من قصص المعلمين.. - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية tijani
tijani
:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 27 - 3 - 2008
المشاركات: 1,512
معدل تقييم المستوى: 350
tijani في تميز متزايدtijani في تميز متزايدtijani في تميز متزايدtijani في تميز متزايد
tijani غير متواجد حالياً
نشاط [ tijani ]
قوة السمعة:350
قديم 12-12-2008, 22:19 المشاركة 1   
افتراضي من قصص المعلمين..

إخواني الدفاتريين ، منذ مدة وأنا أحلم بجمع كل القصص في صفحة واحة، بشرط أن تكون أولا: جيدة .. معبرا عنها تعبيرا فنيا .. وخالية من الأخطاء ، وثانيا: أن تتناول بعض مشاكل التعليم وتعالج بعض صعوبات عيش المدرسين هنا أو هناك .. وقد ارتأيت اليوم جمع هذه الباقة الجميلة ، مع إضافة نصين آخرين لهما علاقة بالتعليم ومشاكل التعليم أخذتهما من موقع inanasite.com ، فالحكمة ضالة المؤمن، طبعا في انتظار قصص أخرى من أساتذة آخرين ...فلا أراهم إلا قادرين متمكنين...
رجائي كبير في أن يتفضل الأستاذ محضار لتثبيت هذه الصفحة لأهميتها
ورجائي كبير في أن يعمل كل من يهمه الأمر ، بنسخ هذه الصفحة عنده ..من يدري ؟ قد يحدث عطب تقني فيتبخر كل شيء..
وأملي كبير في أن يكون هذا العمل ، حافزا قويا لباقي الأقلام للإتيان بالأفضل والمزيد ..
وحلمي شديد وعظيم ، في أن نجتمع يوما ..في سنة ما ..فنتعاون على طبع مجموعة قصصية واقعية تكون من إمضاء رجال التعليم الابتدائي..
بالتوفيق ...
ستجدون كل القصص الجديدة المضافة في اول الصفحة.
أخوكم التجاني

-----------------------------------

الســــوق الأسبــــوعــــي

يوم مطير،زخاته أنعشت ما تحت قشات جافة، أفئدة انتفضت نبضاتها معلنة تنفس صبح جديد، وتربة شقت عن صدرها أزرار صفحة لرسم أخاديد، إيذانا بالسماح لبلل بالمرور لإرواء عطش دام سنوات، علها تستعيد حياة مشرقة ماضية، وأذرع شمرت عن سواعدها ترقبا لإعطاء انطلاق عملية تويزة. ونساء تعالت زغاريدهن بمقدم ضيف عزيز اختار لنفسه النأي لسنوات، انتقاما من البشر والشجر والحجر..
يوم ليس كسائر الأيام، إنه يوم السوق الأسبوعي، يوم التجمع واللقاء، والتسوق والتبضع، يوم قضاء الحاجات والإحتياجات..يقصده سكان الدواوير زرافات وأفرادا، راكبين و راجلين، ترصدهم الأعين وهم منحدرون من مسارب بين التلال، وسائرون بين السهول والهضاب كمحاربين موزعين لإيهام عدو مرتقب بقلة عددهم..
إنه بالجملة يوم متفرد ومتميز وذو خصوصيات. فهم يعتبرونه يوم غير عاد، باعتباره يوم اقتناء الزاد، وبيع وشراء المواشي في المزاد. يوم الأعراس والأفراح..يوم تسجيل أطفال في سن التمدرس، يوم التلقيح ضد أمراض، يوم الحملات الانتخابية والإعلانات، يوم كتابة عقود القران وعقود..
معلم الدوار حار في أمره، بعد أن تدارك أن الوقت قد خانه لالتحاقه بالزمرة القاصدة السوق. والطقس الممطر، والجو المكفهر ساهما في إشاعة الدجى وتمطيطه..وانعدام ضجيج التلاميذ المتعود عليه وصخبهم كل صباح باعتباره يوم آخر الأسبوع..كل ذلك جعله يخلف الموعد في اقتناص من يرافقه إلى السوق من أهل الدوار. ضرب أخماسا في أسداس، وأطلق العنان لبصره للقيام بمسح المنطقة لرصد شيء ما يدب، للأسف. لم تلتقط آلتاه البصرية شيئا يذكر، عدا سماعه لزخات مطرية ممزوجة بهدير محرك ينبعث من بعيد، نتج عنه سمفونية إيقاعية تنم عن لحن جميل لأغنية مرتقبة. أصاخ السمع من جديد، وعلت محياه بسمة انفراج تطبعها نفحة فرح، علــه استشعر إقبال من سينقله إلى الســوق.
الأمطار تعزف إيقاعا صامتا بفعل انفتاح التربة لأحضانها، منتشية بالرواء. وحفيف ريح باردة تنفثها جهة الشرق تجعل كل ما يدب يتقوقع على نفسه منشدا الدفء ، وصوت محرك يرتفع هديره ينبي بمقدم آلة ميكانيكية تحصد الأميال...
ما أجمل وجودك بمنطقة عذراء تختبر فيها حواسك، لتعيد ترتيب أوراق انتمائك للإنسانية، وتعيد قراءة فلسفــة الوجود التي أسالت مداد أقلام كبار المفكرين والفلاسفة، القدماء والمحدثين، العرب منهم والعجم..هي فعلا لحظة للتأمل.
تأمل الذات ،تأمل الوجود ، تأمل الكــون..فمقولة الفيلسوف الفرنسي ديكارت: < أنا أفكر إذن أنا موجود> أكيد أصدرها في وضعية مشابهة لوضعيتي، حيث الإحساس بقيمة الشيء، والبحث عن مكامنه. وبالتالي الوجود في وضعية- مشكلة تخول طرح أسئلة، والأسئلة تتطلب أجوبة ، وفي دينامية طرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة، يكمن الإحساس بالوجود والتواجد..وأنا مسترسل في فلسفة التفلسف، توقفت شاحنة بمجرد ملمحي بمحاذاة كدية، بعدما لوحت لها من بعيد. هرولت اتجاهها وزخات المطر تتوالى في السقوط. توجهت صوب نافذة السائق، باغتني بالتحية قائلا: السلام عليكم آلفقيه. غادي لســوق أولا ؟.
رددت عليه التحية بأحسن منها، وأجبته بنعم، لاح جهة يمينه بنظرة حيث كانت تجلس امرأتان، معبرا بصمت عن موقف حرج. فككت حرجه قبل أن يرتد له طرفه قائلا : سأصعد ظهر الشاحنة إن كان ممكنا؟. انفكت سريرته بابتسامة ثعلبية قائلا : < آلفقيه راه لفوك كاين ثور غادي نبيعو فالسوق ؟>.أجبته لا يهم سأرافق الثور إن قبلت ؟. ضحك وقال : توكل عالله آلفقيه.
صعدت ظهر الشاحنة..وكلي أمل في الوصول إلى السوق، والتواجد فيه لأتسوق الزاد، وأتسوق الأخبار، وألتقي الرفاق والزملاء والأصدقاء..الثور استفزه وجودي، اقتحمت عليه خلوته، رفع رأسه متطلعاإلى هذه الخلقة الغريبة التي تختلف عنه. استنشق واستنثر ، خفض رأسه. إذاك استرجعت شريط محاربة الثيران الذي تعرفه حلبات الإسبان، وذلك عندما يخفض الثور رأسه إيذانا بالقرنين للإنطلاق والإنغراز في بطن من البطون. استبقت الهجوم بهجوم، فأمسكت بقرنيه. زلت قدمي في روثـــه. ضحك وقهقه وشخــر. لم أعره اهتماما، بل ازددت تمسكا بقرنيه تجنبا للغدر. بعدها انتصبت قائما ، وأنا في حوار معه بالعينين، ازدادت وتيرة التساقطات المطرية، مما جعل الشاحنة تمارس عملية رسم الثمانية بعجلاتها في الطين، مما صعب مأمورية الســائق. وأنا والثور نرقص رقصة الباليــه، نتزحلــق يمنة ويســرة بفعل امتزاج الروث بالماء، عند كل منعرج، وعند كل دارة..وتمسكي بقرني الثورأنســاني كل معيقات الرحلة.
كم قضينا من وقت طويل للوصول إلى الســوق ؟ معظمه تبدد في الخروج من الدوار إلى الطريق المعبدة. ولما وصلنا إلى السوق وجدناه قد انفض..!




