ثقافتنا إلى أين..؟
أنّى لشمس ثقافتنا أن تستطع وغيوم التراث الغربي تحجبها..؟
كيف أن ينبثق النور والانحطاط الفكري يعانق فساد حياتنا الأدبية..؟
من يستطيع نقد العقل التاريخي..؟
لما نصدق كل من صور لنا عالم عبقرية عصر ما..؟
آه يا زمن الانحطاط..
آه يا نسيج الأسلاف قد تخبل..
إنها مشكلة عويصة.. عويصة..
فكر الجميع وانتقد الجميع وصرخ الجميع وسكت الجميع..
نقض العرب غزلهم فتخبّلت ثقافتهم..
العالم الإسلامي باهت..
مدنس بعار السلف..
تلون بلون الضعف.. والذل.. والانكسار.. والهزيمة..
الضفادع تغني في مستنقعاته..
يا علماء الإصلاح، إن ثقافتنا أصبحت تباع في سوق "الخوردة"...
يا تاريخا أنت حقا رايتنا..
آه! لقد تجاوزتنا الأحداث.. صنم ثقافتنا المتبرجة كبير.. تهتكت ثقافتنا حين قرأنا حروف الشياطين..
انطقي يا ثقافتنا.. ينعتق المقيّدون..
انطقي يا ثقافتنا.. تنقشع السحب..
انطقي يا ثقافتنا.. يحترق الاستشراق..
الباب وأين المفتاح؟
الخيوط وأين المصباح؟
الليل فمتى الصباح؟
ليس في الطريق سوى الأمل..
الأمل يدندن:
- لا بد لليل أن ينجلي..
- ولابد لشمس ثقافتنا أن تسطع..
- ولا بد للغيوم أن تندثر..
- ولا بد لمشكاتنا أن يضيء مصباحها..
كيف لليل أن ينجلي وعيوب النشر كالمرأة العجوز..
كيف للشمس أن تسطع وثقافتنا لازالت غير صادقة..
كيف للغيوم أن تندثر وثقافتنا كلها مشكلات وعقبات..
كيف لمشكاتنا أن يضيء مصباحها ونحن لا زلنا ننعت أخطاء الآخرين..
كيف نخطو.. وفئة عريضة في عالمنا الإسلامي لا تتحاور ولا تقرأ إلا باللغة الغربية..
كيف نتحاور وننتقد تارخنا والتاريخ يسجل غياب المنهجية وضياع الهوية..
انقشعت السحب، وسطعت شمس الحقيقة نطق صوت الملائكة: ثقافتنا إلى أين..؟
بقلم: محمد معمري