ردا على هجوم رشيد نيني على الأسرة التعليمية
هكذا عودتنا صحيفة المساء في تعاملها وتعاطيها مع الشأن التعليمي ،غائبة عنه في أغلب الأوقات وعندما تتكرم فتتذكر أن هناك شيئا في هذا البلد إسمه التعليم العمومي لاتتوانى في النيل من موارده البشرية وعلى وجه التحديد المدرسين وأحيانا الأطر الإدارية العاملة بالمؤسسات التعليمية. الموقف إذن هو موقف مبدئي من قضايا الشغيلة التعليمية وإلا فما معنى تجاهل الجريدة لمجموعة من المحطات التي طبعت السنين الأخيرة في حقل التعليم العمومي .ألم يكن الأفضل للجريدة التي تلهت وراء شاد بالقصر الكبير باحثة عن الإرتزاق بهكذا مظاهر ،أن تتعامل بحرفية مع محطات نضالية للعديد من الفئات ويستنكر ذاك النيني باسلوبه الساخر التعامل الأجوف للجهات المسؤولة مع هذه الإحتجاجات ويندد بالإقتطاعات الأشبه بالإختلاس التي تعرض لها آلاف المدرسين في السنوات الأخيرة علما أنه يملك من الملكات الأدبية ما يؤهله للتعامل مع هذه الوقائع بالشكل والطريقة المناسبين.
لكنه لم يفعل ،فلماذا إذن؟
قبل الجواب عن هذا السؤال لابد من الإقرار بأننا كمدرسين منا المخطئون المقصرون في أداء الواجب لكن الأمر لا يصل إلى حد اختزال الأزمة التعليمية في طرف واحد والعفو والصفح عن باقي العناصر الذاتية منها والمعنوية وبالتلي فتناول موضوع شائك كالتعليم بهذا التحليل الفضفاض من طرف صحفي لا يمكننا إنكار ما يتمتع به من ذكاء ،تعاطي من هذا القبيل من طرف صحفي من هذه الطينة لا يدع مجالا للشك بأنه يخدم أجندة معينة يتحكم في تحديدها أولائك الذين يحددون له متى وعلى ما يتحدث ؟
أما لماذا لم يتناول القضايا المشار إليها سلفا ؟ فببساطة لأنها ليست من اهتمامات أولياء نعمته وحتى نضع الأمور في سياقها الموضوعي إليكم بعض الإشارات :
- لاشك أنكم تتذكرون الحملة الشرسة التي كان يشنها الصحفي المبدع على وزراء الإتحاد الإشتراكي أكثر من غيرهم علما أنهم ليسوا وحدهم من كانوا يشكلون الحكومة وليسوا وحدهم من راكم الأخطاء والزلات ، فلماذا إذن هذا التعامل الصحفي غير المستقل من طرف جريدة تدعي أنها مستقلة؟ ولماذا الإصرار على متابعة كل هفوة لهذا الوزير الإشتراكي أو ذاك حتى ولو داخل المستعجلات وعدم التعامل بالمثل مع أخطاء أخرى أكثر فضاعة لوزراء غير إتحاديين؟ ولماذا التغاضي عن هفوات الإشتراكيين في تلك الفترة عندما تعلق الأمر بملف يخدم العاملين بالتعليم العمومي أو على الأقل تلك الآلاف التي اختلس جزء هام من مرتباتها من قبل وزير اتحادي صرف؟ولماذا السكوت عن الوزراء الإشتراكيين أنفسهم لما تعلق الأمربتجاهلهم للمطالب العادلة لفئات عديدة من الشغيلة التعليمية؟
- وبالمقابل كلنا لاحظنا انتهاء الحملة الشرسة على الإتحاد الإشتراكي مع انتهاء الحملة الإنتخابية ،أفلا يحق لنا أن نستنتج بأن العملية كانت تدخل في إطار صفقة مؤدى عنها فانتهت الحملة بانتهاء المدة المتفق عليها مع الجهات المانحة؟
- هل التعامل الصحفي الإحترافي المستقل يسمح لصاحبه بالسكوت عن أولياء نعمته وما يرتكبونه في حق المئات من مستخدميهم من أجور تقل عن الحد الأدنى و تهرب من التصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي ليقضوا ماشاؤوا من السنين عملا دون ترسيم فيستغنى عنهم متى شاؤوا ذلك ؟ وللتأكد اسألوه عن احد أولياء نعمته هناك بعاصمة الرياح.
وأخيرا وليس آخرا مخطئ كل من اعتقد أو صدق بأن الأمر يتعلق بقلم نزيه وحجتي في ذلك هو القادم من الأيام أو الشهور أو السنوات فهي التي ستنير بصيرة كل واحد منا كما أنيرت بصيرته بالأمس فاقتنع حتى النخاع بأن تلك النقابات التي كان مخلصا لها طوال حياته المهنية هي نفسها من تاجرت بنضالاته فكانت صدمته أشد إيلاما من واقع الحال.
تحية تقدير لكل إطار تعليمي أخلص في عمله ولو في الحد الأدنى
والهداية من الله نسألها لكل إطار في التعليم أوغيره قصرفي أداء واجبه لهذا السبب أو ذاك
في انتظار تفاعلكم مع النهج الذي يميز الخط التحريري لهذه الصحيفة اتجاه القضايا والمستجدات المرتبطة بشغيلة التعليم العمومي