الترادف في اللغة العربية
تتعدد أشكال العَلاقة بين اللفظ والمعنى، ومن هذه
الأشكال علاقة الترادف، وتتمثل علاقة الترادف
في وجود كلمات يمكن أن تتبادلاالمواقع مع بعضها دون أن يتغير المعنى على الرغم من اختلاف المكونات الصوتيةلهذه الكلمات، والعلاقة في هذه الحالة علاقة إيجاب، تدل على وجود قرابة بين الكلمتين أو الكلمات التي تقبل التبادل مع بعضها.
والمصطلح الذي يطلقه اللغويون على هذه الحالة هو: (الترادف synonyme ).(
تعريف الترادف.
الترادف لغة: التتابع.
الترادف اصطلاحًا: دلالة عدد من الكلمات المختلفة على معنى واحد، مثل: d8sd8s
- الحزن، الغم، الغمة، الأسى،والشجن، الترح، الوجد، الكآبة، الجزع، الأسف، اللهفة، الحسرة،الجوى،الحرقة، واللوعة.
-فلان يشبه فلانًا، ويشابهه، ويشاكله، ويشاكهه، ويضاهيه،ويماثله، ويضارعه، ويحاكيه،ويناظره.
-هفوة، وزلة، وسقطة، وعثرة،وكبوة.
وقد عَرَّفَ عُلماء العربية الترادف عن طريق إخراج المحترزات،فالترادف – عندهم - هو:
الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد .
ويخرج بهذا التعريف نحو الاسم والحد فليسا مترادفين، والسيف والصارم،فإنهما دلا على شيءواحد لكن باعتبارين: أحدهما على الذات والآخر على الصفة،والتوكيد حيث يفيد الثاني تقويةالأول، والتَّابع الَّذي لا يفيد شيئًاكقولهم: عطشان نطشان، ويتبين لنا من هذا التعريف ما يأتي:
1 –التعبيربألفاظ بصيغة الجمع يفيد أن الترادف يقع بين صيغتين أو لفظين فأكثر.
2 – لايُوجد أيّ ربط في التعريف بين المفردات والسياق اللغوي، وفي التعريف إشارة إلىأنالمتعدد هو الألفاظ والثابت هو المعنى.
3 – أمَّا التَّحديدبواسطة إخْراج المُحْتَرزات فإنه يبعد جانبًا متصلاً بالترادف
كالسيف
والصارم، ويقارن بين التوكيد والترادف، وما كان ناشئًا عن تغييرصوتي.
4 – يربط التعريفُ التَّرادُف بالألفاظ المفردة، ويوجد الترادف معالألفاظ المفردة وغيرهاويطلق "أولمان" على التَّرادف مصطلح "مدلول واحد – ألفاظ عدة" والمترادفات عنده
"ألفاظ متحدة المعنى، وقابلة للتبادل فيمابينها في أي سياق"
ويوجد في هذا التعريف ثلاث نقاطأساسية هي:
أ – المتعدد هو الألفاظ.
ب – الثابت والمتحد هوالمعنى.
جـ - الربط بين الترادف والسياق، فالترادف مشروط بإمكانية التبادلبين الألفاظ المترادفةفي أي سياق" والتبادل هنا مطلق، وليس مشروطًا أومقيدًا بحالة معينة.
ونوضح إمكانية التبادل في الجملة الآتية:
يقطع
الفارس الرقبة بالسيف.
يفصل البطل العنق بالحسام.
يضرب الشجاع الجيدبالمهند.
يمكننا هنا التبديل بين العناصر الرأسية في الجمل السابقة،والعلاقة الأفقية تأخذ شكلاً واحداً:
(فعل + فاعل + مفعول + جارومجرور).
كما أن العناصر الصرفية التي تتكون منها الجُمَل السابقة واحدة: (أفعال + أسماء + أسماء
+ أدوات + أسماء).
ويبين "أولمان" أنَّ الترادف ينقسم قسمين:
أ – ترادف تام، وهو نادر الوقوع.
ب– أنصاف أوأشباه مترادفات، ولا يمكن استعمالها في السياق الواحد دون تمييز بينهما،ويعني هذا وجود جانب من المعنى في كل لفظ لا يوجد في الآخر، وفي التراثالعربي ذكر لهذهالفروق وهي تشبه المميزات الدلالية في نظرية التحليلالتكويني يقول أبو هلال العسكري:
"الفرق بين المدح والتقريظ أن المدح يكون للحي والميت، والتقريظ لا يكون إلا للحي،وخلافه التأبين ولا يكون إلاللميت، والفرق بين المدح والثناء أن الثناء مدح مكرر، والفرق بين المدح والإطراء أن الإطراء هو المدح في الوجه، والفرق بين العهد والميثاق أنالميثاق توكيد العهد، والفرق بين الوعد والعهد أن العهد ما كان من الوعدمقرونا بشروط". d8s
وفي الترادف ميزة في رأي أولمان تتمثَّل في إزالة خطرالغموض، وإثراء أساليب التعبير التي يمكن التبادل بينها، والتعبير عن الظلال والألوان المتصلة، بالمعنى، ويتمثل الخطر في حشدالمرادفات حشدًا لا يهدِف إلى بيان المعنى أو الكشف عن طاقاته وإنما يهدف إلى إثبات أمرآخر ذاتي وهوالقدرة على معرفة مفردات اللغة. d8s
*********