منوغرافية ولاية الجهة الشرقية
لسنة 1999 – الجزء الأول -
تقديم
تغطي ولاية الجهة الشرقية مساحة 820 82 كلم مربع، أي %11,6 من المساحة الإجمالية للملكة. وحسب التقسيم الإداري الجديد أصبحت الجهة تتكون من 6 وحدات إدارية كبرى وهي:
- عمالة وجدة – أنجاد-
- إقليم الناظور.
- إقليم بركان.
- إقليم تاوريرت.
- إقليم جرادة.
- إقليم فجيج.
يبلغ عدد سكان الجهة الشرقية حاليا 000 840 1 نسمة ممثلين بذلك نسبة %6,66 من مجموع سكان المملكة.
تمتد الجهة الشرقية في شكل مستطيل من الشمال إلى الجنوب على مسافة 500 كلم. ويحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط، وغربا أقاليم الحسيمة، تازة وبولمان، ومن الشرق والجنوب الشرقي القطر الجزائري ومن الجنوب الغربي إقليم الراشدية.
تتكون من الناحية المورفولوجية من ثلاثة أنواع رئيسية من التضاريس:
- السهول المنخفضة والممتدة على شكل أحواض كبيرة مستطيلة يتراوح ارتفاعها ما بين100 و 700متر.
- الجبال، وأهمها سلسلة جبال الريف الشرقي المتقطعة، وتمتد شرق نهر ملوية، جبال بني ازناسن التي تخترقها وديان شاسعة، وفي الجنوب تمتد سلسلة الأطلس الكبير.
- النجود العليا الشبه صحراوية في الجنوب.
تخضع الجهة الشرقية لتأثيرات نوعين من المناخ:
- مناخ متوسطي في الشمال يتأثر بالجبال وخاصة في منحدراتها الجنوبية.
- مناخ قاري في الجنوب يتأثر بالعوامل الصحراوية.
ينعكس هذا التباين في المناخ بين شمال وجنوب المنطقة على كمية التساقطات، حيث تصل في شمال الجهة إلى أزيد من 400 ملم. في المتوسط سنويا، بينما لا يتعدى مستواها في الجنوب 100 ملم. سنويا.
يعتبر واد ملوية أهم وديان المنطقة الشرقية، إذ يقدر صبيبه المتوسط بمليار متر مكعب في السنة. وتوجد بالمنطقة وديان أخرى وهي: واد زا، واد إسلي، واد كيس، واد نكور.
لتأمين حاجيات السقي والاستهلاك تم بناء أكبر السدود على واد ملوية، وأهمها سد محمد الخامس الذي شرع في استخدامه منذ سنة 1967 وإلى جانب هذا السد هناك سد مشرع حمادي وهو مخصص للسقي فقط.
أما فيما يخص الغطاء النباتي، بغض النظر عن بعض المناطق الجبلية في الشمال والمساحات المسقية، إن المناطق المغطاة بالنباتات تبدو شبه منعدمة في الجهة باستثناء الغابة الطبيعية في النجود العليا المكونة أساسا من الحلفاء.
يعتمد اقتصاد الجهة على الفلاحة بالدرجة الأولى حيث تخضع المناطق البورية للأحوال الجوية بينما تقوم المناطق المسقية وحدها بتأمين الزراعات الدائمة.
تزاول تربية الأغنام والماعز على مساحات كبيرة، لسيما في النجود العليا حيث تكاد تمثل المصدر الوحيد لمداخيل سكان هذه المناطق.
في مجال الصيد البحري، تمتلك الجهة الشرقية واجهة بحرية هامة تسمح لها باستغلال مختلف الثروات السمكية. وفي هذا الإطار تساهم التجهيزات الأساسية المينائية لبني انصار ورأس كبدانة بإقليم الناظور في تنمية قطاع الصيد وتشجيع إقامة صناعة سمكية في داخل البلاد.
إلى جانب القطاع الفلاحي، يكتسي قطاعا الطاقة والمعادن أهمية بالغة في الميدان الاقتصادي في الجهة، حيث يضعان المنطقة الشرقية في مركز جيد بالنسبة للإنتاج الوطني.
وفيما يخص موارد الطاقة تحتوي المنطقة على مناجم هامة للفحم الحجري، وتنتج بواسطة محطة جرادة حوالي%10,2 من الطاقة الحرارية والمائية للبلاد. ومن جهة أخرى تستهلك الجهة ما يناهز 62% من إنتاجها الكهربائي، أما الباقي فيتم نقله إلى المراكز المستهلكة الأخرى للبلاد.
أما بخصوص المناجم المعدنية المستغلة، فهي تهم أساسا الفحم الحجري، الحديد، الرصاص، الزنك، النحاس، الطين الرسبي.
عرف القطاع السياحي في الجهة الشرقية انتعاشا ملحوظا حتى أواخر صيف 1994 تجلى في إنجاز تجهيزات أساسية فندقية هامة خاصة في وجدة والناظور. ومنذ خريف سنة 1994 اتسم هذا القطاع بركود حاد نتيجة غلق الحدود البرية الجزائرية.
أما في الميدان الصناعي وفي إطار سياسة الجهوية، عرفت الجهة الشرقية إنجازات كبيرة كوحدة صناعة الحديد بالناظور، معمل السكر بزايو، معمل إسمنت المغرب الشرقي، مسبكة واد الحيمر، بالإضافة إلى مجموعة من المقاولات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في مختلف فروع الأنشطة الاقتصادية منها على الخصوص تحويل المنتوجات الفلاحية ومعادن المحاجر.
غير أن هذا القطاع لا يزال ضعيفا ومرتبطا بباقي المناطق الصناعية للملكة المغربية، ويتطلب إنعاشه التشجيع الحقيقي للاستثمارات الجهوية سواء في إطار تدعيم سياسة الجهوية أو في إطار البرنامج التي تضعها السلطات العمومية لتحقيق التنمية الشاملة لمختلف جهات المملكة [كالبرنامج الوطني لتنمية الأقاليم الشمالية أو البرنامج المندمج لتنمية وإعداد منطقة البحر الأبيض المتوسط للملكة المغربية].
محمد معمري
- تابع -
منوغرافية ولاية الجهة الشرقية - ج 1 -
المواضيع المتشابهه
