تأجج الخلافات بين اولمرت وباراك.. والمخابرات تؤكد ان حماس ما زالت تحافظ على قوتها

[abou âya]

الناصرة ـ 'القدس العربي' من زهير اندراوس: تتواصل الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، فيما يرى المحللون في إسرائيل أنّ زيارة رئيس الطاقم الأمني والسياسي عاموس غلعاد إلى القاهرة اليوم ستكون حاسمة جداً، لأنّ المصريين سيبلغونه بتحفظات حركة حماس على المبادرة المصرية.
وتأتي هذه الزيارة في ظل اتساع الهوة في المواقف بين رئيس الوزراء ايهود اولمرت وبين وزير الأمن ايهود باراك، حيث بلغ التوتر القائم بين اولمرت وباراك مرحلة جديدة.
وقال المعلق السياسي الإسرائيلي في القناة العاشرة التجارية، رفيف دروكر، إن الحرب الدائرة بين الرجلين تفوق الحرب الدائرة في غزة، وفي هذه الظروف يصل رئيس الطاقم الأمني والسياسي في وزارة الأمن الإسرائيلية، الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد إلى القاهرة الخميس لبحث المبادرة المصرية لإنهاء الحرب على غزة.
واتهم أولمرت باراك بأنه تصريحاته أضعفت الموقف الإسرائيلي ودفعت حماس لتشديد مواقفها. هذا ورفض وزير الأمن باراك الرد على الاتهامات واكتفى الناطق بلسانه بالقول إنّه لن ينجر وراء هذه الاتهامات ولن يرد عليها، حسب تعبيره.
علاوة على ذلك، اتهم مقربو أولمرت باراك بأنّه سبب أضراراً للجهود السياسية لتحقيق أهداف الحرب. وقالوا إن تصريحات باراك منحت حماس حقنة حيوية. وأضافوا أن تصريحات باراك بأن العملية استنفدت ذاتها هي أيضا خرق للاتفاق الذي اتخذ في المطبخ السياسي يوم الاثنين بالمحافظة على تعتيم حول أهداف الحرب وتقدمها. ويعتقد باراك، بموجب المصادر الإسرائيلية، أن إسرائيل حققت الردع المطلوب وأن الاستمرار في العمليات قد يبدد الإنجازات.
ويدفع باتجاه الاستجابة للمبادرة المصرية إذا أعرب المصريون عن استعدادهم للمشاركة في بناء آلية لوقف تهريب السلاح عن طريق محور فيلاديلفيا (صلاح الدين). من ناحيتها ترى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أنّه يجب وقف الحرب في اللحظة التي تقتنع إسرائيل بأنها حققت أهدافها دون علاقة للمبادرات السياسية. ويرى أولمرت أنّه يجب الاستمرار بالحرب وإظهار عزم على مواصلتها بالتوازي مع الجهود السياسية، وبذلك يتواصل الضغط على حماس لابتزاز شروط أفضل لوقف إطلاق النار. وقال المحلل السياسي المعروف شيمعون شيفر في صحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ أولمرت عرض في اجتماع المطبخ السياسي يوم أمس معلومات سرية تؤكد بأن تصريحات باراك بأن العملية استنفدت ذاتها ويجب التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري دفعت حركة حماس إلى تشديد مواقفها.
على صلة بما سلف، وبعد مرور ثلاثة أسابيع على بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، بيّن استطلاع للرأي العام نشرته الخميس صحيفة 'هآرتس' العبرية أن 78 بالمائة من الإسرائيليين يعتقدون أنّ الحملة ناجحة، بمعنى أخر قالت الصحيفة إن جميع المواطنين اليهود في الدولة العبرية يؤيدون الحملة ويعتبرونها ناجحة، إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ نسبة العرب في إسرائيل تصل إلى نحو عشرين بالمائة. ويظهر الاستطلاع أيضاً أنّه لو جرت الانتخابات العامة اليوم في إسرائيل لكان بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود المعارض قد فاز في الانتخابات وباستطاعته تشكيل حكومة ولكنّ التشكيلة معقدة ومركبة ولن تكون طويلة الأمد، على حد تعبير معد الاستطلاع البروفيسور كميل فوكس، من قسم الإحصائيات في جامعة تل أبيب، ولفت البروفيسور فوكس إلى أن ثلث الإسرائيليين لم يقرروا بعد لأي حزب سيصوتون في الانتخابات، إذ أن هؤلاء ينتظرون بفارغ الصبر ترجمة الانتصار في أرض المعركة إلى إنجازات سياسية خصوصاً، وزير الأمن ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
