. الكتاب المدرسي .
يعتبر الكتاب المدرسي أحد الروافد المهمة والمساعدة لعملية التعليم وأهدافه العامة وللكتاب المدرسي أهمية حيوية فهو من اقوى الوسائل في تشكيل عقلية التلميذ وتحقيق المفاهيم الصحيحة إذ هو وسيلة مثلى في مساعدة الطالب وتكوين قدراته وتنمية مواهبه وزيادة معارفه بل وتزويده بالوعي وحسن السلوك وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة. وهذه الأهمية للكتاب المدرسي تجعل المرء يولي ذلك عناية متزايدة وبالتأني والتدقيق كثيرا في اختيار الكتاب الصالح شكلا وموضوعا ومحتوى لأنه أداة مهمة في العملية التعليمية فينبغي تقويمه بطريقة علمية وتربوية من فاحصين على درجة عالية من الكفاءة والقدرة والتخصص والخبرة الميدانية. حقيقة إن الكتاب وسيلة تربوية وأداة تعليمية، فهو يجمع خلاصة المعرفة قديما وحديثا. لقد كانت قراءة الكتاب قديما غاية المعرفة ولكن التطورات الحديثة التي استجدت في الأساليب التربوية وفي طرق علم النفس التي تركز على دور الإنسان وتنشيط حوافزه بحيث يكون مركز العملية التعليمية، فالكتاب يجب أن يكون في تغيير متجدد ومستمر, فلم تعد الخبرة التعليمية مجرد الأخذ من الكتاب, إذ إن ايجابية الطالب وتعاون المدرسة وتطور المنهاج وأهمية التوجيه التربوي كل تلك العوامل والأسس تعمل في تنشيط حوافز التلميذ لمواجهة كافة الحاجات وجميع التطورات المتجددة في ميادين المعرفة. فلم تعد أهداف التعليم تهتم بترديد الطلاب للكتاب فقط ولكن ينبغي استخدام الكتاب استخداما تربويا وايجابيا بحيث يكون أداة لتحقيق الأهداف التعليمية والاستفادة من جميع أنواع المعارف الإنسانية النافعة على ضوء الإسلام للنهوض بالأمة ورفع مستواها. أن اختيار مادة الكتاب مهمة جدا وذلك لكي تكون متناسبة مع قدرات واستعدادات التلميذ وحاجاته وميوله وقدراته وهي بالطبع تختلف من مرحلة إلى مرحلة, وكلما كان الكتاب وفق استعدادات التلاميذ اقبلوا عليه وزاد شغفهم به وفائدتهم منه وتأثرهم بما فيه علميا وتربويا ومسلكيا. إن الوعي التربوي مهم من جانب مؤلفي الكتب المدرسية والقائمين عليها حتى تكون ذات دور بناء في التطور الفكري والتقدم الثقافي وتحقيق الأهداف التعليمية وتلبية حاجات المجتمع وتحقيق أهداف الأمة, وعلى ضوء ذلك ينبغي أن نركز على أهمية الكتاب المدرسي بحيث يكون محققا للغايات التربوية وذلك بالعناية البالغة في وضع الكتاب وطريقة اختياره فإن ذلك سوف يسهم إلى حد كبير في تنشئة جيل واع مستنير يحقق الطموح الإسلامي والقيم الكريمة التي تضيء العقل وتنير الافهام وتحقق أهداف الأمة وتربية النشء ليكون لبنة صالحة في بناء أمته ويشعر بمسئوليته لخدمة بلاده ومجتمعه.
.تحياتي.