كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال بالرباط في تقرير المجلس الأعلى
بعد ملاحظات تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول بعض الأكاديميات والمدرسة المحمدية للمهندسين والمدرسة العليا للتكنولوجيا بسلا ،وصلت ملاحظات تقرير مجلس جطو لكلية الآداب والعلوم الإنسانية (أكدال) والتي أحدثت سنة 1957، وهي مؤسسة جامعية تابعة لجامعة محمد الخامس أكدال، وتضم ثلاثة عشر شعبة ومركز دراسات الدكتوراه بالإضافة لمركز الدراسات والأبحاث في الجغرافي، وتناط بالكلية مهمة التعليم العالي في شكل تكوين أساسي وتكوين مستمر والقيام بجميع أعمال البحث في حقل تخصص الآداب والعلوم الإنسانية والفنون والميادين المرتبطة به. وقد بلغ عدد الطلبة المسجلين بالكلية برسم السنة الجامعية 2011/2010 حوالي 5319 طالبا منهم 1987 جددا، أي بنسبة 37 %.كما بلغت الاعتمادات المالية المفوضة للمؤسسة سنة 2010 مبلغ 10.190.206,14 درهم مقابل 5.277.173,41 درهم سنة 2003 وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 93 % في أقل من عشر سنوات.
خلل في التكوين الأساسي والتكوين المستمر
لاحظ تقرير المجلس بأن عدد المسالك المقترحة من طرف كلية الأداب والعلوم الإنسانية سنة 2010 بلغ حوالي 47 شهادة في إطار التكوين الأساسي و شهادة واحدة في اطار التكوين المستمر. تمثل الإجازات حوالي 38 % من هذه التكوينات منها 28 % تتعلق بالإجازة المهنية ، مقابل 35 % بالنسبة لتكوينات الماستر منها 12 % للماستر المتخصص. وأوضح التقرير أن فتح هذه المسالك لم يكن مسبوقا بأية دراسة تحدد مدى ملاءمتها لمتطلبات سوق الشغل. أما بالنسبة للتكوين المستمر، فقد لوحظ أن الكلية تمنح الشهادة الوطنية عوض الشهادة الجامعية لأن هذا التكوين لم يتم اعتماده من لدن المصالح المختصة لدى وزارة التعليم العالي، لكن رئاسة جامعة محمد الخامس بأكدال في الرباط نفت ما ذهب إليه التقرير وأوضحت في ردها لرئيس المجلس أن كل مسالك الماستر والماستر المتخصص بنيت في إطار الشراكة البحثية مع مؤسسات وطنية ودولية أدت إلى اندماج 90 % من المتخرجين في سوق الشغل.
ارتفاع نسبة التكرار في سلك الإجازة
حسب التقرير فقد بلغ عدد الطلبة المسجلين في سلك الإجازة 5040 طالبا برسم السنة الجامعية 2011/2010 (ضمنهم 1987 طالبا جديدا) مقابل 3054 سنة 2004/2003 ( ضمنهم 1898 مسجلين جددا ). وبحسب التقرير فقد بلغت نسبة الطلبة الجدد حوالي 38% من مجموع الطلبة المسجلين بالكلية سنة 2010/2009 مقابل 62 % سنة 2004/2003 وهو ما يمثل انخفاضا مهما.لكون عدد الطلبة الذين يقضون أكثر من ثلاث سنوات للحصول على الإجازة تفوق نسبتهم 83 % . و بالنظر لهذه الحالة كان من الواجب على الكلية الوقوف على الأسباب التي أدت إلى هذه الوضعية حتى تتمكن من تحسين نتائج الشعب التي تعرف نسب رسوب مرتفعة.
المصدر فسر الوضعية بوجود بعض صعوبات تواجه الطلبة خصوصا خلال الأسدس الأول من سلك الإجازة حيث أنه يتميز بضعف نسبة النجاح التي لم تتجاوز 26 % خلال الفترة الممتدة ما بين 2003 و 2010 مع وجود بعض التفاوتات من شعبة لأخرى حيث أن هذه النسبة لا تتعدى 11 % بالنسبة للآداب الفرنسية و الجغرافية.