إمضاء : عبد الكريم القيشوري

------------------------------


تدروين ، ترى ماذا تبقى منهافي ذاكرتي ؟ لحظات حالمة عشتها بين النخيل ، لحظات مفعمة برائحة الوادي و انا جالس ، رجلي في الماء و العينان تبحران في كتاب ، يشملك الاخضرار،تطير الذاكرة ،تطير حتى يتجلى أمامك الوادي كثعبان أخضر غائرفي تضاريس وجه صخري .
تتجاوب الأصوات بين الواجهتين الصخريتين للوادي ، يتشتت صدى الزغاريد يتقاذفه النخيل و الصخور،يتملكك إحساس و أنت غارق وسط النخيل ، كأنك المتنبي في شعب بوان،غريب الوجه و الكف و اللسان ،تأتيك الأصوات تتهادى كأنها تأتي من بئرسحيق ، كل صباح تتجاوب مواويل أمازيغية بين ضفتي الوادي ، تبدأ هذه لترد تلك في مسرح احتفالي للنخيل.


تكدسنا في سيارة من نوع"ترنزيت "، كناأكثر من عشرين معلما و بدأت تنهب الطريق نهبا ، كانت تفوربهدير من الأصوات كل يحكي عن مدينته ، كان البلد كله منحشرا في هذا الجسمالحديدي المتهالك ، بعد ان اجتاز الحواجز الأمنية ، ووضع في يد الشرطي قهوته المعلومة .
بدأت معالم تارودانت تغيب وراء الأفق وكان آخر معلم ودعناه محطة تزويد الوقود ، يتراءى لنا الجبل من بعيد كسراب في الصحراء ، امتد الطريق المعبد امتداد الصراط ، كل يخاف أن يتخطف من جانبه ، عالم غامض ، و الجسم الحديدي منجذب نحو الجبل كمغناطيس ، كان البعض منخرطا في أحاديث ثنائية ، و البعض ساكن يتملى مصيره ،و يختلس بين الفينة و الأخرى نظرات حرى عبر الواجهة الزجاجيةإلى الجانبين ،كمن يبحث عن شيء فقده .

بدأ السراب ينساب عن وجهالجبل العجوزانسياب الرمل عن وجه عملة قديمة ، و الجسم الحديدي يتهادى يمنةو يسرةينوء بما تكدس داخله و فوقه من كتل بشرية و بضائع ، يصدر صريرا منكلجانب ، يزفر زفير ثور هائج .
ملامح الوجه العجوز الجاثم أمامنا تزداد وضوحا ، بدأ يفغر فاه استعدادا لابتلاع الجسم الحديدي المتهادي أمامه ، الذي بدأت تخف سرعته إلى أن استدار..
وادي "أرغن" تـنـين غارق في الجبال،خرست الأصوات التي كانت تهدر داخل السيارة ، جالت الأعين في الأرجاء،تناثرت شجيرات الأركان متسلقة سفوح الوادي ، الطبيعة اكتست حلة من رماد،بين الفينة و الأخرى يلوح " دوار " متشبث بالصخور ،تحجرت الكلمات على شفاهنا ، و استحالت الأفكار حمما حرى تنبعث مع كل زفير .
ابتلعنا التـنين ، غبنا في أحشائه،كان الصيف يلفظ آخر أنفاسه ، و بين الفينة و الأخرى تهب نسمات " سبتمبر " الحارة تدفع معها نباتات وحشية تتكدس على جنبات الطريق المتربة ، خضنافي بحر منخراب ، ابتلعتنا الحجارة و اكتسينا بالتراب ، السيارة تزفروسط غمامة من غبار،
جئنا لنغير العالم ، نمتشق سيوفا من نور ، حقائبنا ملأى بآمال عراض ، " كولومبس " يزيح الستار عن عالمها الجديد ، يا جبال أوبي معنا و رددي نشيد الفتح من جديد ، فتستحيل الرسالة في قلوبنا إلى رماد ، والسيوف إلى خشب ، و تناثرت الحروف شظايا من صخور.

قام فينا الرغيف خطيبا : " يامعشرالجياع ، النازحين من كل قاع ، الجبال أمامكم ، و البطالة وراءكم،و ليس لي و لكم إلا ما اخترتم "
رفعنا راية الاستسلام ، وأحرقنا مراكب الرجوع ، و خرست الدمعة في الأحداق

إمضاء : أبو حسام الهواري

--------------------------------------------------


المهمة


وصلت أولوز... قرية بعثت من عهد سحيق... سحنات من عهد عاد... لا تعرف للزمن معنى... ملقاة في هذا المكان السحيق، تطارد الحلم صبحا وظهيرة... تتأمل بفضول، وسؤال سيارات النقل الجبلية، الآتية من جميع الجهات...

