مما لاشك فيه أن أي إصلاح يأتي من الأعلى دون إشراك القاعدة في صياغته، يكون مآله الفشل. و هذا ما يحدث بالضبط مع المخطط ألاستعجالي لوزارة أخشيشن. فكيف يعقل أن تأتي الوزارة بمشروع ضخم يتوخى إعادة تأهيل قطاع حساس، و ترصد له إمكانات مادية جد مهمة، دون أن تستشير الفاعلين الأساسيين و المحوريين و هم رجال التعليم العاملين بالأقسام، و في أعالي الجبال، و بعيدا عن المكاتب الوثيرة و المكيفة. فهم أدرى بمكامن الخلل و هم فقط من بإمكانهم اقتراح و صياغة حلول من شـأنها انقاد المدرسة العمومية من المأزق الذي وصلت إليه...
وإذا كانت سياسة الوزارة في هذا المخطط ألاستعجالي، هي إصلاح الاصطلاح فإننا نحن الشغيلة التعليمية نقول انه بإمكاننا أن نقترح حلولا أكثر جرأة، و بالتأكيد ستكون لها نتائج جد ايجابية لتحقيق نهضة حقيقية بالمدرسة العمومية المغربية، خصوصا بالعالم القروي، و هذا في ظل الإمكانيات المرصودة حاليا لا اقل و لا أكثر.....
الاقتراح الذي نتقدم به هنا نيابة عن مجموعة من الأساتذة الذين يعملون ب 3 فرعيات متقاربة:
*فرعية (أ)------------- 75 تلميذ ------ 4 أساتذة ------ 3حجرات
*فرعية (ب) ----------- 35 تلميذ ------ 3 أساتذة ------ 2حجرات
*فرعية(ج) ------------ 40 تلميذ ------ 3 أساتذة ------ 2حجرات
هذه الفرعيات شهد بعضها "تبذيرا" في إطار ما يسمى بالإصلاح، إذ تم صرف مبالغ خيالية، في أعمال تافهة لكن سرعان ما عادت إلى حالها السابق، إذ أصابها الخراب مرة أخرى نظرا لغياب الأسوار و الحراسة. اقتراحنا هو أن يتم إدماج الفرعيات الثلاث في المدرسة (أ) و توفير حافلة واحدة للنقل المدرسي لتلاميذ الفرعية (ب) و الفرعية (ج)، اللتان لا تبعدان سوى ب 3 كلم و 5 كلم على التوالي في طريق غير معبدة لكنها مستوية.
هكذا ستصبح لدينا مدرسة ب 150 تلميذ و 10 أساتذة و هنا إذا استثمرنا الإمكانيات المرصودة بشكل معقلن، يمكن أن نتحدث عن مدرسة بمواصفات عصرية و محترمة بسورها و مرافقها و حارسها، بل أكثر من ذلك فمن بين هذه الأطر التي تعمل في هذه الفرعيات من لديه تكوين في الإعلاميات و الموسيقى و الامازيغية إلى غير ذلك، و ينتظرون فقط الفرصة و الأجواء المناسبة لاستثمار مؤهلاتهم. كما يمكن إدماج التعليم الأولي ما دام هناك فائض في اطر التدريس.
و نقول كلامنا هذا و نستغفر الله.
اللهم إننا قد بلغنا….