مـــــوسـم جــني الأصـوات
حشرت الأنعام حشرا فوق كراسي إسطبل الحزب بعاصمة العلم والعرفان..... تحدث المفتش الاقليمي ثم تلاه كاتب الفرع الذي لازال متشبثا بمنصبه رغم كل الإنزالات والمكائد والعرائض والجموع الاستثنائية كما يتشبث الغريق بطوق النجاة. وله كل الحق في ذلك مادام أمين- زعيم – الحزب خالدا في منصبه . يتلعثم كاتب الفرع: " انهيارالمعسكر الشرقي سبب مباشر لغلاء الأسعارو تدني الأجور و تفشي البطالة ... والحرب الباردة لازالت ساخنة وصندوق النقد الدولي هو سبب الأمية و الإجرام والإفلاس... "- يسود صمت كئيب اسطبل الحزب –" صراع الحضارات أكذوبة القرن 21 و مجلس الامن الدولي هو صانع الحضارات أو مهدمها... " يختلط عليه الحابل بالنابل فيتسرب الملل للأنعام و الارتباك لكاتب الفرع فيبدع :" الجماعات الاسلامية حتى جماعات المساجد و الكتاتيب هي مشتل للارهاب و النكسات و التطرف... " الذبابة البيضاء ترن في اذان الدجاج المزكوم فتسبب له الأنفلونزا... يتصبب عرقا فيصيح: "صامدون صامدون للنجاح ذاهبون للتفاح آكلون " يرد عليه القطيع: " التفاح والنفاح يا قاضي يا مفتاح" ينسجم مع الصراخ فيرتجل كلاما غير مدونا :" كلشي غيخدم كلشي غيردم زيد درد ك عاود درد ك ". يشق الاسطبل صوت دابة استفاقت لتوها من تحت روثها: "بطاطا بليكي والتفاح ليا وليكي"
يرن هاتف كاتب الفرع يجيب لاغطا وسط الصخب والروث والبرسيم , يبشر الانعام :" أيها القطيع الوديع الزعيم الراعي كرمنا بزيارته.. " يدخل الراعي محاطا بشرذمة من الضباع والذئاب والسماسرة. ينتزع فرد من القطيع نفسه من مكانه ويصيح مستميتا حتى ليخيل للمرء أن حنجرته و غدده الدرقية ستنفجر: "سوى اليوم سوى غدا الدلاح ولابد " . يرتفع نهيق القطيع : " التفاح و النفاح ياقاضي يا سراح". يأخذ الراعي مكانه وسط الغنم يصب في معدته ماءا معدنيا مزورا يلوح بيديه للحضور و يتجشأ قائلا :"جينا عندكوم..نڭولولكوم .. راحنا معاكوم..كيف ما نتوما معانا". يبرز فردا آخرا من بين القطيع صائحا بهستيريا جنونية مبدعا شعارا حزبيا مرادفه :"معاكوم و معانا اللي بغانا يجي معانا". يردد البعير في نهقة موحدة:" البانانا و الما ڭانا سير تنش الدبانة". يعود الاسطبل لهدوئه فيستطرد الخرتيت :"القضية ساهلة ماهلة هادي ورقة فيها الفكرون و الدلاحة و الدبانة والمحڭن وحمير جدة والشكوة والهيدورة والعتروس ومسمار الكيف و ضرسة دالعقل و بيضة مسلوقة و بولة محروقة ووقية صغيرة دسكين جبير و طرف دسواك..نتوما دياولنا وحنا دياولكوم غادي تديرو دوايرة ولا شرطة على ضرسة دلعقل ..متافقين.. ودابا سمحولي خصني لازم نمشي حيت راه بزاف ديال القطعان دلغنم كتسنا فيا" . يصيح الساموراي بكل ما أوتي من قوة متشنجا ضاغطا على مخارج الحروف : " ياراعي ا رتاح ارتاح سنواصل الكفاح". يرد عليه القطيع في نقنقة واحدة:" التفاح والنفاح يا قاضي يا مفتاح".
ينسحب الراعي غير أنه سرعان ما يعود لمكبر الصوت مستدركا :"نسيت نڭولكوم راني جبت 10 دلكراسا متحركة و 7 دلعكاكز و 2 نظارات طبية مابقيتش كانديرهوم.. ". يبتسم ثم يصيح مقلدا الساموراي بتكلف و إبداع عقيم :" أنا الزعيم نعس ونرتاح ميعادنا غدا فصباح". يرد عليه القطيع في نعقة واحدة وهيجان شنيع: "التفاح والنفاح ياقاضي يا مفتاح".
ينسحب الراعي وعلامات البشر والرضى والاقتناع وتوقع النجاح والتفاح والنفاح يا قاضي يا مفتاح بادية على محياه. يشد على قوائم القطيع بحرارة ويصهل قائلا:"اذا احتجتم لمزيد من الكلأ والبرسيم فلا تترددوا".
يوم الاقتراع يقصد الصناديق جمع ترسخت لديه قناعة واحدة مفادها أن الذبابة أفضل حزب يمكن للمرء أن يمنحه صوته مادام في جناحيها الداء و الدواء.
وفي مكان قصي من ردهة بهو فندق مصنف كان هناك الزعيم الراعي"يسوك"وسطى يمناه على خدي كاتب الفرع مؤنبا إياه على خيبته وسذاجته وضعف حراسته للقطيع. يبرر كاتب الفرع موقفه :"القطيع ا للي راهنا عليه كان جيعان و الدبانة صبيحة الاقتراع وزعت الخليع والسفنج". يرتعد الراعي :" وأنا أيها الساذج هل أمددتك بالمال لتعبد به طريق باب الفتوح وسبع لويات.. " يصيح مؤنبا : أم لتؤجر لهم دروسا خصوصية تعلمهم خلالها استظهارشعار التفاح والنفاح يا قاضي يا مفتاح...لقد أعطيتك المال أيها الضفدع لكي تدهن السير و تضرب الأنعام لحلوقها... بينك وبين السياسة آلاف الكيلومترات أيها الساذج . لكن موعدنا في الانتخابات المقبلة.. ".
انسحب غاضبا ثم عاد ليلتفت من جديد صوب كاتب الفرع وهو يشير نحوه بوسطى يمناه مغمغما :" التفاح والنفاح يا قاضي يا الريح..