قذفت بي سيارة الأجرة القروية بهذا المكان... أحسست بوحشة كبيرة،ورهبة لا توصف...وشعرت أنني خارج الزمان...
ساعتها تذكرت أغنية ناس الغيوان:
<< همي، وهم ناسي..
هدم ساسي
راه القلب تحطم من جروح تقاسي
رحلت ريحي شكون يواسي
صبري ما يصبرو جمل خماسي
صبري عليل
في رضاعتي شاب راسي
همي ما يحملوه سفون لمراسي>>...
وأحسست أن الزمان يتمدد أمامي طويلا، وبأنني بلا مستقر هنا...
عرفت أن الظهر قد حل... ولم أعرف مقصدي بعد... سألت صاحب طاكسي عن النقل المتوجه إلى توبقال... فأرشدني إلى ترانزيتات واقفة قرب باب المسجد، وطلب مني السؤال عن شخص يدعى( عبد الله بن يزي)..
ملامحي تظهر أنني خارج من عصر البرامكة... وأنني ألج هذا المكان الأسطوري لأول مرة... تركت بوصلتي للظروف...
وما إن تعرفت إلى عبد الله حتى أمطرني بخمسين سؤالا، أو أكثر... أخذ محفظتي ودسها بين ركام من البضائع، وأكياس الدقيق، والبراميل البلاستيكية، ثم طلب مني ولوج الترانزيت..
كانت دهشتي كبيرة، حينما وجدتني وجها لوجه مع عجل صغير، وعنزة سوداء... الرائحة تكاد تخنقني... لم افهم ماذا يدور من كلام... الكل يتكلم الأمازيغية، إلا أنا القادم من حيطان المدينة..
ما إن تحركت الترانزيت حتى كادت مصاريني تخرج من بلعومي.. كانت الترانزيت ممتلئة،وسطحها استقله أطياف آدميين.. إنها آخر سيارة أجرة تنتقل من أولوز وجهة توبقال... مع امتداد الطريق في عمق الجبل ، بدأت أشعر ببرودة تتلبسني، وغربة تخنقني...
بدأنا نخترق جبل الأطلس الكبير... مسالك تركها المستعمر، وبعض باشوات مراكش الذين نعموا بالنزاهات في هذه الأحراش...
نزلنا من الترانزيت مرات عديدة... ما نكاد نصل منعرجا، أو واديا وعرا حتى يصيح السائق عبد الله بن يزي:<< تَنْقَاصْتْ، تنقاصت>>... فننزل لنقطع مسافة راجلين، ودخان الترانزيت، وغبار الطريق يغازل عينينا، وخياشيمنا...
حل الظلام، ولم أصل بعد... سبع ساعات وأنا أهتز داخل الترانزيت... دوار برأسي، رغبة في التقيؤ.. حذائي ابتل ببول العجل...
وصلت أسراك... أسراك سوق أسبوعي مغلق.. به بعض دكاكين لا تفتح إلا يوم السوق... السبت يوم السوق...وقيادة، ومؤسسة تعليمية وبعض السكنايات...
ظلام دامس، لم اعرف أين اتجه..أفكار سوداء متلاحقة تتوارد أمامي... ثورة ن وسخط عارمان يركبان لساني.... ماذا جئت أفعل هنا... ساعتها زلزلتني مقولة الماريشال ليوطي:<< المغرب النافع والمغرب غير النافع>>.
حددت موقعي، فعرفت أنني في هذه اللحظة لا منتم.. خارج كل قانون الانتماء... وتيقنت أنني برؤوس مدببة لا تصلح لشيء... وأن المرآة التي كنت أشاهد منها / وفيها نفسي، مرآة خادعة، وانعكاساتها كاذبة... خاصة عندما وجدت هاتفي النقال خارج التغطية، والذي لم يعد يصلح لشيء إلا تحويله إلى ساعة منبهة.
وأنا في حيرتي، وإذا بضوء مصباح يدوي يسلط على وجهي، وصوت يصيح بي فيه لكنة أمازيغية لذيذة...
- هل أنت مدرس، أم مدير جديد؟...
كان الصوت كمن أيقظني من رقادي... رجل في الخمسين من عمره، يشبه في هيئته وملامحه موحا والحسين، الفنان الخنيفري الشهير...
كان بمثابة حبل النجاة يلقى لغريق تبتلعه الأمواج العاتية.
آه... عندما وضعت راسي على المخدة.. داخل فراش وثير أعده لي مدير المؤسسة... تيقنت أن الجدران المركزية السميكة كم تخفي من حقيقة...
في الصباح، بعد إفطار بزيت الأركان والتنورت ، والشاي الساخن، دخلت القاعة المخصصة للاجتماع مع المدرسين... فوجئت أنني أقف أمام بقايا جيش منهزم: مدرسات في عمر الزهور تبدو على محياهن التعاسة، والشكوى، والألم.. ومدرسين تاهت البهجة عن محياهم.. لم اعرف ماذا سأقول لهم، وأنا الذي أقف أمامهم ببذلتي الجديدة، وأربتي السوداء، وحذائي الملمع...
كان داخلي يبكي... هدهدني بل هزني منظرهم من كل جانب... فقررت أن أنسى الرسميات، وأن أعود أدراجي دون أن أقوم بأية مهمة... فلعنة الله على مهمتي...






الاستاذ : محمد داني


يوم من الايام




حين فتح النافذةللفضاء لقتل الوقت ربما كان الليل يجيل بصره في الغرفة , كالمعتاد أطلق زفرة عميقةوازداد شعوره بالقرف لأن محتويات الغرفة أخذت حالة من الفوضى. جرائد ,جذاذات,أطباق وصراصير ميتة ويابسة, وانتبه .كانت السيجارة قد أحرقت أصبعيه.

وهناك على حافةالسرير المترهل وجد نفسه وحيدا ينظر إلى فردتي صباطه المغبرتين من فعل سباقهما مع المسافات اليومية إلى الفرعية المنتصبة على هامش تركيبة من البيوت الطينية .

أحس بعنف في دماغه .أشعل سيجارة,تنفس دخانها بعصبية .امتدت يده النحيلة إلى كوب شاي. رشف منه دكه. شعر ببرودة تسري في قفصه الصدري.ثم انقدف إلى الخارج في اتجاه مخدع للهاتف...مازال معطلا ككل الأشياء هنا...
ـ تفو يا لطيف ـ وقفل راجعا إلى غرفته ليتمدد على سريره الذي يتآخى معه.
أخذته سهوه عابرة ...ورأى جسده المتآكل...ينتظر حافلة أو عربة قد تأتي أو لاتأتي... يقتني جريدته المفضلةالتي يعرفها من بهوها الأحمر. يجلس في المقهى ..يطلب قهوته...يلوك لغةالطباشير..يدردش..ويتذكر أيام الجنوب وسفوح الأطلس الصغير
كل الصور كانت حية...
وأيقظته دقات المنبه . يفرك عينيه..يحملق في الساعة . كانت السابعة صباحا...
عندما أصبح الصباح. تأبط محفظته الجلدية المحشوة بالجذاذات والتوازيع السنوية والشهرية...وانسحب من غرفته ليسابق المسافات..كما يسابقها من سنوات..ودخل الفصل ..
وقبل التمهيد .تذكر أنه ترك باب غرفته مفتوحا على مصراعيه.







محمد معتصم

قاص من المغرب








عندما تطول المسافات




عيناه الصغيرتان شاردتان، ووجهه كتلة من غضب وهو جالس فوق تلك الصخرة التي تدحرجت من فوق الجبل إلى جانب شجرة غطتها بظلالها على ضفة الطريق الملتوية .كلما سمع صوت سيارة أو شاحنة عابرة من بعيد التفت فجأة وكأنه استيقظ مفزوعا .يقف وبيديه النحيلتين يلوح بشدة راجيا وقوفها.

لا جدوى من التلويح، لم يأبه به أحد، رجع إلى مكانه، لكن هذه المرة مستلقيا يتوسد حقيبته، والنوم يداعب أجفانه.

لم يشأ النوم فأخرج من حقيبته البالية كتابا، لم يقرأ فيه إلا بضعة أسطر فوضعه ساخطا، رفع عينيه إلى السماء راجيا الله سبحانه أن يخرجه من محنته التي رمته الأقدار إليها.







بعد برهة من الشرود سمع صوت شاحنة ثم التفت فتراءت له من بعيد على طول الطريق الضيقة التي يندر بها مرور السيارات، وقف ولوح بشدة ، مرت الشاحنة ثم توقفت بعد أن كاد يرجع إلى مكانه، ظهرت على وجهه ارتسامة فرح خفيفة ، جرى نحو الشاحنة ثم فتح بابها وصعد، تحركت الشاحنة، بادر صاحبها بالتحية، ردها عليه وقال:

ـ أراك متعبا إلى أين أنت ذاهب يا...

ـ محمد،وأود أن تأخذني في طريقك إلى دوار" أولاد عَمّارَة"
ـ سنصل إليه بعد نصف ساعة ان شاء الله.
عمَّ صمت لم يخدشه إلا هدير المحرك. أخرج السائق سيجارة قد اعوجت في جيبه، وضعها بين شفتيه وأشعلها في صمت.







فتح محمد عينيه بعد غفوة خفيفة، أوقف السائق الشاحنة بعد أن كاد يطلب منه ذلك.

نزل وبيده حقيبته، مشى فوق طريق صاعدة بعض الشيء. تكسوها رمال وحجارة قد تآكل حذاؤه البالي من كثرة المشي عليها .الشمس العمودية حارقة، بدأ يلهث فبيته يوجد بأعلى الهضبة بالقرب من بعض المنازل المعدودة ومسجد صغير.

فراغ.. وصمت غريب إلا بعض النباح الذي يسمع من بعيد.سمع آذان الظهر وهو يفتح باب غرفته الخشبي ... دخل.







استلقى فوق حصيرته المتآكلة دون أن ينزع حذاءه، أحس بتعب شديد، تذكر بعض الأوقات التي قضاها إلى جانب والديه وخطيبته ، بنت الجيران التي حالت ظروفه المادية دون زواجه بها.

بعد برهة نظر في ساعته، لقد حان الوقت للذهاب، لملم بعض الأوراق في محفظته الصغيرة ثم خرج. هرول وسط تلك الأعشاب الشوكية التي تراكمت على جانبي الطريق الرملي.

