’’ وذكر فإن الذكرى تنفع المومنين’’
سـأظل أذكر وعشرات المرات بما حل بالملحقين التربويين وملحقي الإقتصاد والإدارة من مصيبة ومحنة من جراء قرار غير مسؤول ، قضى بإلغاء ترقيتهم بدعوى التزامن ،دون أي اعتبار ودون تفكير في عواقب ذلك عليهم.
من الناحية القانونية صعب على الإدارة التي اتخذت هذا القرارالجائر أن تجد مخرجا لورطتها ، ذلك أنه لا توجد قاعدة قانونية تقول : ’’إذا اقترن اوتزامن قراران فاحذف ما سبق’’ على غرار القاعدة النحوية المعروفة . بل القاعدة الصحيحة تنص على تمتيع المعني بالقرار الأصلح له وفي القانون الجنائي بالعقوبة الأخف.
1) هذا من الناحية القانونية لأن وزارتنا المحترمة بظلمها أرادت أن تجعل منا فقهاء حتى في القانون ، ومن الناحية المالية ، فإن مناصبنا المالية كانت موجودة ومؤشرعليها ، ولغاية في نفوسهم لا يعلمها إلا الله والراسخون في علم التشلهيب والتخربيق الذين يعيشون فيهم،تم تمرير هذه المناصب إلى فئات أخرى ، ومع ذلك فإن في جعبة المواردالبشرية مناصب أخرى يكفي أن تدخل يدها في كمها لتخرجها وتحل بها مشكلتنا.
2) قال أحدهم يوما عندما سألته في الموضوع :"أن هناك من هو ضدكم" !!!!!!
مالنا ومالهم ؟ وما بال هؤلاء الذين تسرعوا في اتخاذ هذا القرار ضدنا؟ ضدنا لماذا ؟ هل يغارون على ميزانية الدولة؟ربما ؟ وهل لم تقم مديرية المواردالبشرية بحل كثير من القضايا لم يكن أصحابها على حق بقدر ما كانت امتيازات أعطيت لهم ؟ وذلك تحت ضغط لوبيات نقابية أو حزبية أوقبلية أحيانا أو تدخل شخصيات وازنة ؟ ومن هذه القضايا ما نشر في بعض الجرائد اليومية ؟ولا أريد هنا أن اذكر بعض الحالات باسمائها وبتاريخها .
3) ودائما في إطار هذه الميزانية وهذه المناصب المالية ، بربكم أين هي هذه الميزانيات التي نسمع بها تنهب هنا وهناك من القرض السياحي والسكني مرورا بصندوق الإداع والتدبير وانتهاء بالتقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات ،وما خفي أعظم، وأنا وأنتم لم نأت بشيء من عندنا كل شيء منشور في الجرائد ،ثم من أين أتى هذا الكرم الحاتمي الذي تغده حكومتنا على أرباب المعامل والشركات بتخفيض نسب مهمة من ضرائبها ؟ هذا إذا كانوا اصلا يؤدون هذه الضرائب ، كما نؤديها أنا وأنت من رواتبنا الهزيلة ، اضف إلى ذلك كله الترخيص للبعض بالصيد في اعالي البحار واستغلال مقالع الأحجار والرمال والرخام والإستفادة من مداخيلها الضخمة لتنمية أرقامهم السرية بالبنوك السويسرية ، وهذه الضيعات الكبيرة التي تهدى بالعشرات للبعض ومنهم بعض الرياضيين ليزدادوا غنى ولتتضخم أرصدتهم أكثر فأكثر . أم هل هؤلاء مغاربة من طينة أخرى؟
وأنت أيها الملحق /يا امرأة ورجل التعليم / الحقير أيها المواطن من الدرجة الثانية أو الثالثة يا من يحرق دمه وأعصابه صباح مساء ومنذ سنوات ، ما هونصيبك من هذا كله ؟ نصيبك هذه الضرائب التي تقتطع من راتبك كأنك تملك باخرة ، نصيبك هذه الزيادة التي تنعم بها عليك حكومتك الموقرة والتي لن تكفيك حتى لشراء حبل لتشنق به نفسك ، نصيبك أن تقف في الطابور لتحتج وتصرخ ويذهب كل ذلك سدى بعد أن ينزل الستار ، لأنه يراد لك ولي أن نكون كومبارس نؤتث مشاهده المسرحية حيث يلعبون هم أدوارالبطولة .
نصيبك من هذا كله هوالإمعان في احتقارك وازدرائك وتذكيرك بأنك لست إلا رقما ضائعا وشاردا في بورصتهم ، وإذا لم يعجبك هذا كله فها هو البحر أمامك اشرب منه حتى ترتوي .
الإضرابات لم تعد تجدي ، ولو أضربت عاما بأكمله ، لأن التعليم اصبح عبئا عليهم ولو أتيحت لهم الفرصة لألقوا بكل هذا "الزبل "حاشاكم في بئر ويحكموا إغلاقه مخافة رجوعه إليهم .
لا أحد يكترث لما اصابنا ويصيبنا ،من جراء هزالة الراتب والإرتفاع الصاروخي للأسعار، حتى أضحى للأسف الشديد رجل التعليم في سلم ترتيب جميع الموظفين بدون استثناء ولم يشفع له مستواه الثقافي والمعرفي ولا شهاداته الجامعية والمهنية ولا المهمة النبيلة التي يقوم بها في أن يفكر المسؤولون في تحسين وضعيته ، بل بالعكس يقررون وبدون تفكير في تأزيم وضعيته بحرمانه من حق الترقية التي ظل يلهث راءه وينشدها لعدة سنوات . وعندما أدركها تركوا له السراب والزفت .
إذا كنا مغاربة وكنا سواسية أمام القانون كما يقال لنا وإذا كنا نعيش في دولة الحق والقانون ، فإنه ليس من القانون في شيء وليس من العدالة في شيء أن يعبث البعض بمصيرنا بإلغاء ترقيتنا التي نستحقها بجدارة بسبب تزامن تاريخين ،والحمد لله أن هؤلاء لا يملكون الموت والحياة وإلا لفضلوا موتنا على حياتنا إذا تزامنا .
كنت استغرب عندما أسمع أن مجموعة من المتضررين حاولوا الإنتحار جماعيا ،أوأحرقوا انفسهم ، واليوم أصبحت أومن بأنه إذا أغلقت جميع الأبواب في وجه كل محروم فمن حقه أن يقدم على أي قرار يسجله التاريخ بمداد من العار في سجل هؤلاء الظالمين ، مع العلم أنني ضد الإنتحار لأن الله حرم قتل النفس.والحياة ليست رخيصة إلى حد إهضارها -وهي هبة من الله - على مثل هؤلاء.
إخواني المتضررين زملائي متصفحي الدفاتر الإلكترونية، ها آنذا أذكر من جديد بمحنة الملحقين التربويين وملحق يالإقتصاد والإدارة راجيا منكم كل من موقعه التحسيس بعدالة قضيتنا وبالجور والظلم الذي مورس علينا وملتمسا من الرفاق النقابيين أن يتبنوا هذا الملف خصوصا ونحن على ما يبدوعلى أبواب احتجاجات في الوظيفة الهموميةوفي قطاع التعليم بالخصوص.
وما ضاع حق وراءه طالب .