة.. لعلنا في بداية المجلس نفرغ من مسألة الأدب أو الصلة بين التلميذ والشيخ .. لنخلص إلى خاتمة هذه المجالس الذي أسال الله عز وجل أن يجعل لها قبولاً في السماء ونفعاً في الأرض وأن يجعلها حجة لنا جميعاً وأن لا يجعلها حجة علينا جميعاً، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وما شاب ذلك الإخلاص من شوائب أنفسنا أسأله أن يعود عليه وأن يسبل عليه من بين إحسانه وفضله ما يجعلها في المقبولات يا أكرم الأكرمين يا أكرم الأكرمين يا أكرم الأكرمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .. والحمد لله رب العالمين.




الدرس الثلاثون - ختام المجالس


الحمد لله في الأولى والآخرة، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله كما يليق بفضله وإحسانه، الحمد لله على جوده وامتنانه، وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم الصادق السابق وعلى آله وصحبه ومن سلك نهجه إلى يوم الدين..

هذا المجلس هو خاتمة مجالسنا المباركة التي كنا نتجالس فيها تعرضاً لنفحة الله ..أيها المريد.. قبل أن نراجع مراجعة سريعة للمجالس الماضية، دعونا نستكمل الحديث عن صلة التلميذ بالأستاذ؛ المريد بالشيخ لأننا من بعد هذه المجالس سيحتاج كل واحد منا إلى مواصلة شأن سيره إلى الله عزوجل..


مرَّ معنا في المجلس الماضي أن للشيخ صفات ومَرّ ذكرها [المرشد الناصح، المستقيم الصالح، العارف بالشريعة، السالك للطريقة، الذائق للحقيقة، الحكيم المتبصّر؛ الذي يُحسن سياسة النفوس وتهذيب الطِباع؛ كامل العقل]، مَرّ معنا أن المريد بحاجة إلى طلب الشيخ.. البحث عنه بصدق وإخلاص، الأصل أن الصادق في البحث عن الشيخ لا بد وأن يجمعه الله على الشيخ الذي يرشده، لهذا قال المربون: “عند التناصف ما ذهب إلاً الصدق ولو صدق المُريد لوجد الشيخ على باب بيته”، فإن وجد الإنسان من اجتمعت فيه هذه الصفات؛ إرث النبوة الكامل باستثناء الوحي والعصمة وخصوصية النبوة ..
الشيخ المربي


- ماذا يلزم من وجد الشيخ المربي؟

أولا: تصحيح النية، في الصلة بهذا الشيخ الأستاذ؛ أفهم ماذا أريد منه، أنا لا أبحث عن صنم عن كهنوت، أنا أبحث عن دالٍ يدلني على الله عزوجل، أيضاً أنا لا أبحث عن مظهر وصورة أتباهى بها أمام الناس، أبحث عمن يعينني على التربية والسير إلى الله عمن يبصرني بعيوبي وكيف أتخلص منها، وعمن يُبصرني بالصالحات من الأعمال والحسن من الصفات ويعينني على الأخذ بها، فبحثي عن الشيخ بحث عن سيري إلى الله..
ثانيا : نراعي الأدب مع الشيخ، مَرّ معنا في المجلس الماضي كيف كان الصحابة يتأدبون مع المصطفى وكيف كان التابعون يتأدبون مع الصحابة وكيف كان تابع التابعين يتأدبون مع التابعين، وكيف كان الشافعي تذكرون يصفح الورق صفحاً رقيقاً حتى لا يُحدث صوتاً في حضرة مالك، هذه الآداب.. الأدب مع الشيخ مع الأستاذ هو جزء من تهذيب النفس أولاً ومن الإعتراف بالفضل لأهله ثانياً، أيضاً فائدة هذا الأدب أنه يعينك على أن تتقوى على نفسك لأن النفس من طبيعتها التمرد لا تحب أن يوجد من يوجهها إلى عمل الشيء ولهذا تريد أن ترفض بأي طريقة، فلهذا سَوْقها بالأدب تهذيب النفس ومَرّ اعاة الأدب مع من نأخذ عنه العلم مع من نتربى على يده له الأثر الكبير في تهيئة النفس لأن تواصل لأن تأخذ لأن تستفيد، أيضاً مع تصحيح النية ومع الأدب.
ثالثا : صدق المحبة، ووجه هذه المحبة، لماذا أحب الشيخ محبة كبيرة شديدة عظيمة؟ لأنه يدلني على الله فمحبتي له هي محبة في الله، من باب حبي لوصولي إلى الله وصلتي بالله أحب هذا الإنسان الذي يعينني على ذلك بإرشاده وتوجيهه.
رابعا : أن أدرك أن صلتي بهذا الإنسان صلة روح، ليست مجرد صلة جسد؛ ليست مجرد استماع أذن لكلام وأنصرف.. هي صلة روحية، مفاد هذه الصلة أن الشيخ هذا له صلة بشيخ قبله، والشيخ الذي قبله له صلة بشيخ قبله وهكذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو نور ممتد من زمان إلى زمان إلى زمان إلى زماننا، مراعاة هذه الآداب مع أدب أساسي ..
خامسا : الصدق، أن أكون صادقاً معه فيما يسألني عنه فيما أخاطبه فيه فيما أخبره به فيما أستدل به على الله عزوجل من دلالته، فإن أمثال هذه الصفات مع الجد والاجتهاد في الطاعة في غير معصية الله؛ أطيع شيخي في تربية نفسي في الأمور المتعلقة بسياسة النفس في كل ما يأمرني به في غير معصية الله عز وجل فـ”لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق” أبداً، مراعاة أمثال هذه الأمور تعين على تنور القلب .

