تنهال علينا من وزارتنا الموقرة ، و من كل الإدارات التابعة لها ، سلسلة من البرامج الاصلاحية و الاستعجالية في إطار شعارات رنانة براقة لا تجد لها على أرض الواقع أثرا يذكر سوى العزاء و الحسرة ثم الغيض و الغضب .
فهاك شعار الجودة ، و هاك المصلحة الفضلى للمتعلم ، و هاك الكفايات ، و هاك النزاهة و محاربة الغش ، و هاك و هاك ...
* * * * *
و لي هنا تساؤلات عن ماهية الكثير من واجباتنا و مسؤولياتنا باعتبارنا مدرسين في ظل إكراهات الخريطة المدرسية ؛ بحيث إن المتأمل منا في المفارقتين يبدو له أن جهده يذهب هباء منثورا .
1 ــ فما الداعي كي يجهد المتعلمون أنفسهم في تحصيل دروسهم و المثابرة فيها ما دام أن النجاح لا يتوقف على ذلك المجهود ؟
2 ــ و ما بال الأساتذة يجهدون أنفسهم في إعداد الفروض ، و إجرائها و تشديد الحراسة فيه ، و مسك نقطها ..، إذا كان شأنها في تقرير مصير التلميذ بين الانتقال أو التكرار غير ذي أثر ؟
3 ــ و ما بال الوزارة الوصية توصي و توصي بجزر الغش ، و تشديد الحراسة في الامتحانات الموحدة ، و التهديد على كل مخالف ..، إذا كانت الكلمة الأخيرة لاكراهات الخريطة المدرسية ؟
4 ــ و ما بال السادة الأساتذة يجهدون أنفسهم بحضور اجتماعات المجالس و النقاشات الحادة فيها حتى أوقات متأخرة ..، إذا لم يكن لكلمتهم سامع ؟
* * * * *
أليس كل هذا و غيره مستفزا لكل غيور
و مدعاة للإحباط
ثم ضياع
الجـــــــــــــــــودة