توصيات ورد من الإدارة
الخلل الذي وقف عليه المجلس بخصوص ملف الإجازة دفعه إلى رفع توصيات منها»احترام المقتضيات القانونية المتعلقة بمنح الشهادات مع تقييم الشعب التي تعرف انخفاضات مهمة على صعيد نسبة النجاح أو نسبة التسجيل؛ وكذا تحسين نتائجها على مستوى الكم والكيف»،من جهتها عزت إدارة الجامعة في جوابها سالف الذكر مسألة الهدر أو التكرار إلى تعايش نظامين للإجازة في المرحلة الممتدة ما بين 2003و2006،أما الثانية فتتعلق بنظام «إمد» نفسه فهو نظام للقروض حيث أن عددا كبيرا من الطلبة استوفى أزيد 80% من الوحدات اللازمة للحصول على الإجازة لكنه لسبب أو لآخر ينقطع ليعود من جديد لمواصلة الدراسة.
غياب استراتيجة للبحث العلمي
دخلت كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابتداء من سنة 2005 عملية هيكلة البحث العلمي،مع العلم أنه قبل هذا التاريخ كان البحث العلمي مبنيا على مبادرات فردية، وبحسب التقرير فالكلية لم تكن قد تبنت أية رؤية أو مخطط استراتيجي لتطويره كما أن الكلية تتوفر على 31 وحدة بحث وثلاثة مختبرات و مركز واحد لدراسات الدكتوراه . ”un pole de competence“ زيادة على مركز للخبرة،
وعلى الرغم من أهمية هذه الهياكل، فان الكلية لم تضع أي نظام يمكن من تتبع أعمالها الشيء الذي نتج عنه عدم قيام هذه الأخيرة من انجاز تقارير دورية لأعمالها،لذا أوصي المجلس كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالعمل على تبني استراتيجية واضحة تمكنها من حصر المحاور ذات الأولوية في ما يخص البحث العلمي بالإضافة إلى حصر شامل لجميع نشاطات البحث العلمي بالمؤسسة
ثلاث حسابات بنكية
تتوفر كلية الآداب والعلوم الإنسانية على اعتمادات مفوضة تتأخر رئاسة الجامعة في تحويلها.ووفق التقرير فالمعطيات الخاصة بميزانية الاستثمار غير متوفرة. و فيما يتعلق بميزانية التسيير، فانها تتميز بوجود سيولة نقدية مهمة تمثل في معدلها 37 % من الميزانية.أما الموارد الخاصة، فانها تأتي في مجملها من بيع الكتب، حيث تفوق في معدلها (في الفترة الممتدة بين 2003 و 2010) 61 % من مجموع الموارد.وقد شابت عمليات استخلاص المداخيل وتنفيذ النفقات عدة عيوب نذكر منها تواجد حصيلة نقدية سالبة سنة 2009 حيث بلغت 294.632,00 درهما؛وعدم صحة حصيلة الأموال. فالكلية تتوفر على ثلاثة حسابات بنكية، كما تم تسجيل وجود فارق يفوق مبلغ 620.000,00 درهم ببن الرصيد البنكي و رصيد الأموال وذلك بتاريخ 31 دجنبر 2010.
وجهة نظر الجامعة
استغربت رئاسة الجامعة ما ورد في التقرير حول البحث العلمي حيث وصف ما ورد فيه بــ»التناقض الصارخ» على اعتبار أن الكلية تعد أول دار نشر في المغرب،كما أن برامج البحث تقيم من طرف خبراء يستحضرون هذا البعد أساسا ويحصل حاملوها على الدعم المطلق لهيئات البحث العلمي وطنيا ودوليا.كما رفضت الرئاسة ملاحظات المجلس بخصوص تدبير الاعتمادات وطالبت بمراجعة الملاحظة التي مفادها»وجود رصيد سلبي لميزانية التسيير لسنة 2009» على اعتبار أن هذه الحالة قد تمت تسويتها،كما سجلت الكلية تراكما مهما فيما يتعلق بالباقي استخلاصه خلال إعداد مشروع ميزانية 2010.
خالد السطي
07/03/2013