دعوة بنكيران إلى عدم تقبيل التلاميذ الصغار تثير ردود أفعال متباينة
هسبريس - محمد الراجي (كاريكاتير خالد كدار)
الأربعاء 16 أبريل 2014 - 10:40
خلّفتْ الدعوةُ التي وجّهها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إلى رجال ونساء التعليم، بضرورة تفادي تقبيل التلاميذ الصغار، خلال المناظرة الوطنية الأولى حول أرضية مشروع سياسة عمومية مندمجة لحماية الأطفال، المنعقدة يوم الاثنين المُنصرم بالصخيرات، ردود فعل متباينة، بينَ من "سخِرَ" من رئيس الحكومة، وبين مؤيّد لما ذهب إليه، بداعي أنّ التقبيل وجها لوجه قد يُفضي إلى "فتح الباب أمام الشيطان".
حكيمة، ذهبت في تعليق ساخر على دعوة بنكيران للمعلمين والمعلمات بعدم تقبيل الأطفال الصغار، إلى أنّ تقبيل الصغار قد يكون في أحيان ضروريا، متسائلة بسخرية: "واش غنديرو فالروض مع الأطفال الصغار؟!"، فيما ذهب "فيسبوكيون" آخرون إلى أنّ مشاكل المدرسة المغربية أعقدُ بكثير، وتتطلّبُ ما هو أبعدُ ما مطالبة نساء ورجال التعليم بعدم تقبيل الأطفال الصغار.
"كلام معقول ومنطقي جدا لو كان خارجا من قلب صادق، ولكن المشكلة العويصة هي عدم توفر البنيات الأساسية للتمدرس بالمدارس، مثل الماء والمراحيض التي لا توجد إلا على الأوراق"، يقول مصطفى في تعليق له، مضيفا، في سؤال استنكاري إلى رئيس الحكومة: "آسي بنكيران، عندما تخرج بنت في عمرها 13 عاما لقضاء حاجتها في العراء، في غياب المراحيض، أو حتى سور المدرسة، هل نطلب من المارّين أن يُغمضوا أعينهم؟".
في المقابل أبْدت سميّة تأييدها لرئيس الحكومة، قائلة إنّ كلامه منطقي وفي الصميم، إذْ أنّ هناك بعض المعلمين، حسب رأيها، يستغلون براءة الأطفال بِنيّة سيئة، "مما يسيء إلى قدسية مهنة التعليم، والدليل على ذلك تزايد نسبة ظاهرة الاغتصاب والتحرش التي أصبحت تتحدث عنها جل المواقع الالكترونية بشكل مكثف في حق مجموعة من الأطفال والتلاميذ"، على حدّ تعبيرها، فيما يرى "فيسبوكيون" آخرون أنّ المعلمين أصلا لا يقبّلون التلاميذ؛ "ما أتذكّره من فترة الدراسة هو العصا كل صباح، دون سبب واضح"، يقول ياسين ساخرا.
وعلى الرغم من أنّ حكومة عبد الإله بنكيران، أدخلت تعديلات على بعض فصول القانون الجنائي، ورفعت من مدّة العقوبات السّجنية في حقّ مغتصبي الأطفال، إلّا أنّ عددا من قراء هسبريس، الذين عقّبوا على مقال "بنكيران يدعو نساء ورجال التعليم إلى تفادي تقبيل التلاميذ"، اعتبروا أنّ توجيه الأوامر إلى الأساتذة بعدم تقبيل التلاميذ الصغار ليس حلّا للقضاء على انتهاك حُرْمة الأطفال، ويروْنَ أنّ المغرب بحاجة إلى سَنّ قوانين زجريّة قاسية في حقّ المغتصبين.
تقول القارئة خديجة، في تعليق لها، موجّهة كلامها إلى بنكيران: "أشكرك السيد الوزير على هذه الالتفاتة، لكنّ الكلام غير كاف، وإنما ينقصنا الفعل، فنحن بحاجةٍ إلى نصوص قانونية فعّالة، ومُطبَّقة على أرض الواقع، تعاقب أشد العقاب كل من سوّلت له نفسه اغتصاب وهتك أعراض الأطفال، بل وحتّى التفكير في ذلك"؛ في السياق نفسه كتبَ ياسين: "يجب أن يُضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه الاعتداء على فلذات أكبادنا بتطبيق شرع الله عليهم وديك الساعة خليهوم يعاودو!".
قرّاء آخرون استحضروا في تعليقاتهم قضية "مغتصب أطفال القنيطرة"، الاسباني "دانيال كالفان"، إذ قال أحد قراء هسبريس، متوجّها بخطابه إلى رئيس الحكومة، مما لا شك فيه أن أي مغربي يرفض الاعتداء علي فلذات أكبادنا ويجب معاقبة كل من سولت له نفسه أن يدنّس قدسية أطفالنا؛ لكن، أريد أن أستفسر بنكيران أين كانت تعليقاته عندما أفرج عن الوحش دانيال؟ ولماذا التزمت حكومته الصمت؟ وأين وصلت متابعة دانيال؟"، وأضاف "التاريخ لن يسامح أي شخص ساهم في فرار دانيال من العدالة، إن كانت هناك عدالة في المغرب!".
وإلى جانب المطالبة بإقرار سياسة جنائية زجرية ورادعة، وإنزال أقصى العقوبات في حقّ مغتصبي الأطفال، وسنّ قوانين رادعة ومتشدّدة في حقّ المتحرشين جنسيا بالأطفال الصغار، نادى قراء آخرون بضرورة أن تكون القوانين الزجرية مواكَبة بالحملات التحسيسية، لتوعية تلاميذ المؤسسات التعليمية؛ في هذا السياق يقول القارئ جلال: "حماية الطفولة هي مسؤولية الدولة حكومة وشعبا من خلال سياسة جنائية زجرية ورادعة للجناة، بالإضافة إلى جلسات خاصة لتلاميذ المؤسسات من طرف اختصاصيين، حتى يربط هؤلاء الصغار علاقة مع أجسادهم الصغيرة ومعرفتهم لمختلف طرق استغلالهم".