وأنا أفكر في الرحيل من الدار .. قلت مع نفسي : الله يلعن الشيطان ..لكن أبيت إلا أن أرسم سطورا أخبركم فيها بالقرار.. حتى لا تضعوا اسمي في برنامج مختفون أو رسالة عسى تصل.. كتبتها و كنت سأعتمدها لو أن أحد الأخيار فكما تعلمون لا تخلو الدنيا من الأخيار و الأشرار منعني من القيام بهذه الزلة .. تنازلت عن القرار فورا .. ولكن اعذروني فالفكرة ما تزال تراودني..ستتساءلون عن الأسباب و المسببات .. و عن الفرع و الأصل .. وسأجيبكم بكل اختصار أني لم أتعود على اللامعتاد و أني حين لم أحدد الإطار أصبحت بدون عنوان .. وكم هو صعب أن يعيش الإنسان بلا وطن.. قررت أن أرحل لأبحث لي عن وطن .. لأعرف من أنا .. ولأجل من كتبت .. أهذه كلها غفوة منك يا طيف .. هل تجهلين هويتك ؟؟ و لا تملئين نقط الفراغ ؟؟ ظننتك أذكى .. انعتوني بما شئتم .. فالواقع أقوى مني ومنكم .. أحيانا يكون الصد و الهجر .. و أخرى تنتصر الحياة أكثر من المعتاد .. لن أعاتب أحد كم ولو عتابا لطيفا فقد تعودت سماع نقيق الضفادع .. و تعود قلمي أن يقف وقفات عديدة للتأمل ليتذكر الماضي البعيد و يستحضر الحاضر في كل لحظة من اللحظات و يستشرف المستقبل ربما ليقرأني آخرون .. و أنا هناك حين اعتقدت أني أخيرا رأيته .. لكنها كانت فقط غفوة من الغفوات السعيدة لأنعم بحب من نوع آخر ..
حبي لبيتي الثاني .. الذي انسجمت مع ترنيمات خواطره .. و أحداث قصصه الواقعية و الخيالية ..استمعت بردود أعضائه الذين أكن لهم كل احترام و تقدير .. جعلني هذا البيت أفسح المجال لخيالي لأخطو خطوات عديدة على جبال الوهم و الواقع.. عزفت سمفونيات تختلف باختلاف الإحساس .. حاولت أن أعزف سمفونية واحدة وهي سمفونية البقاء .. لكن أناملي أبت إلا أن تبعثر أحلامي كما تتناثر أوراق الأشجار في الخريف على سفوح الجبال ..
حسرة ومرارة.. عبرات في مقلتي .. و أنا أستعد لأودعكم .. كل من أعرفهم ويعرفونني و من لا يعرفني .. كنت أقول وداعا دفاتر .. ستبقى ذكريات تبادل المعرفة عالقة بذهني ما حييت .. سأحمل حقيبتي تاركة لكم خاطرة "لحظات بين دفاتر " بأجزائها الثلاث هدية طيفية .. لأنها تحمل عددا من أسماء الأعضاء الكرام...و تحمل كل حبي لكم .. اعذروني ربما لم أفلح في التعبير عن هذه اللحظة .. فعلا الوداع كلمة قاسية .. لا أعرف كيف يكون الوداع ..حاولت أن أمنح نفسي لحظات أخرى .. لحظات صمت .. لحظات تفكير .. حتما لا أقوى على نسيانكم .. و حتما لكل بداية نهاية ..
لكن فضلت أن تكون لحظة الوداع هذه بداية عودة جديدة .. بنفس جديد ..
تحيات و سلام
طيف المغرب