فتح الباب ودخل .
دخلوا وراءه وصياحهم يتعالى .
أمرهم بالجلوس والسكوت بصوت يعبر عن تعب وغضب شديدين، كتب تاريخ اليوم بعد أن وضع محفظته فوق المكتب المغبر.








هلالي



--------------------------------------




ليلة مخيفة



بدأ ضوء الشمس يتلاشى، و زحف الظلام الى غرفتنا مبتدئا بركبتين قد نخرهما صقيع الشتاء و سهر الليالي ، تعذرت علي قراءة السطورالضيقة للكتاب الذي أطالع فيه ، قمت بتثاقل لاشعال فتيلة قارورة الغاز الصغيرة ،لشدما كنت انغمس فى القراءة ناسية المكان و الزمان و حتى الأشخاص ، التعب الشديد لم يترك لنا مجالا كبيرا للسهر ، إذ سرعان ما أعلنت صديقتي رغبتها في النوم، ولتغيظني كما أغظتها بالإنشغال عنها بالمطالعة فقد أشعلت مذياعها الصغير وهي تعرف أنه يطرد عني النوم،بعد جهد في الطلب أخرست المذياع . حشرت جسمي المهلوك بين طبقات فراشي بعد ان أطفأت قارورة الغاز الصغيرة وأحضرت الشمعة وعلبة أعواد الكبريت ووضعتهما فوق المائدة التي تتوسط فراشينا. بجهد جهيد تخلصت من التفكير في أحداث النهار ومشاكل التلاميذ ، أخذت أستظهر بعض الآيات القرآنية ودعاء النوم،تفاديا للحشرات الزاحفة ليلا تناهى إلى أسماعي الصوت المنتظم لأنفاس صديقتي والتي تدل على استغراقها في النوم ،شعرت بالحسرة على نفسي ..لا أدري كم غفوت عندما صحوت على صوت سعاد وهي تسأل عن الشمعة وعود الثقاب ،قفزت منتصبة و بادرت بإشعال الشمعة وأنا كلي يقين بأنها لن تستيقظ لسبب بسيط :ماذا هناك؟ ما الذي أيقظك؟ سألت وأنا أبحث بعيني الحمراوين بين ثنايا فراشها عن جواب لسؤالي، واصلت صديقتي البحث وهي تجيب:شيئ ما قد جال على وجهي.... شيء خشن وكأنه...لم أرد أن أعرف ،عدت وسألت: وكأنه ماذا ؟ أمسكت الشمعة بيدين مرتعشتين ،بينما واصلت هي البحث عن هذا المتطفل الذي سمح لنفسه بإيقاظها في عز نومها ،فيما تأكدت أن النوم الذي حن على حالي قبل قليل قد أزعجه هذا الحدث وسيغادر بدون رجعة.

أمسكت صديقتي الحشرة وكانت عنكبوتا ضخما أصفر يغطي رجله شعر بني رقيق وكانت تسميه بعقرب الريح والمشهور عنه بأن لسعته أسم من لسعة العقرب. قتلته صديقتي الشجاعة ورمت به بعيدا عن الفراش، لزمت الصمت وأنا أنظر إلى ذلك العنكبوت وكان فعلا كبير الحجم، مخيف الشكل، بشع المنظر، مقززا.. يا إلاهي ! إنني أكره العناكب . عادت صديقتي للنوم وكأن شيئا لم يحدث،رجوتها بأن أشعل الفتيلة لأن نورها أكثر من الشمعة فنظرت إلي في غضب وكأنني أريد القيام بجريمة شنعاء، اكتفيت بالشمعة لتؤنس وحدتي استلقيت على ظهري ونظراتي تتحسس سقف الغرفة وهو عبارة عن دعائم خشبية وطين وقش كانت السحالي الصغيرة تسكن هذ السقف المفصل شقوقا جاهزة لأنواع الحشرات... أنظر إلى سعاد وأغبطها على تحررها من هذا الخوف الذي يلازمني منذ نعومة أظافري، ويشدد عليّ الخناق هنا في هذه الجزيرة النائية المحاطة بهذه البحار العالية من جبال الأطلس الشاهقة ،فجأة بدأت أسمع ضجيجا في المطبخ الذي لا يبعد إلا بسنتمترات قليلة عن قدمي، أسرعت بإيقاظ سعاد التي طفقت تسب وتصيح : هل هو عنكبوت آخر أم انه عقرب؟ رجوتها أن تسكت لتسمع الصوت المنبعث من أحد أركان الغرفة ، كانت الفئران تلهو وتلعب.. تنخر خبزنا وتلعق الزبدة والمربى وتتدحرج فوق الطماطم والجزر تمكنت بمساعدتي من قتل الضيف الدخيل. تنفست سعاد الصعداء واندفعت داخل فراشها لتدفئه من جديد.

وضعت الشمعة بجانبي على الطاولة وأنا أنظر إلى الجثتين وصلني انتظام نفس سعاد وأيقنت الوحدة مع شمعتي من جديد. أين أنت أيها النوم؟، إنها الثانية صباحا ،أغمضت عيني واسترخيت على جانبي الأيمن... فجأة تناهى إلى سمعي صوت آخر مختلفا ، بدأ العرق يتصبب باردا من جبيني، من أين هذه الأصوات؟ ولمن؟ونحن بعيدتان عن المساكن الأخرى..تناولت ساعتي مرة اخرى،انها الخامسة صباحا، تذكرت أخيرا سكان الدوار الذين يسلكون طريقا محاذيا لغرفتنا وهم متوجهون للسوق ، سعدت كثيرا واغمضت عيني طلبا للنوم .







إمضاء: إيمانة

----------------------------------






حضرة المفتش



أخبروه هذا الصباح أنه آت لزيارته، و مع شحوب قليل و حركات متوترة ، حائرة ، تحرك بين الطاولات يعيد ترتيبها، و يحاول إخفاء المطبخ الصغير في ذلك الركن القصي من الحجرة، فقنينة الغاز و الأواني القليلة التي يستعين بها من حين لآخر، تبدو نافرة و غير بيداغوجية حتى أنه بدأ يسلط هذا الوصف بحماقة على أشياء كثيرة! و باضطرابه ذاك ينهال بسرعة على عش عنكبوت في الخزانة طالما تسلى بالتفرج عليه حين يقرأ التلاميذ النصوص. و للتغلب على نظرات الصغار المتسائلة، كلف بعضهم بجمع الأزبال بسرعة ، و تنظيف الحجرة موجها تأنيبه الى الجميع على إهمالهم ، في حين اتجه هو بحدة إلى مقصه محاولا تشذيب بعض أوراق دروسه التي أصبحت تتآكل باستمرار دون أن ينتبه إلى أن قصاصاته كانت تترامى على الأرض تحت أنظار التلاميذ!!

في البداية تأكد من أشياء كثيرة، و تحرك أكثر من المعتاد مثيرا استغراب الصغار. لكن التوقع و الانتظار الذي بدأ يمطط الزمن ، خلق فيه حدة أكبر ,و لحظات شروذ متواصلة.

قبيل الزوال سمع وقع خطوات بغل على المسلك الضيق المحاذي للحجرة، و إذ تحفزت حواسه كلها ، و انتقل في شبه ركض إلى الباب مستطلعا، فقد طالعه شخص المدير الذي بدا أكثر بدانة هذه المرة. وقد أخبره أن المفتش لم يتيسر له أن يقطع المسافة كلها ، فقرر لقاءه ، بعد الزوال ، في مكان اتفقوا عليه!!
انتقل الإثنان إلى جانب المطبخ الصغير، متحدثين عن الأحوال و الأشجان بألفة في انتظار أن يغلي إبريق الشاي.
بعد ساعة ، يجد نفسه يشاطر المدير ظهر البغل المتعب ممسكا بمحفظة مغبرة كبيرة، ليقطعا المسالك الوعرة في اتجاه السوق الأسبوعي. و هناك كان المفتش بقرب بائع السمك، تبدو عليه علامات الراحة و الشبع!
التقى الثلاثة ، و حاول هو بمكر أن يعرض تحاضير دروس قبل غيرها،و يستحث ذاكرته المتعبة في التحدث مع المفتش بأسلوب آخر..و في محاولته الاستعراضية-تلك للأوراق، يصعق فجأة بمنظر حشرة ميتة على صفحة إحدى أوراقه. و إذ رفع وجهه مصعوقا الى المفتش فقد كان هذا الأخير يتملى بهدوء منظر السمك المشوي!!







