هل يبدو طفلك مريضاً معظم الوقت؟
في المدارس كما في رياض الأطفال يُمتحن الجهاز المناعي للطفل، فالطفل اليافع ضمن مجموعة كبيرة من الأطفال يهيئون وسطاً طيباً لنمو الكائنات الدقيقة المتسببة في المرض .
هنا سنستعرض مجموعة من الأمراض السارية التي تجبر الأطفال على البقاء في البيت والتغيب عن المدرسة أو عن روضة الأطفال. وسنبين كذلك كيفية علاج هذه الأمراض والوقاية منها، كما سنحدد الوقت الملائم لعودة الطفل إلى المدرسة:
1- نزلات البرد الشائعة:
وهذا من الأمراض التي تنتشر بسهولة عبر المعايشة مع المصاب بالعدوى ، والتي تتم عبر قطرات ملوثة من المجرى التنفسي تتم عبر السعال أو العطس .
وتشمل الأعراض: افرازات وسيلان أنفي ، حكة واحتقان في الحنجرة ، سعال وعطاس ، وحمى خفيفة.
ولا يوجد علاج لنزلات البرد والزكام ، ولا يوصى بالأدوية للاطفال الصغار لأنها لا تناسب أعمارهم ، ولكن يمكن مساعدة الطفل على الشعور بالتحسن ، باتباع الإجراءات التالية:
* توفير كمية كبيرة من السوائل كالماء والعصير وشوربة الدجاج.
* تشجيع الطفل على لزوم الراحة قدر الإمكان.
* إشاعة الرطوبة في غرفة الطفل ، أو منح الطفل حمام بخار.
* استخدام قطرات الأنف المصنوعة من المحاليل الملحية (سالاين).
* للأطفال الأكبر سنا يمكن التخفيف من احتقان الحلقة باعطائه الحلوى الصلبة ، قطرات للسعال، أو الغرغرة بالماء المملح.
كذلك: فإن استخدام مسكنات الألم ، والتي تخفض الحرارة أيضا كالأسيتامينوفين (بندول) ، والإيبوبروفين (تروفين)-لا يعطى الأخير لمرضى الربو- سيساعد في خفض الحرارة ، والحد من الألم الناجم عن الحلق المحتقن والصداع ، كما ويجب اتباع التعليمات الخاصة بالجرعة بحذر شديد.
لا تعطي الأسبرين لمن هم في سن الثامنة عشرة أو أصغر.
2- إنفلونزا الأمعاء( الالتهاب المعَدي المعوي الفيروسي)
تتم العدوى بهذا المرض في الغالب عبر الاحتكاك بالمصاب أو عبر تناول مأكولات او مشروبات ملوثة ، وتشمل الأعراض التقيؤ والإسهال .
ولا يوجد علاج فعال لذلك، ولكن ينبغي اتباع بعض الإجراءات ريثما يكمل المرض دورته:
* تفادي الجفاف عبر المحاليل الاروائية عن طريق الفم مثل (بيديلات ، أكواسال ،..وغيرها) والتي ستعوض الماء والمعادن والأملاح المفقودة عبر الاسهال والتقيؤ.
* تشجيع الطفل على لزوم الراحة قدر الإمكان .
* العودة بالتدريج الى الغذاء الاعتيادي ، بدءاً بطعام سهل الهضم كالأرز والموز والبطاطا والخبز المحمص ، وينبغي تجنب منتجات الألبان والتي تجعل الاسهال أسوأ.
* لا ينبغي اعطاء الطفل مضادات الاسهال الموجودة في الصيدليات ما لم يطلب الطبيب ذلك ، لأن من شأن هذه الأدوية الحيلولة بين جسم الطفل وطرح الفيروسات .
* إذا ظهرت أعراض الجفاف على الطفل ( كأن يشعر بالعطش الشديد ، يشكو من فم جاف ، قلة البول ، أو أن يبدو شديد الضعف والإعياء ) فيجب مراجعة الطبيب فوراً.
إلتهاب الأذن الوسطى
وهذا غالباً ما يبدأ كالتهابٍ فيروسي كما في حالة البرد . عندذاك تلتهب الأذن الوسطى بسبب العدوى ويتشكل السائل خلف طبلة الأذن ، ويصبح هذا السائل بيئة خصبة للفيروسات أو البكتيريا.
وسيشكو الطفل المصاب من ألم في الأذن ، وشد في الأذن ، ويصبح الطفل متوتراً ، ويعاني من مشاكل في النوم.
وتشفى الكثير من التهابات الأذن الوسطى من تلقاء نفسها خلال عدة أيام ، كما أن المضادات الحيوية ليست ذات جدوى في علاج الالتهابات الفيروسية ، وعليه ينبغي علاج الطفل كالآتي:
* وضع خرقة دافئة ومبتلة على الأذن المصابة.
* سؤال طبيب الطفل عن مسكنات الألم ، فهو قد يصف قطرة أذن أو مسكن للألم كالأسيتامينوفين (البنادول) أو الإيبوبروفين ( تروفين) ، عندئذِ يجب اتباع الجرعة المناسبة لسن الطفل ووزنه تماما كما يحددها الطبيب.
* يجب عدم إعطاء الأسبرين لمن هم دون سن 18 عاماً.
التهاب لحمية العين (العين الوردية)
عبارة عن التهاب للغشاء الشفاف المبطن للجفن ولجزء من بياض العين ، وفي معظم الحالات فان هذا الالتهاب فيروسي بامتياز ، وغالبا ما يصاحب نزلات البرد ، ولكنه يكون بكتيريا في أحين أخرى، أو كالتهاب أرجي (تحسس) .
وعندما يكون هذا الالتهاب بكتيرياً أو فيروسياً فانه يكون شديد العدوى، ويجب ملاحظة الاحمرار والإفراز في إحدى العينين أو كلتيهما للطفل. كما أن الطفل سيشكو من حكة في العين واضطراب في البصر.
إذا كان الالتهاب بكتيرياً فقد يصف الطبيب قطرات للعين تحوي مضاداً حيوياً ، أما إذا كان فيروسياً فسيكمل المرض دورته لا محالة ، ولا علاج إلا كمادات باردة أو ساخنة للعينين من أجل تخفيف الالم.
5- احتقان الحلق:
غالبا ما يكون المسبب فيروساً، وغالبا ما يرتبط ذلك بأعراض أخرى لالتهاب المجاري التنفسية العلوية مثل: سيلان الأنف ، السعال، وغيرها.
ومعظم حالات احتقان الحلق تمضي من تلقاء ذاتها ، ويجب مساعدة الطفل على الشعور بالراحة كما يلي:
* توفير كمية من السوائل ، وتجريب العسل مع الليمون.
*تشجيع الطفل على إراحة صوته قدر الإمكان .
* توفير حمام بخار للطفل أو تشغيل جهاز للترطيب في غرفته.
* للأطفال الأكبر سنا ينبغي تجريب غرغرة الماء والملح ، والحلوى الصلبة وقطرات السعال.
أما إذا استمر الاحتقان لأكثر من أسبوع أو تسبب بألم شديد ، أو ارتفاع في درجة الحرارة ، أو تضخم في اللوزتين فيجب إبلاغ طبيب الطفل ، لأن ذلك قد يكون عائدا إلى التهاب بكتيري تجب معالجته بالمضادات الحيوية