نشأ لدينا تطرفين في التعامل مع مسألة الشيخ :
الأول : تطرف فهم من هذا الكلام معنى التسليم الكلي ولو في معصية الله، وهذا لا يتأتى لأحد من البشر، هنا يأتي المحظور .
الثاني : طرف آخر فهم فهماً آخراً عكسياً جاء إلى حد التمرد عدم مراعاة الأدب، شهدنا اليوم من التلاميذ من يرفع الصوت على المدرسين انظروا إلى مدارسنا اليوم، من ينكت على المدرس من يرمي بالطباشير على رأس المدرس فيلتفت المدرس فيضحك الجميع، وإذا تكلم أحد يقولون لا هذا يعطي العقل انطلاق .. لا تغلقوا العقول .. إلغاء للفكر .. كيف يعني يكون مطيع للشيخ متأدب معه؟ ما رأينا خيراً من أمثال هذه الكلمات، وقد ينتقد البعض لجهل سمعنا بعض من جهل الأمر يقول: هذا من الكهنوت كيف يعني يتأدب مع الشيخ ويطيعه في غير معصية الله؟ يعني من باب المدح والله أقول جهل ليس من باب الذم لأني لو أردت أن أصفه بصفة أخرى ستكون أشد من صفة جهل، ولكن نقول (الإنسان عدو ما يجهل) .

مشكلة الإدعاء في مسألة الدلالة على الله وتعريف الناس بطريق الله :
كثر الأدعياء الذين ليسوا بصادقين ليسوا بأهل للطريق أخذوا صورة في الدلالة على الله ولم يأخذوا حقيقتها، والسبب في انبهار الناس أو أن الناس ينغشون بأمثال هؤلاء الأدعياء أن البعض مفهوم المشيخة عنده غير واضح، مفهوم المشيخة عنده الرجل الذي يُجري الكرامات التي تحصل على يديه خوارق العادات، كلنا يؤمن بالكرامات والخوارق العادات وأهل السنة والجماعة يعتبرون إنكار الكرامة فسقاً.. خللاً.. بدعة في عقيدة الذي ينكر الكرامة، هذه ثابتة عند أهل السنة والجماعة بنص القرآن والسنة، قصة مريم (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً)، قصة جُريجر الراهب الذي اتـُهم بالباطل فخاطب الطفل الصغير فأنطق الله له الرضيع، الكرامة ثابتة، الصحابة كثرت عندهم الكرامات فكلنا نؤمن بها، لكنها ليست هي المقياس لمعرفة الصالح فحسب، الأساس في تمييز الصالح والدال على الله الإستقامة ولهذا قالوا: “الإستقامة أعظم كرامة“، قال الإمام الجنيد: “لو رأيتم الرجل يطير في السماء أو يمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تقيسوه على الأمر والنهي -أي أمر الله ونهيه- فإن رأيتموه ممتثلاً لأمر الله منتهياً عما نهى عنه الله فهو ولي صديق وإلا فهو دَعيٌّ زنديق“، يمكن أن تـُخرَق العادة بسحر يمكن أن تـُخرَق العادة بجن يمكن أن تـُخرَق العادة بصورة فهلوة ليس حقيقية، لكن خـَرق العادة إذا صحت بالإستقامة نعم نعتبرها كرامة، لكن مقام الشيخ الذي يَدل على الله ويرشد لا يُقاس بكثرة الكرامات التي تـُجرى على يديه، يقول الإمام الجنيد: “مشى أقوامٌ باليقين على الماء، وماتَ أقوامٌ أعظمُ منهم يقيناً من شدةِ الظمأ“، فالمقياس هنا عُمق السير والإستقامة على مرضاة الله، الأكمل في متابعة سُنـّة الحبيب صلى الله عليه وسلم في التـَخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، الأعمق نظراً في مقاصد الشريعة، من كانت هذه صفاته لا شك نحن بحاجة لأن نأخذ عنه..