إمضاء: نجية فاطنة بلواد

---------------------------------






إســــكـــات




أدهشني ارتباكها، وأثار انتباهي نشاطها غير المعتاد وحركاتها العشوائية، وهي تتطلع تارة لمرآتها المثبتة على الواجهة الداخلية لمحفظتها الصغيرة، وتارة أخرى تعدل مـن تسريحة شعرها، وهي تحاول إعادة تنظيمنا وتهدئتنا.غير أننا كـنا ثائريـن هائجين كعادتنا، وكعادتها بنا.

توجهت معلمتي بنظرها أسفل أرضية مكتبها المطلي بشتى ألوان صباغة الأظافر، وأحمر وأزرق الشفاه، ومساحيق البثور وسوائل التجاعيد. وأومأت للجيلالي الذي انبطح أرضا يجمع فضلات إفطارها وأظافرها التي قلمتها صباح هذا اليوم. وبينما هي تردد على مسامعنا نشيد " كلك على بعضك حلو " وأنا أوجه فوهة مسدس وهمي، صوب جمجمة معلمتي.، دلف بغتة إلى قسمنا كهل أنيق. أمرنا بالوقوف احتراما له . أطلنا الوقوف وهو يتأمل ملامحنا المشوهة وجروحنا الغائرة... ثم انتقل ليجول ببصره بين أركان ودهاليز فصلنا المعتقل. أشار علينا بالجلوس وتوجه نحو آخر طاولة بالفصل ليأخذ له مكانا فوق كرسيها المتحرك.

كنا نتابع حركاته وخطواته بفضول صاخب، متسائلين عن هويته، توجهنا برؤوسنا نحوه في آخر الصف فنهرتنا المعلمة صارخة: " انتباه " ! و تذكرت هذه الكلمة، تـذكرتها جيدا، فطالما تهجيتها مكتوبة على إطارات علامات المرور، وأبواب الحافلات والقطارات، وغالبا ما كنت أجدها مرفوقة بـ " خطر الموت " على واجهة إحدى الأبواب الحديدية المقابلة لحمام حينا، ووقتها فقط تأكدت أن موقف معلمتي يستحق فعلا كل ذلك الارتباك، وأن هناك خطر أجهله يتهددها.
ما إن ألفنا وجود ذلك الشخص الذي أخبرني أحد زملائي أن اسمه " موفتيش" حتى استرسلنا في شغبنا و ضجيجنا...
تجهم وجه المعلمة و صرخت بلطف" سكات " ! و رأيت " موفتيش " يرفع رأسه فجأة، ويعقد حاجبيه موجها نظرات مؤنبة لمعلمتي ؛ إلا أنها سرعان ما تداركت الموقف وصرخت مصححة بصوت حزين : "سكوت " !لكن وبالرغم من ذلك ازداد حاجبا " موفتيش " ارتفاعا . وتراجع برأسه وجسده إلى الوراء مستندا بيديه على مقعد الطاولة فاتحا عينيه عن آخرهما .
تلعثمت معلمتي أكثر، و استدركت مصححة بصوت باك هذه المرة: " سكيت "!!!.
و هنا انتفض " السي صالح – كما نادته المعلمة فيما بعد – وانتزع نفسه من مكانه واقفا. ارتجـفت معلمتي واختلطت عليها الكلمات ، ثم رأيتها تتجه مسرعة مرتعدة نحو مكتبها ، تناولت من أحد أدراجه صحنا معدنيا جميلا، وعادت به إلى حيث ارتكن زائرنا الثقيل ، مردفة بصوت متلعثم مثير للشفقة : " مسكوتة ، وسيلة إيضاح شهية ! " .
تناول "صوصو" كما دللته معلمتنا عندما أرادت توديعه – الصحن بكل أدب و احترام واعتذر لها متألما ، و هو يحك مؤخرته " اعذريني ساكنتي ! فقد منعني مسمار صدئ بارز من بين خشب الطاولة التي اقتعدتها من تتبع سير حصتك لكنك على العموم كنت فاتنة ".
عقدت معلمتي ذراعيها وراء ظهرها واصطنعت ابتسامة باهتة في وجه "صالح ". هزت كتفيها يمنة و شمالا. استرجعت منه الصحن بدلال لا يقاوم ، وتوجهت بنظرها نحونا وهي تصرخ بكل وحشية"سكتو الله يعطيكوم الساكتة".







إمضاء: نورالدين شكردة

-------------------------

حــــــــــــــالة غضب







الساعة الآن العاشرة ليلا.. أحسست با رتخاء في أعضائي ، مددت يدي فأطفأت نور الغاز – قارورة الغاز – ثم مددت رجلي تحت الفراش ، شعرت برعشة في أوصالي لبرودة الجو. كان صوت أم كلثوم يخترق صمت الغرفة ... الآلات ترن وتطن... ﺇنها سهرة ممتازة تعودنا عليها في إذاعة طنجة الدولية ، إذاعة الموسيقى العذبة و..

أغلقت عيني ببطء ، تذكرت المدير حين قال لي ׃ اسمع يا ولدي، ستدرﱢس في غرفة قديمة ريثما يبنون المدرسة قريبا .. و سيبنون حتى سكن المعلم .

