إنذارات للوقاية المدنية وتحذيرات للمواطنين بالمناطق المعزولة
مرافق خربت وأحياء حوصرت بالأمطار الطوفانية
الدارالبيضاء: جلال رفيق | المغربية
استيقظ سكان عدد من الأحياء بالدارالبيضاء، صباح أمس الخميس، على الخسائر التي خلفتها الأمطار الغزيرة، التي كانت العاصمة الاقتصادية مسرحا لها، أول أمس الأربعاء.
مسافرون حاصرتهم مياه الأمطار أمام محطة البيضاء الميناء (كرتوش)إذ شوهدت برك مائية، وحفر بعدد من الشوارع الرئيسية في البرنوصي، وسيدي عثمان، والحي المحمدي، كما شهد تسرب الأمطار بمداخل أزيد من 20 منزلا بالهراويين، ما اضطر سكانها إلى مغادرتها، وقضاء أزيد من أربع ساعات في العراء، الأمر نفسه شهدته عدد من دور الصفيح "البراكات"، بكل من كاريان خليفة في الحي المحمدي، وكاريان سيدي عثمان.
وأفاد بلاغ لشركة توزيع الماء والكهرباء في الدارالبيضاء (ليديك)، أنه جرى تسجيل 80.23 مليمترا بمنطقة بني يخلف، في ظرف أقل من 3 ساعات، و21 مليمترا بطريق أزمور. كما سجل 17 مليمترا بوسط المدينة، والمحمدية وضواحيها. وحسب البلاغ نفسه، بلغت التساقطات التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء، صباح أول أمس الأربعاء، ذروتها بسيدي البرنوصي، بتسجيلها 20.28 مليمترا، وتوصلت مصلحة الزبناء بالشركة نفسها، بآلاف المكالمات في أقل من ساعتين، قصد التنقل إلى مناطق أغرقتها الأمطار القوية.
وتبين أن التساقطات نتجت عنها سيول ملأت بشكل تدريجي القنوات، علاوة على تجمع المياه بعدد من المناطق المنخفضة.
وأفاد مصدر مطلع أن مصالح الوقاية المدنية، وشركة توزيع الماء والكهرباء "ليديك"، توصلت بإنذارات لاستنفار عناصرها قصد التدخل، بعد أن تبين أن الأمطار الغزيرة ستستمر إلى نهاية الأسبوع الجاري.
ومن بين المناطق التي استدعت تدخل عمال شركة توزيع الماء والكهرباء، بعد أن ألحقت بها التساقطات المطرية خسائر بقنوات الصرف الصحي والبالوعات، قنطرة أولاد زيان، التي امتلأت بمياه الأمطار وشلت حركة السير بالشارع، وحي مبروكة، الذي توجد به جل المنازل في مناطق منخفضة ما ساعد على تجمع الأمطار.
وتوصلت السلطات المحلية في الدارالبيضاء بتعليمات قصد الوقوف الميداني على معالجة الأضرار التي خلفتها التساقطات المطرية.
ولم تسلم عاصمة المملكة بدورها من الخسائر، التي خلفتها الأمطار، إذ شهد شارع محمد الخامس، الذي خضع لإصلاح دام مدة طويلة، امتلاء بعض قنوات الصرف عن آخرها بالماء، ووجود برك مائية وسط الشارع.
ومازالت العديد من المدن بالمغرب لم تتخلص من مخلفات الأمطار الطوفانية، إذ شهدت مدينة الصويرة، خلال اليومين الماضيين، تساقطات مطرية مهمة، تسببت في خسائر مادية كبيرة في عدد من المنازل الطينية في الدواوير المتاخمة للمدينة لثاني مرة على التوالي، بعد التساقطات التي شهدتها المدينة الأسبوع الماضي، إضافة إلى تضرر سكان الصويرة بسبب الرياح العاصفية القوية المصحوبة بالأمطار.
وتعرف منطقة الحياينة، منذ مساء الاثنين الماضي، أمطارا عاصفية مصحوبة بالرعد والبرق، حيث بلغت مقاييسها 60 ميلمترا في ظرف يوم واحد فقط، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي والماء الشروب على السكان، إضافة إلى أن جميع الطرق المؤدية إلى هذه المنطقة القريبة من سيدي بطاش، أصبحت غير صالحة للاستعمال، ما حكم عليها بالعزلة التامة، ويتخوف سكان المنطقة من استمرار التساقطات القوية، التي يمكن أن تتسبب في وقوع خسائر مادية وبشرية.
وتلقى السكان بهذه المنطقة تحذيرات من طرف رجال السلطة المحلية بتجنب الإقامة في المناطق والمواقع المعرضة طبيعيا لخطر الفيضان.
عن جريدة الصحراء المغربية ليوم : 24.10.2008