- ماذا يلزم من لم يجد الشيخ المربي ؟

ما وجدت هذا الشيخ ماذا تعمل؟ الحق عزوجل لا يَرُد صادق في الإقبال عليه، الصدق سيجمعك على الشيخ لكن إلى أن تجتمع عليه :
1. ألحّ على الله في الدعاء
2. واظب على وردك من كتاب الله
3. اقرأ في سُنـّة الحبيب صلى الله عليه وسلم
4. اقرأ في كتب القوم التي تدل على السير إلى الله
الكلام الذي كان يُنثر في هذه المجالس إنما هو نـُبـَذ من كلام القوم المعتنين بالتربية والسلوك، حُجة الإسلام الإمام الغزّالي الذي ألـّف إحياء علوم الدين في هذا الصرح المبارك في خلوته الموجودة هنا في هذا الجامع عندما عكف عشر سنين على تصنيفه، احرص على الإستفادة منه..
- تنبيه: أما مسألة من يتكلم عن تخريج الأحاديث في الإحياء، استـُدرك على تخريج الحافظ العراقي رحمه الله تعالى استدرك عليه الحافظ السبكي والحافظ الزبيدي في شرحه للإحياء وغالب الأحاديث الموجودة لها شواهدها الصحيحة من الكتاب والسُنـّة والكتاب كتاب تربية، كتب الإمام الغزّالي لها أثر كبير في تهذيب النفوس..
كتب الإمام الحداد الذي أخذنا من كتابه آداب سلوك المريد هذه المجالس وله كتب مفيدة في هذا الباب، كتب الإمام ابن عطاء الله السكندري كالحكم العطائية وشروحها، أيضاً بالإضافة إلى كتب القوم، سِـيَر الصالحين، تراجم الأنبياء، قصص الأنبياء (وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) جَعَلَ الله تثبيت فؤاد سيدنا محمد بقصص الأنبياء .. كيف بنا نحن؟ أيضا سِـيَر الصحابة رضي الله عنهم سِـيَر الصالحين من التابعين ومن بعدهم سِـيَر آل البيت عليهم السلام، القراءة في سير الصالحين تحرك القلب ..
5. أكثِر من الصلاة على سيدنا محمد..
فقد قال العلماء: [الصلاة على النبي شيخُ مَن لاشيخ له]، كيف؟ قال نحن موعودون: “من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه بها عشرة” صحيح؟ والصلاة من الله قال الله فيها (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) فصلاة الله علينا إخراج من الظلمات إلى النور، فكلما أكثرت من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما خرجت من الظلمات إلى النور، والصادق في الإلحاح على الله لابد أن يدله الله عز وجل على مسلك الوصول إليه، هذا ما يسره الله سبحانه وتعالى في هذه المجالس من حديث..
استذكار المجالس