مجرد وعود .. ووعودهم تطول .. وقد طالت ثمان سنوات . ثم انتابني ضحك خفيف وأنا مغمض العينين .. لقد تذكرت اليوم الأول حيث اصطف التلاميذ أمام القسم ، أقصد المبنى القديم ، ثم أمرتهم : " دخلوا" فتسمروا في مكانهم . أعدت الأمر وأنا أنظر إلى الذي في الأمام ، فردّد عليّ " دخلوا" ، ساعتها علمت أنهم لايفهمون اللهجة الدارجة ! فتحت عيني ببطء ، كانت " فكروني" تنسج خيوطا شفافة من اللحن الجميل ، فجأة سمعت خشخشة ... رفعت رأسي قليلا .. أصخت السمع .. خفضت صوت الجهاز ﻷ تأ كد لكن لاشيئ ! عدت فوضعت رأسي وشرعت أحرك رأ سي تجاوبا مع النغم .. هنا تحركت آنية ، خشخشة أخرى ؟ قمت بحذر ..اتجهت نحو مصدر الخشخشة ،المصباح اليدوي بيد وفردة حذاء بأخرى ! تجمدت قرب المصدر، ارتفعت تصفيقات الجمهور ! ضحكت ، تساءلت على من يصفقون ؟ عليّ أنا ؟ أم على هذا الملعون الذي يبدو أنه شعر بحضوري فاختفى ؟! آه ! لعله يكون تتسلل من تحت الباب الخشبي ! ربما هو الآن في فناء الدار وسط الأعواد يضحك عليّ .. ! يحكي سخريته بي لحبيبته ! صرخت ، سترى يا كلب .. يا وغد ..
عدت الى السرير ، تمددت من جديد في استرخاء مطلق .. أطلقت زفرة، تأففت.. تأملت الحظ الذي رماني كسهم إلى هذه الجبال ..البيوت مبنية على طريقة " التابوت " ، لا ماء ولا كهرباء ولا طريق معبدة.. إذا أردت قضاء حاجتك فما عليك إلا الانزواء في حفرة ما أو وراء شجرة ما.. تعري أسفل جسمك وتقارع البرد القارس بصبر وأناة .... ناس بسطاء تُـسمع ضحكاتهم من بعيد .. أهازيجهم تنطلق من الحقول مرفرفة بقوة كجناح نسر في السماء .. يعملون ولا يملون كالنهر في جريانه.. يقولون الطبيعة جميلة والجو عليل.. أحسست بقهقهة تكاد تنطلق من الأعماق وتظل تسير كما الصدى في الجبال .. إذ ما قيمة هذا وسط حرمان مخيف ، تاج بلا رأس أو رأس بلا تاج ! قطعت حبل أفكاري كلاب تنبح في الخارج، وأم كلثوم في سكون الليل تذكرني بذكرياتي ، بأحلامي ، ثم .. ارتفع صوت خشخشة ثانية ! خشخشة أقوى من الأولى !همست .. تالله لأجاهدنّ فيك الليلة ، أتفسد علي متعتي !؟ أحلامي حتى أنت يا ..
رميت الغطاء جانبا ، تسللت ببطء على ركبتي .. ارتفع صوت الراحلة فجأة ، دوى تصفيق الجمهور ، انتبهت ، عدت فاستقمت في حذر ، ثم تقدمت في صمت و سمعت الخشخشة ׃ ﺇنه هناك ، في ذلك الوعاء الكارتوني ..! تقدمت قليلا ، أنرت مصباح اليد ، فاجأته ينظر إلي برأسه الصغيرة الطويلة .. تلقفت الوعاء وأغلقته ،ثم استدرت الى الجهاز وصحت ׃ اسكتي يا أم ، وأنتم يا جماهير صفقوا ! هذا العدو بين يدي الآن ! أضأت نور الغاز .. أخذت الوعاء ووضعته على الطاولة ... دوى التصفيق بحرارة .. العدو يخرمش في جدران الوعاء ، مددت يدي من فتحة .. بحثت عن جسده النحيل ، أحسست بوخزة مخالبه الحادة ، بسرعة ، أخذت أضغط بشدة ... تعالى التصفيق مرة أخرى ،التفت إلى الوعاء باهتمام ، فتحته ، أخرجت الجثة الهامدة ، طويتها في خرقة ، ثم قمت وألقيت بها وسط الأعواد مخاطبا إياه ׃ احك الآن لحبيبتك ! قل لها من الذي ضحك على الآخر ! احك . احك... ! .
دخلت الغرفة و أطفأت النور ، فوق السرير تذكرت الدم ، قمت أتلمس الأشياء حتى عثرت على إناء الماء ، فغسلت يدي في الظلام ، ثم سرت الهوينى وسط تصفيقات الجماهير إلى الفراش ، أغمضت عيني على نباح بعض الكلاب البعيدة ..أطلقت آهة طويلة .. ثم ..ثم أخذت أذوب في الموسيقى .. مع الصوت العذب واللحن الجميل !








إمضاء : زايد التجاني

--------------------------------





المفتش

دعوني آخذكم في رحلتي اليومية...رحلة رتيبة. ولكن- الحقيقة- أجدفيها بعض الشغف. ها أنا كل صباح أقف أمام المرآة..مرآة لم يبقمنها إلا مثلث تآكلتسيقانه، وشرخت مساحته. مرآة شنقت بمسامير ثلاثة، ثبتها إلى جدار متهرئ تقشرتصباغته. مرآة أرتب بها نفسي، وأصلح أمامها من هندامي.. الهندام شيء أساسي خاصةوأنني أعمل بمؤسسة مختلطة.

بعض ملابسي موضوعة دونما نظام بدولاب يجر نفسه منأيام دخول الماريكان...دولاب بدون أبواب. رشقت جنباته بمسامير مختلفة الأطوالوالأحجام. كتب عليه أن يعاشرني هذه السنوات من عمري في هذه الغرفة والتي هي شبهغرفة، والمعلقة في سطح عمارة لم يبق فيها من العمارة إلا الاسم.
كل شيء فيغرفتي بسيط....غرفتي بسيطة في فراشها...بسيطة حتى في صباغتها... بسيطة في سقفهاالذي تكون لي معه حكاية وألف حكاية عندما يتساقط المطر.
واقف أمام عمي مسعود. عمي مسعود تعرفه كل الحارة...مكانه دائما في زاوية الزنقة9. يضع على صدره وزرةجلدية صفراء تقيه طشاش الحريرة، والبصارة... زبناؤه أمثالي كثيرون يتهافتون علىحريرته وبصارته..رفقتي مع حريرة أو بصارة عمي مسعود أصبحت عادة. وجبتي المقدسة كلصباح، وكثيرا ما تمتد أيضا إلى الليل. لا أتخلص منها إلا في الأسبوع الأول من كلشهر، حيث تعرف مصاريني الجبن والسمك المعلب أو المقلي، والمقانق؛ ثم أحن إلى حريرةعمي مسعود فأعود إليها في اليوم العاشر بالأحضان.
ها أنا وسط حافلة يزكم دخانهاأنفي...كل صباح تطرق أذني بابن جدية، أو محطة الشاوية نفس الأنغام، ونفس الأدعية،ونفس الكلمات...حلويات، علك، ودهون للكلف وحب العرق ، والشباب. متسولون على مختلفالألوان والأشكال.
وسط الحافلة أنسى نفسي. أخلع حذائي المثقوب لأصلح جوربيالمثقوب... رائحة كريهة تتصاعد. ألبس حذائي بسرعة.. تتحرك الحافلة... تهتزالحافلة...الحريرة تكاد تتقاذف من بلعومي... يسرح بي تفكيري بعيدا. لا يعيدني إلىوعيي إلا صوت عمي حمودة مساعد السائق الذي أصبح يعرفني لركوبي معه يوميا.
- نوضآلفقيه راك وصلتي...
تلفظني الحافلة قرب دوار البرادعة...ما زالت أمامي خمسةكيلومترات وسط الحرث والضيعات...أجد في مشيتي. وكم كانت الطريق مضحكة... كثيرا ماكنت أصادف رجالا
وشيوخا يحملون مراجل ودلاء بها ماء، ثم يختفون وسط القصب أوبين أغصان الميموزا.
مناظر ألفتها، وأصبحت عندي عادية ومألوفة.
ألتفت ورائيعلني ألمح عربة أو جرارا، أطلب من سائقها إيصالي إلى المدرسة..لا أعرف مشكلا معالمواصلات يوم السوق الأسبوعي.
ها هي سيارة قادمة... سيارة سيمكا 1300 صفراءقادمة... سحابة من الحمري وراءها. أشير لسائقها بإبهامي ربما يتوقف لي...أسعل منالغبار...أدعك عيني...لم يتوقف...لم ينظر إلي..
كانت الساحة فارغة...الهدوء يعمالمدرسة... شيء غريب!!...السيارة الصفراء أمام الإدارة..علامة استفهام أمامعيني...لا يهمني. لأدخل قسمي قبل أن يخرج المدير من إدارته فيسمعني قاموسه المعتاد.
أفتح باب القسم..عالمي الخاص... يا إلهي!!... شخص لا أعرفه جالسبمكتبي...الأطفال في سكون تام..أهو أستاذ جديد حل مكاني؟. أأصبحت فائضا؟. يقف الرجلالأصلع. يتوجه
نحوي.عبوس... شزر في عينيه.. نار تخرج من منخريه...آه!!..إنهالرجل الأصلع الذي مر قبالتي قبل قليل، ولم يتوقف لي رغم إشارتي له، وأشبع رئتيبغبار عجلاته.
- ما هذا التأخير؟. أهذا دأبك؟. حسنا... املأ هذا الاستفسار.
- من أنت... س... سي... سيدي؟!...(قلت بصوت أجش متقطع).
- مفتش اللغةالعربية... أنت هكذا دائما... دائم التأخير..
- لم أتأخر قط.. سيدي... المدرسةبعيدة..لا مواصلات.. ولقد مررت قبل قليل، وأشرت لك ولم تتوقف لي...
-وقاطعنيبنبرته الحادة، أنا لا يهمني...المهم هناك استعمال الزمان. يجب عليك احترامه... وهذا شغلك. تدبر وسائلك بنفسك..أنا لا يهمني إن كانت المدرسة بعيدة أو قريبة. الذييهمني أن تدق الثامنة فتجدك في قسمك لتبدأ عملك..هذه مسؤوليتك... وإذا لم تنضبطسأتخذ في حقك الإجراءات اللازمة...أين هي المذكرة اليومية؟. والجذاذات؟..
- هاهي سيدي... كل شيء موجود..
- ماذا؟. أين تسطير اليوم؟.
- تسطير اليوم؟. لقد نسيته تماما.
- نسيته؟. هذا إهمال واضح...أنت لا يصلح لك إلا تعيين بمنطقةجبلية لا ماء ولا زرع بها. أو انتقال تأديبي إلى إحدى الفرعيات النائية.
خرجالمفتش غاضبا، مزبدا، متوعدا. ما إن تحركت سيارته حتى فتح لي المدير معاجم التعنيف،والتأنيب والوعيد.
تحلق حولي بعض الزملاء والفضول، والنصح والشماتة في كلامهم:
- ابحث عن نفسك مادام الوقت أمامك. الحق به وتفاهم معه. ستجني على نفسك كما جنتعلى نفسها براقش. ما زلت مبتدئا، ومتدربا وفي بداية حياتك المهنية..اسأل المديرالحل... فهو فكاك المشاكل رغم نباحه.
المدير ينظر إلي بشماتة... يتكلم بزهو:
- يجب أن تفهم نفسك..
- كيف؟...أجيب مستغربا.
- مائتا درهم أوصلهاإليه... وستفتح لك الطريق...
- مائتا درهم؟. ومن أين؟!...
جلست قبالة مكتبالمدير... وضعت رأسي بين راحتي: مائتا درهم؟...شهر من الحريرة والبصارة. ما زلت لحد الساعة لم أتوصل بأجرتي... مائتا درهم يا رب.
- محمد... محمد... قم... أنمت؟... أما زلت تحلم؟. أنسيت؟... ثم قل لي ماذا تقصد بمائتيدرهم... رددتها في غفوتك مرارا... هيا... قم... ودع عنك الكسل. أنسيت أنه لدينالقاء مع المؤطر بتمارة للقيام بتفتيش إدارة.
- آه!!.. لقد نسيت تماما..أما عنالمائتي درهم فلا تسألني يا أخي... لقد عدت عشرين سنة إلى الوراء...هيا بنا.. وحذارأخي أن تكون مثل ذلك المفتش الأصلع..







إمضاء : محمد داني




النص مأخوذ من موقع آخر





--------------------------------------




وهـــــم



إن نظرت جهة اليمينرأيت مطبخا صغيرا يتكون من أوان بعضها قديم و آخر جديد .. و من قنينة غاز صغيرة لايعرفأهميتها في ذلك المكان سوى صاحبها.. و من برميل ملأته بالماء أيادي بيضاء سكنقلبها الصغير حب كبير لصاحب الغرفة ..

و إن التفت جهة اليسار وجدت غرفة جلوسأثاثها حصير.. و مائدة متوسطة الحجم و قليلة الارتفاع وضع فوقها مصباح..

و إناتجهت إلى وسط الغرفة فأنت في غرفة نوم سريرها لحافان سميكان فرشا فوق الحصير.. وصوانها حقيبة و رزمتان رتبت بجانبهما كتب و جرائد و مجلات .. و غير بعيد عنها علىالحائط علق لوح خشبي اتخذه صاحبه سبورة بعدما غير ملامحه بطلاء أسود ..
***
لم أصدق عيني حينما رأيت اسمي ضمن لائحة المقبولين في مركز تكوين الأساتذة.. ولا أذكر الوجوه التي كانت بجانبي يهنئ بعضها البعض أو يواسيه.. كل ما أذكره أن اسميكان لامعا لمعانا شديدا لم يخفه عني سوى بريق دموعي ..
غادرت مبنى نيابةالتعليم في اتجاه المنزل .. استقليت سيارة أجرة فلم يكن بمقدوري انتظار الحافلة ،كنت أتعجل إبلاغ أمي بنبأ نجاحي ، و قد كانت فرحتها عظيمة .. سجدت لله شكرا ، وأغدقت علي قبلاتها بسخاء .. و جادت لي ببعض النقود .. و طافت أرجاء المنزل و هيتزغرد.. فعلت أشياء كثيرة .. و بعدت أن هدأت جلسنا سويا نضع خطة المستقبل ..
تحدثنا عن حاجتي إلى ملابس جديدة و مصروف شهري .. و عن الأوراق اللازمة لإتمامالتحاقي بمركز التكوين .. و اتفقنا على أن تحملي أجرة الكراء وحدي أفضل بكثير منالاشتراك في المسكن مع أناس لا نعرف شيئا عن أخلاقهم .. و لم تنس أن توصينيبالاتصال هاتفيا بخالي في القرية لأبلغه الخبر ....
كان حديثنا طويلا و مضطربا .. لكن في الوقت ذاته كان حديثا مفعما بالأمل ينبئ القلوب بأن موسم جني الثمار قداقترب
***
انقضت سنة التكوين و التدريب و حانت لحظات انتظار تعيين منطقةالعمل ..
كان الفصل صيفا و مدينة الدار البيضاء مكتظة الشوارع و الأزقة والشواطئ و الأسواق و المقاهي ...
شعرت بالضيق و الاختناق و وددت الرحيل إلىمكان بعيد علني أفر فيه من السؤال المؤرق المحير الذي يطاردني في كل الأحيان
ترى ما المصير؟ و إلى أين المسير ؟
ظهرت النتائج .. اتجهت إلى مصلحةالموارد البشرية لأسأل عن منطقة عملي، سرت في الممر الطويل بقلب تتسارع ضرباته وبرجلين تصطدم الواحدة منهما بالأخرى من شدة الخوف ، كانت أغلب المكاتب مغلقةالأبواب لأن موظفيها في عطلة، و في نهاية الممر وجدت المكتب رقم 15 ، دخلت و ألقيتالسلام و قبل أن أتم كلامي سألني الموظف عن رقم بطاقتي الوطنية، كان يعلم ما أريد .. فما أكثر السائلين في هذه الفترة عن مناطق عملهم.
بحث في الحاسوب ثم قال ليعينت ب ......؟؟؟
ظللت صامتا برهة من الزمن أنظر إليه ببلاهة.. و عندما أفقت منالصدمة سألته : لمن سأدرس اللغة الإنجليزية هناك؟
ابتسم و أحس بمصابي فحاولالتخفيف عني بضرب المثل بكثيرين عينوا في مناطق ( لي مشى ليها عمروا ما يرجع) لكنهمذهبوا ثم عادوا
***
سافرت إلى هناك .. حيث الغرفة متعددة الأدوار .. أستيقظمتأخرا من النوم .. أتناول وجبة الفطور .. ثم أتسلى بممارسة هوايات تعلمت أسرارهامع ما تعلمته من الحياة هناك ..
في العصر يحضر إلي أبناء القرية لألقنهم الدروسالأولى في اللغة العربية .. و بعد أن أودعهم أستلقي فوق فراشي أتأمل .. أفكر .. أسترجع أيام الطفولة و اللعب في الزقاق .. و سنوات الدراسة .. و يوم وفاة والدي .. و احتفالات الجامعة بالمتفوقين .. و أصوات المهنئين و المواسين يوم القبول في مركزالتكوين .. و صورة والدتي و هي تبكي و تحوقل و تدعو على مجهول قاس القلب فرق بينهاو بين ابنها ..
و قد أعد وجبة العشاء أو لا أعد ..!!..
و قد أستمع للمذياعأو لا أستمع !!....
و قد أقرأ كتابا أو لا أقرأ ..!!..
لكن الأكيد أنني أنام طويلا .. أحلم باليوم الذي أبعث فيه من جديد إلى الحياة .. بعدما دفنت تحتأنقاض مدرسة وهمية .. وضع حجر أساسها و لم تبن بعد







إمضاء : حنان كوتاري

رحلة الصمت ....لمحضار

ينساب القطارعبر القضبان الحديديةكالثعبان...صفيره يتعالى كلما اقترب من احدى المحطات..
كنت قد انزويت باحدى المقصورات مستندا على متكئ المقعد الجلدي, وعيناي تتابعان عبر زجاج النافذة توالي المناظر الطبيعية وانسيابها..كان يجلس بجانبي كهل اصلع وبمواجهتي زوجان في مقتبل العمر, كان الكهل غارق في صمته يتصفح مجلة قديمة, اما الزوجان فكانا يدردشان مع بعضهما ويتبادلان الضحكات.
كنت قد ركبت القطار قبل لحظة من محطة الوزيس بالدارالبيضاء..بعد زيارة وجيزة للاهل حصلت خلالها على شحنة عاطفية تساعدني على مقاومة الصمت وجفاف الايام بالمنفى الجبلي الذي اعيش به..كان القطار يطوي المسافات ومعه تطوى كل اللحظات الجميلة التي صرفتها منشرحا بين الاهل والخلان..ومع توالي المحطات التي كان القطار يتركها خلفه(برشيد, سيدي العايدي, بوفروج , سطات....)كنت احس انني اقترب من من بداية ايام صمت جديدة...
نزل الرجل الاصلع بمحطة بنجرير ثم اخدت مكانه امرأة امازيغية متوسطة العمر صعدت لتوها...الزوجان واصلا حديثهما وغزلهما غير آبهين باحد..اما انا فواصلت رحلة تيهي الذهنية ..¨(انقضت الان عشر سنوات على تعييني بمنطقة جبلية بنواحي مراكش ..مازلت اعزبا اعيش على اعتاب الحلم..لاشيء يسمح لي ببداية حياة عادية , كم اغبط هذين الزوجين على سعادتهما..)
يصل القطار الى محطة مراكش..يتسارع المسافرون نحو ابواب العربات مغادرين مقصوراتهم , كل له وضعه الخاص وله جنته او جحيمه, تأخرت في النزول لانني كنت احس بفداحة ما ينتظرني بعد حين ساركب سيارة الطاكسي نحو الفيلاج الذي يقع اسفل الجبل..ثم اقطع مسافة يعلم الله وحده كم هي عسيرةوصعبة على ظهر بغل , اختص في صعود المنعرجات الجبلية..ساصل الى القسم واعانق اليباب القاتل كالعادة , وتتكرر تلك الدورة الروتينية ..تلاميذ في منتهى البِؤس وانا في منتهى الحرمان نمارس لعبة التعليم والتعلم في انتظار الذي سيأتي , او لا يأتي ..عدت الى خلدي وجدت مقصورات القطار قد اصبحت خالية ..هرولت نحو الباب اجر ورائي حقيبتي الصغيرة ,واذيال خيبتي......
محمد محضار الدار البيضاءابريل 2009

توقيع mahdar










آخر مواضيعي

0 برلماني الشعب
0 وْصِـيّـه
0 صوتو علي
0 شوفو فعايل النسا -1-
0 الغفله
0 هـرَّنـْـدو
0 هدا كلامي ف المرا....
0 اسمع اسي أمين - 3-
0 اسمع أسي أمين -2 -
0 اسمع أسي أمين...


التعديل الأخير تم بواسطة mahdar ; 17-05-2009 الساعة 22:11

نورالدين شكردة
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية نورالدين شكردة

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 2,702

نورالدين شكردة غير متواجد حالياً

نشاط [ نورالدين شكردة ]
معدل تقييم المستوى: 465
افتراضي
قديم 12-12-2008, 22:32 المشاركة 2   

مرحى بالمشروع والفكرة أخي زايد... ولنعتبرها هدية العيد... لقد أحسنت صنعا ...وسأعود بعد قليل لقراءة كل القصص- بما فيها قصتي- وبالطبع شكرا على وضع اسمي ين أسماء عقدك المنتقى ولي عود للتعليق إن شاء الله....


tijani
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية tijani

تاريخ التسجيل: 27 - 3 - 2008
المشاركات: 1,512

tijani غير متواجد حالياً

نشاط [ tijani ]
معدل تقييم المستوى: 350
افتراضي
قديم 13-12-2008, 09:53 المشاركة 3   

مشكور أخي على المرور ..
فقط اريد ان أشير الى ان هذه القصص اعتمدت في انتقائها على أساس الموضوع ..موضوع التعليم وظروفه الصعبة ..وإلا فان هناك نصوصا أخرى جيدة ..وهي أيضا تحتاج الى انتقاء أفضلها وأجودها لتبيتها في الصفحة أعلاه ، ولقد سبق أن فعلنا ذلك قبل مصيبة الاعطاب التقنية التي كانت تعصف بالمنتدى ...ولعلنا لازلنا نذكر العنوان الذي وضعه لها الاخ المشرف محضار وهو : من عيون القصص.
لم لا نعمل على تثبيت صفحتين : صفحة القصص التي تدور مواضيعها حول التعليم وظروفه فقط .وصفحة القصص الجيدة التي تعالج مواضيع عامة .لان هذا الاختيار من شانه ان يحفز ..
تحياتي


Hadrioui Mostafa
:: دفاتري جديد ::
الصورة الرمزية Hadrioui Mostafa

تاريخ التسجيل: 26 - 11 - 2008
السكن: مجرة اللبانة /المجموعة اشمسية /الارض
المشاركات: 50

Hadrioui Mostafa غير متواجد حالياً

نشاط [ Hadrioui Mostafa ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 13-12-2008, 10:14 المشاركة 4   

الكاتب المبدع ....زايد التيجاني عم صباحا ...بل مساء بل كل الأزمنة ، اشد على يديك بحرارة واكبر فيك هذا النشاط المتواصل الإيجابي والهادف و اجلل فيك كل ما تجود به على المنتدى .... أراك تحيي في إيماني برجل التعليم وبصموده وقدراته المتعددة للخلق من لا شيء شيئا....ثابر وتابع سنكون معك قدر المستطاع ....وليشدد المعين بعضدك وييممك صوب السداد
أخيرا لك تحيتي وفائق احترامي و...ودادي


بنيحيا
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 9 - 11 - 2008
السكن: taroudant
المشاركات: 59

بنيحيا غير متواجد حالياً

نشاط [ بنيحيا ]
معدل تقييم المستوى: 194
افتراضي
قديم 13-12-2008, 10:34 المشاركة 5   

Est-ce que je peux imprimer ces petites histoires pour les en faire lire à mes
collègues. merci

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعلمين, قصص

« لكل معلمة ومعلم.. | المخدوع »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لكل المعلمين judy abotte الصــــــــــور 23 19-03-2009 00:07
المتميز من المعلمين hamad5 دفتر المواضيع التربوية العامة 4 06-03-2009 21:09
صور من معاناة المعلمين...؟ action دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 6 03-12-2008 14:11
بعض طرق تحفيز المعلمين ahmida الأرشيف 2 27-09-2008 17:30
مبارات الدخول الى مراكز تكوين المعلمين و المعلمين hamid1971 الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية 2 21-09-2008 02:23


الساعة الآن 17:47


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة