المهنة : موعاليم! نحن جيل التسعينات حصلنا على البكالوريا بميزات جيدة لنجد أنفسنا في كماشة مراكز تكوين المعلمين ، هناك بدأت أحلامنا تترنح ،غسلوا أدمغتنا بالنظريات والبيداغوجيات ، و باركوا لنا رقم تأجير سيلازمنا حتى القبر . اخبرونا أن المجتمع سيحترمنا، فاذا به ينعتنا بأقبح النعوت : ( كوعليم ...سقرام ... ) فصرنا نكره كلمة معلم مرادفة الفقر و البهدلة و التسقريم ... وصرنا أبطالا للنكتة و التندر . أرسلونا، فيما يشبه النفي، إلى الفيافي و الصحاري و الجبال ، عذبونا ، بنوا لنا براريك سموها افتراءاأقساما، و أقفاصا بلا مراحيض . قطعنا مئات الكيلومترات مشينا على الأقدام... هاجمتنا الكلاب الضالة ،وأزعجتنا العقارب والافاعي السامة ، قاتلنا الفئران واغلقنا البنيان ... استجدينا الخبز والماء... بتنا في الخلاء... أبكتنا العزلة و الحنين... أتذكر جملة صدح بها احدنا في وجه مسؤول : ( الأجرة هي فقط تعويض عن شبابي المدفون في هذا الجبل!) .اشتغلنا مع المعلمات وزودناهن بالمعلومات وقت الازمات ورفعنا لهن المعنويات في ظل هذه الظروف الصعبة الاشبه بالمعتقل حتى انسجمن مع الواقع الجديد الذي لا مفر منه . صمدنا... انتقلنا من الجبل الى السهل... حاربنا الأمية... صنعنا جيلا يقرا... يكتب... يعي... رأينا بعضه يتظاهر في 20 فبراير، بينما كان البعض الآخر يراقبه في زي الأمن ! نظموا لنا الامتحانات المهنية، نجحنا في السلاليم تباعا ،وتحسنت ظروفنا المادية فاقتسمنا حوالاتنا مع وسائل النقل وشبكة الاتصالات ومساعدة اخواننا في مشوارهم الدراسي . صدقنا اليوسفي... فخذلنا ولعلو. ترجينا في الفاسي... فتجاهلنا مزوار. أوصلنا بنكيران لرئاسة الحكومة... فوعدنا الوفا ورحل ! عاد بلمختار والوزارة حائرة عن منهجية الاصلاح التي ستختار فاهتدت للمشاورات لمعرفة الانطباعات و تقديم المقترحات ......و لان الأمل في الله دوما قائم ، و من اجل رد الاعتبار، فإننا لم نتعب يوما من حمل الرسالة النبيلة و بإصرار .
المهنة ( موعاليم! ).وأفتخر
المصدر : مـوقع تربية وتعليم