تتذكرون في بداية المجالس كان الحديث عن تصحيح الإرادة نسأل الله أن نكون قد صححنا مرادنا لا يكون فينا من لا يزال يريد الدنيا، جاء الكلام عن إرادة الآخرة والسعي لها، مَرّ معنا أن أول الأمر في السير إلى الله هو الباعث ما يبعث الله تعالى به قلب السائر إليه، هِمّة السير إلى الله ما يقذفه الله في القلب، ولعلكم طلبتم الباعث فنلتموه نسأل الله ذلك، ولعلنا بعد نيله حرصنا على تقويته والحفاظ عليه وعلى إجابته، مَرّ معنا بعد ذلك الكلام في أن أول خطوة في مقامات السائرين إلى الله التوبة وتصحيح هذه التوبة وكيف نسلك مسالك التائبين، ثم مَرّ معنا بعد ذلك الحرص على حفظ القلب في أول السير إلى الله في الإلتفات إلى القلب، وأن القلب له منافذ حسية ومنافذ معنوية تتذكرون الكلام عن السمع والبصر واللسان والنطق واللقمة وما تؤثر به، هذه كلها كان الحديث عنها، كما مَرّ معنا في الليالي المباركة التي انقضت في هذا المكان المبارك الحديث عن حفظ القلب من الخواطر خواطر الشر، تتذكرون كيف كنا نتحدث عن تفريقنا بين خاطر الشر وخاطر الخير ميزان الشريعة والإبتداء ومخالفة النفس، كيف نـُميز بين خاطر الخير الذي يأتي من الله إلهاماً، وخاطر الخير الذي يأتي لمة من الملك، وكيف نـُميز بيت خاطر الشر الذي يأتي من الشيطان حتى نفقه كيف ندفعه بالذكر والإستعاذة، خاطر الشر الذي يأتي من النفس الأمارة بالسوء وكيف ندفعه بترويض النفس (نقلل العلف ونكثر العمل)، تتذكرون الخوف من خاطر الاستدراج خاطر الشر الذي يأتي استدراجاً عقوبة من الله وعلاجه سرعة التوبة إلى الله، تتذكرون الحديث الذي مَرّ معنا عن مداخل الشيطان السبعة وكيف نسدها بالإلتجاء إلى الله والذكر، ثم بعد ذلك تتذكرون الحديث عن الالتفات إلى القلب بعد حمايته بإحكام المداخل مداخل الخواطر.. مداخل الجوارح.. أن نلتفت إلى القلب لنحرص على التخلص من أمراض القلوب من معاصي قلوبنا وكان أشدها الكِبَر والحَسَد والرياء وما يتفرع عنها ومَرّ الحديث عن معالجتها..
كما مَرّ معنا الحديث أنـّا مع تطهيرنا لقلوبنا ينبغي أن نحرص أيضاً على طهارة ظاهرنا من النجاسات والقاذورات، الحفاظ على الوضوء كلما أحدثنا، الذكر لله سبحانه وتعالى بعد الوضوء، صلاة سنة الوضوء، تتذكرون الحديث عن تطهير ظاهرنا الحديث عن ضبط أوقاتنا كيف تسير وأن المريد السائر إلى الله أغلى ما يملك أنفاسه [نفس المريد جوهرة لا قيمة لها] أي لا تـُقدّر بقيمة، تتذكرون أنـّا إذا أردنا أن نضبط أوقاتنا كان الحديث أن الحاجة إلى أن نجعل محاور للوقت تنضبط عليها الأوقات وأن محور أوقاتنا هي الفرائض، كيف يكون الحضور مع الله في الصلاة كيف نجيب المؤذن، ثم جاء الحديث عن حاجتنا إلى أن يكون لكل منا رواتب مع الصلوات القبلية والبعدية أيضا صلاة الوتر صلاة الضحى نحافظ عليها نستمر على ذلك، تتذكرون الحديث عن الورد من قراءة القرآن العظيم من الأذكار الواردة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله سلم، نحافظ على الأوراد، ذكرنا لكم ورداً استـُنبط من السُنـّة الورد اللطيف للإمام الحداد، ذكرنا أيضاً في مجالسنا عن حضور القلب مع الله سبحانه وتعالى، ثم تحدثنا عن عددٍ من الأمور التي تلحق ذلك من النظر إلى صلتنا بالخلق من النظر إلى مسألة الرزق والتعامل معها، تحدثنا عن شؤون وشجون تتعلق بسيرنا إلى الباري سبحانه وتعالى، حتى توصلنا بعد ذلك إلى حُسن النظر في معاملتنا للخلق وعدم أخذ الخلق لقلوبنا لتغيبها عن الله سبحانه وتعالى، علمنا أقسام التعامل مع الناس ذكرنا أن هناك من الناس من لابد من حُسن المعاملة معه.. لم نختر أن تكون لنا صلة به، وأن هناك من الناس من كانت لنا نسبة من الإختيار، ومن الناس من اخترنا صحبتهم وكيف نتعامل مع هؤلاء جميعاً..
في هذا المجلس الآن توصلنا إلى خاتمة هذه الليالي المباركة في هذا الجامع المبارك الجامع الأموي الكبير جامع دمشق الذي عبق بأنفاس ساداتنا الصحابة رضي الله عنهم، في هذه الأماكن جلس عبد الله بن مسعود درس، وهنا جلس بلال بن رباح وهنا درّس التابعون الذين أخذوا عنهم، هنا مَرّ سلطان العلماء العِز بن عبد السلام ودرس، وهنا درس الإمام الغزّالي واختلى وألـّف إحياء علوم الدين، هنا جلس صدور المحدثين والفقهاء والأصوليون والمربون هنا شهدت هذه الجدران وجوهاً باتت في دُجى الليل تقوم لله مُناجية مُصلية مُخاطبة له سبحانه وتعالى، وأنتم الجيل الذي ورث هذه المواطن الشريفة وفي كل بلدٍ من بلاد الإسلام توجد أماكن مثل هذه في غير بلاد المسلمين نور الروحانية للمُقبل على الله أكبر وأكبر فـ”ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين” وذاكر الله في الغافلين كالحي بين الميتين ..

كلمة شكر

في خاتمة هذه المجالس نسأل الله عزوجل أن يبارك في جميع من حضر ومن استمع وأن يجزي عنا خير الجزاء الإخوان الذين قاموا على الإنتاج والإخراج أخونا المخرج محمد والشباب الذين عملوا معهم، الأستاذ عمار.. الدكتور محمد يحيى.. وإخواننا الذين سعوا في ترتيب مثل هذا الأمر.. أخونا أشرف وبقية الاخوان، نسأل الله أن يبارك في هذا البلد .. الشام .. بلاد الخير والنور بلاد البركة التي دعا لها الحبيب صلى الله عليه وسلم البلاد التي آوى إليها عمود القرآن عمود الدين، كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أرض الرباط، البلد التي كلما تكررنا عليها وترددنا عليها شهدنا عجائب من صدق قوله صلى الله عليه وسلم وبشارته، وهنا أنا أخاطب من هم يسمعون ويرون من وراء آلات التصوير من وراء الشاشات البلد التي يظلمها الكثير في الحديث عنها نسمع كلاماً كثيراً عن هذه البلد متعلق بالتعامل مع أهل الدين وأهل العلم، جئنا وجدنا المجالس معمورة دروس المشايخ تملأ المساجد حلقات القرآن والحمد لله تملأ المساجد معاهد تعليم الشريعة تملأ المساجد تملأ البلاد أيضاً، هذه البلاد التي لا تزال فيها البركة، أسأل الله أن يبارك بكل من ساهم في الخير وفي كل من أعان عليه أسأل الله أن يبارك في إخواننا في وزارة الأوقاف الذين هيئوا لنا السبيل لتسجيل مثل هذه الحلقات، أسأل الله أن يبارك في ولي أمر هذا البلد ورئيسها وأن يوفقه لما يحب ويرضاه وأن يلهمه من الأعمال ما ينفعه ساعة الوقوف بين يديه وما يعين شعبه على ما هم عليه وأن يهيئ له البطانة الصالحة وسائر من ولاهم الله أمور المسلمين، إخواني البعض يتضايق وقليلا يتحرج من مسألة الدعاء لولاة الأمر، الفـُضيل بن عياض كان يقول [لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها لولي الأمر]، هذا أمر يجب أن نفقهه ونعيشه، نسأل الله أن يوفق أولياء أمور المسلمين للعمل على طاعته على تطبيق كتابه وسُنـّة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يجمع بين قلوبهم في الخير على الخير وأن يبصرهم بما أقامهم الله من ثقل هذه الأمانة وأن يعينهم على ثقلها وحُسن أداءها، أسأل الله أن يبارك في علماء هذا البلد رأيت منهم من الأدب من التواضع، كلكم رأى شيخنا الكبير الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي بتواضعه وجلالة قدره كيف جاء إلى هذا المجلس، كلكم رأى الحفاوة التي نراها من مشايخنا وكبار علماء الشام الذين أحدهم لا يستحق أن يكون الفقير تلميذاً لتلميذ تلميذهم رضي الله عنهم وبارك للمسلمين فيهم وفي سائر علماء المسلمين، توجهوا إلى الله في أن يبارك في علمائنا أن يمد في أعمارهم أن يعينهم على ما أقامهم عليه أن يجمع بين قلوبهم ويوحد صفوفهم، نسأل الله البركة للكبير والصغير في هذا البلد وسائر بلاد المسلمين ..
ننصرف من ختام مجالس أيها المريد

