حكومة بن كيران لا تعرف الا الزيادة:المدارس في العالمين القروي والحضري وإكراه الساعة الاصطناعية
استبشر الناس خيرا لما أعلنت الحكومة المغربية عن تأخير الساعة الاصطناعية التي طبقت على التوقيت المغربي الموافق للتوقيت العالمي بزيادة 60 دقيقة. لكن بشرى التأخير لم تدم عقيقة القطة كما يقول المثل بعد إعلان الحكومة تمديد الزيادة ككل شيء. فإن كان التوقيت المعمول به حاليا ملائما لأن المغرب قد وفر ـ حسب تصريح وزير الوظيفة العمومية والإدارة
وتحديث القطاعات ـ 100 مليون درهم وأبدى نجاعته في اقتصاد الطاقة كمورد اقتصادي، فإنه بالمقابل قض مضاجع الكثيرين. وتكفي العودة إلى نتائج بعض استطلاعات الرأي التي قامت بها مواقع وجرائد. ثم إن كانت حكومة ابن كيران وقبلها حكومة عباس الفاسي قد لمست النتائج الإيجابية بزيادة 60 دقيقة ففي قطاع التعليم هناك آلاف التلاميذ يعانون من هذا الإجراء خصوصا في العالم القروي، والذين ستزداد معاناتهم مع الظلام الدامس والغبش ويعرضون حياتهم لمخاطر جمة للوصول إلى المدرسة، الأمر الذي سيثير إزعاجا لذويهم في اضطرارهم لمصاحبة أكبادكم بكرة ويعبرون بهم جسورا لا تزيد في عرضها عن موطئ القدم على وديان وأنهار تتهدد حياتهم لكونها صممت من جدوع الأشجار، وسينتظر الأبناء وذووهم انقضاء شهر أكتوبر على أحر من الجمر، وسيكون بذلك شهر الشؤم والطيرة. ثم إذا كان من حظ التلاميذ المنتمين إلى المجال الحضري وساكنة بعض المدن المغربية في كون أزقة وشوارع أحيائهم تنعم بالإنارة العمومية، فإن قرى وأحياء مدن فقيرة تسبح في الظلام الحالك ولن يستطيعوا الوصول إلى المدارس إلا بمصابيح يدوية ستنضاف إلى لائحة اللوازم المدرسية. وأخشى ما يخشى أن تدفع معاناة الآباء وأبناءهم لشهر واحد أن تنقطع الفتاة القروية عن المدرسة وتعود بنا الأمور إلى وضعية الأمية والتخلف، لأن من الأسباب التي جعلت الفتاة القروية مركونة في البيت الأسري دون أن تلج مقاعد المدرسة إلى عهد قريب هشاشة البنية التحتية بغياب مدارس وبعدها من أماكن الإقامة، وحينما تحسن الوضع ببصيص ضوء دفع الآباء بفتياتهم إلى المدرسة لأنهن في وضع يؤمنهن ولو على حياتهن، لأن في أغلب الدواوير والمداشر تضطر الفتيات إلى قطع مسافات نحو الإعداديات والثانويات في مسالك متشعبة بين الحقول وبين الأوحال والمياه الجارية والراكدة للوصول إلى تلبية فريضة العلم والتعلم.
عمر الحسني ـ تنغير