وكتبت الصحيفة أنه على الرغم من الصور القادمة من قطاع غزة من قتل أطفال ومدنيين وهدم البيوت فإن 82 من الإسرائيليين يعتقدون أنّ الدولة العبرية لم تبالغ في عمليتها العسكرية، الأمر الذي يدلل على أنّ جميع المواطنين اليهود في إسرائيل يدعمون دعماً مطلقاً عمليات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى الخميس إنّ حركة حماس بدأت تفهم ان القتال أمام الجيش الإسرائيلي ليس ملائماً وليس مربحاً، وتشمل هذه التقديرات الإسرائيلية القادة العسكريين في الميدان وحتى أعلى الهرم السياسي في القيادة السياسية للحركة، على حد تعبيرها.
وأكدت المصادر عينها أنّ حركة حماس تلقت ضربة مؤلمة وموجعة للغاية لم يتلقاها أيّ تنظيم فلسطيني من الدولة العبرية منذ عشرات السنين، وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإنّه على الرغم من الضربة المميتة التي تلقتها حركة حماس، فلا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن أن الحركة تحطمت عسكرياً وسياسياً، لافتة إلى أنّ الضربة التي تلقتها حماس قد أثرت على العديد من الدول والقوى في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً إيران ومنظمة حزب الله اللبنانية.
وتابعت المصادر ذاتها قائلة أن الجيش الإسرائيلي يحضر نفسه لليوم التالي، أي بعد توقف الحرب على غزة، وتشير التقديرات إلى أنّ قوة الردع الإسرائيلية التي تآكلت بعض الشيء في السنوات الأخيرة أمام حركة حماس قد عادت إلى ما كانت عليه، وباتت حركة حماس تحسب حساباً كبيراً لرد الفعل الإسرائيلي في حال قيامها بمحاولة تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية. وتؤكد التقديرات الإسرائيلية الرسمية أنّ حركة حماس لن تعمل ضد المنطق الذي فرضته الحرب على غزة، وبالتالي فإنّ الجيش أعد خططاً عرضها على المستوى السياسي لإقرارها، وهي تشمل ردود الفعل الإسرائيلية على تجاوزات حماس بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار.
إلى ذلك، رأى المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة 'معاريف'، أمير بوحبوط، أنّه على الرغم من الضربة التي تلقتها حركة حماس من الجيش فقد أثبتت للعالم أنّها راهنت، وأنّها ربحت الرهان، وأضاف أنّ قبولها المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار مع تحفظات كان هدفه توجيه رسالة للشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية بأنّها لا تستعجل وقف إطلاق النار، ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن المؤتمر الصحافي الذي عقدته الحركة في القاهرة يوم أمس أكد للمرة الألف أن قادة حماس لم يتنازلوا قيد أنملة عن مواقفهم الإستراتيجية، بل أنّهم غيّروا شكلياً وتكتيكياً من مواقفهم، وخلص المحلل إلى القول إنّه على الرغم من أنّ اتفاق وقف إطلاق النار بات وشيكاً جداً، إلا أنّ حماس ما زالت تمتلك القوة العسكرية، وتابع أنّ إسرائيل ستلتقي بعد فترة بحماس مرة أخرى، ولكنّ المرة القادمة ستكون حماس أقوى بكثير مما كانت

[harooun]

اللهم انصرنا على الصهاينة واعوانهم ... اللهم فك اسر اخواننا في غزة و اشفى مريضهم و اكشف كربتهم اللهم بدل خوفهم امنا يا ذا الجلال و العزة