تعالوا بنا في خاتمة هذا المجلس نوجه قلوبنا إلى الله، لكن نريد ننصرف قبل الدعاء بأربع تذكيرات سريعة :
1. الحب : أعظم ما يُعطي الله للقلوب نعمة الحب، اعتنوا بالمحبة أحبوا بعضكم البعض هذا من حب الله وحب رسوله، أحبوا أوطانكم وبلدانكم، أحبوا إخوانكم، أحبوا جيرانكم، أحبوا أصحابكم أحبوا مخالفيكم، وأحبوا لهم الخير، انشروا المحبة فإن المحبة أساس في السير إلى الله .
2. على التناصح فيما بيننا البين..
3. دوام الإلحاح على الله ودوام الدعاء والوقوف ببابه ..
4. تذكروا إخوانكم من المسلمين.. في مشارق الأرض ومغاربها في دعواتكم في توجهاتكم في هذه الليالي الشريفة المباركة.. لكم إخوان في فلسطين يعانون أسأل الله أن يفرج عنهم، في العراق في أفغانستان وفي الصومال وفي البلقان وكم سأعدد وجهة القلوب إلى الله عزوجل عليها المدار والمعوّل، اللهم ارزقنا الصدق يا كريم ..

مسك الختام - الدعاء

الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، اللهم إنا نسالك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك وإمائك نواصينا بيدك ماضٍ فينا حكمك عدل فينا قضاؤك نتوجه إليك في ساعتنا هذه بقلوبنا وألسنتنا وأسماعنا راجين فضلك وإحسانك وجودك وامتنانك، اللهم إنا نسألك أن تقبل هذه المجالس عندك، اللهم اقبل هذه المجالس من المتكلم والسامع والساعي والخادم، اللهم واقبل من الجميع ماوفقتهم إليه، اللهم إن الأعمال مهما كانت إن لم تخلص إلى ساحة القبول فهي هباء منثور، اللهم تقبل منا هذه المجالس واجعل لها قبولاً في السماء ونفعاً في الأرض، اللهم بارك في إخواننا الذين حضروها وترددوا عليها واستمعوا إليها، اللهم اجعلها حجة لنا ولا تجعلها حجة علينا، اللهم اجعلها خالصة لوجهك الكريم، اللهم وما شابها من شائبة رياء أو سمعة أو عجب أو إلتفات إلى الخلق أو نقص أو خطأ أو تقصير أو نسيان فنسألك اللهم أن تعود عليه بعوائد فضلك وإحسانك وجودك وامتنانك، نسألك اللهم أن تنظر إلى هذه المجالس نظرة رضى من حضرتك فإنك إن رضيت عن أمر باركت فيه ووفقت أهله إلى ما تحبه وترضاه، اللهم ارزقنا الإخلاص بالمعاملة..
اللهم ارزقنا اليقين.. اللهم حققنا بحقائق اليقين علمه وعينه وحقه، اللهم إن ذنوبنا كثيرة وأمراض قلوبنا خطيرة وليس لنا رب غيرك نتوجه إليه وليس لنا إله سواك نلجأ إليه، نلجأ إليك وإلى فضلك وإلى إحسانك وإلى جودك وإلى امتنانك أن تنظر إلى قلوبنا نظرة الرضى، اللهم طهر قلوبنا اللهم أصلح قلوبنا اللهم نور قلوبنا اللهم عافي قلوبنا اللهم إن قلوبنا مريضة فاشفها، إلهنا وسيدنا ليس لنا رب غيرك ولا إله سواك فنلجأ إليه، ها نحن الآن بين يديك وحالنا لا يخفى عليك أمرتنا فتركنا ونهيتنا فأتينا وارتكبنا، وعزتك وجلالك ما فعلنا ذلك ولا تركنا ما تركنا استخفافاً بأمرك ولا استهزاءً بأدب نهيك.. كيف وأنت ربنا وإلهنا وسيدنا وخالقنا غير أن أنفسنا الأمارة بالسوء، وها نحن الآن بين يديك ملتجئين إليك راجين فضلك وإحسانك، اللهم تب علينا توبة نصوحا طهرنا بها جسما وقلباً وروحا، اللهم من صحّت نيته في هذه المجالس فاقبل منه ذلك ومن لم تهب للمسيء منا للمحُسن يا كريم، إلهنا وسيدنا إن الأمور بخواتيمها وها نحن في خواتيم هذه المجالس فاجعلها خاتمة رشد يا كريم.
اللهم وإذا حانت ساعة الإنتقال ونادانا مناد الرحيل والزوال فنسألك اللهم أن تحين هذه الساعة علينا وقد أصلحت قلوبنا وقد رزقتنا حسن الإقبال عليك وقد رقيتنا في مراتب المعرفة بك حتي لا تأتي هذه الساعة إلا وقد أشرق على جنبات قلوبنا من أنوار الشوق إليك وصدق محبتك ما نتهيأ به لرضوانك الأكبر ونأمن به مما نخاف ونحذر، اللهم فإذا حانت الساعة فخفف عنا سكرات الموت اللهم خفف عنا سكرات الموت واجعل ملك الموت بقبض أرواحنا شفيقاً رحيما، اللهم وإذا استـُلت الروح عن الجسد فعلى لا إله إلا الله محمد رسول الله، وإذا أوينا إلى القبور فارحم غربتنا ووحشتنا وذلتنا، وثبتنا عند السؤال واجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، واجعل بيننا وبين غضبك وسخطك وقاية من رحمتك وجُنة، اللهم وإذا جاء يوم الحشر والنشر، ونفخ النافخ في الصور مرة ثانية فجٌمعنا وجميع الخلائق فتحت ظل عرشك، اللهم تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظله، اللهم وعلى حوض نبيك فاجمعنا أجمعين واسقنا من حوضه صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.





ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ









آخر مواضيعي

0 نجَاحُكَ..ظِلٌّ لإدراككَ وعَزيمَتكَ....
0 اسرار مثلث برمودا والتنين من القران والسنه ..
0 صورة رسمه طفل ابكت أمه دما!!
0 انتبهي على بشرتكـ..من الكمبيوتر...
0 فوائد ماء الورد..
0 كيف تستطيع النوم بسرعه...
0 البَحْرُ أُسْطُورَةٌ زَرْقَاءٌ ..
0 الصّلاة.. بين الأداء والتأمّل:..
0 هذا الموضوع مُكرر و يجب حذفه ..
0 عظمة الله .. سبحان الله ..

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المريخ, الحبيب, الجفري, ايها, سلسلة, على

« كن داعيا الى الله عبر توقيعك الدعوي | يوم القيامة مدعم بالصور . اتعظ يا غافل !!!! ؟؟؟ »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور جمال شروق الشمس على كوكب المريخ **وفية دفاتر** الصــــــــــور 8 23-06-2009 20:55
الحلقات الكاملة من سلسلة عمرو خالد: على خطى الحبيب ThESeRiOuSRinG دفــتــر المواعظ والرقائق 1 24-04-2009 22:11
الرجال من المريخ ... النساء من الزهر ة... ليلى81 دفاتر عالم المرأة 4 25-01-2009 16:52
محاضرات رائعة للشيخ الحبيب علي الجفري عفوا دفاتر المواضيع الإسلامية 7 23-12-2008 09:56


الساعة الآن 21:03


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة