تسول من نوع خاص ؟؟ - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر الإدارة التربوية هذا الركن بدفاتر dafatir خاص للتواصل و تبادل المعلومات و التجارب بين السادة مدراء المؤسسات التربوية

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية المامون حساين
المامون حساين
:: دفاتري متميز ::
تاريخ التسجيل: 19 - 9 - 2008
المشاركات: 198
معدل تقييم المستوى: 211
المامون حساين على طريق الإبداع
المامون حساين غير متواجد حالياً
نشاط [ المامون حساين ]
قوة السمعة:211
قديم 30-01-2009, 12:28 المشاركة 1   
مقال تسول من نوع خاص ؟؟


"تصواب معنا أستاذ" و "تهلا أستاذ "و" وتعاون معنا أستاذ"و"شوف لينا يا أستاذ مع هدا التلميذ"...هدا جزء من القاموس الموظف في دواليب الثانويات هده الأيام ، وكأن بنفسك في سوق شعبي للخضر والتبضع إنها من الظواهر التي أثارت حفيظة قريحتنا للتساؤل حول أسبابها ؟ ولمادا في هده اللحظات بالذات ؟ وما السر في عدم اقتصار الظاهرة على التلاميذ إلى بعض الادارين و الأعوان ؟كيف يمكن فهم هده الظاهرة؟ هل هده الظاهرة دليل على تغلل ظاهرة الزبونية والمحسوبية والتملق إلى شرايين المؤسسات التربوية ؟
نظن أن مثل هده الظواهر لا تفترض الصدفة والمجانية إنها تفترض القراءة والتأمل والتأويل السوسيولوجي خاصة أنها ليست ظاهرة فردية محصورة العدد ، وإنما هي ظاهرة عامة تستشري في نهاية كل فصل دراسي، اد بمجرد ما يقترب موعد ملأ بيانات النقط النهائية إلا ويستعد المتسولون لحط رحالهم أمام أبواب الإدارة والثانوية ، إضافة إلى حفظ ترسانة من التعابير والدعوات اللطيفة والرقيقة التي تؤثر في القلب وكأنك أمام مسجد لأهل الخير....ومن غرائب هده الظاهرة أن تجد تلاميذ في أدب جم وخلق حسن وهي عناصر تجدها لا تحضر حصص المادة إلا نادرا و ادا حضرت يظل بالقوة فقط ، لدلك فهم يحاولون دائما اللجوء إلى هدا الموسم للاسترزاق وطلب الصدقات وما تجود به عطايا السادة الاساتدة الأجلاء ، ومما يزيد من بركة وعظمة هدا الموسم ألتسولي عندما يشارك فيه أهل الدار أقصد بعض الادارين ، بحيث نجدهم يوظفون رساميلهم الرمزية من أجل استجداء غيث أستاذ أو أستاذة من أجل مصلحة خاصة بهم أي بأبنائهم أو بناتهم ، ويا ليث المسألة توقفت عند هدا الحد إن الأمر يتجاوز دلك إلى المتاجرة في عملية التسول من خلال توظيف دلك في علائقهم الاجتماعية واغتناء رساملهم الاجتماعية من خلال التوسط لأبناء عائلات معينة مقابل حظوة اجتماعية ، وفي بعض الأحيان تتم المتاجرة في هده العملية من الناحية المادية، هم (الادارين) يتوسطون و التلاميذ وآباءهم يدفعون مقابل مادي لكل نقطة ، والدفع طبعا بقدر أهمية المادة المدروسة. فالرياضيات تمنها أغلى من الفيزياء والعربية أرخص وهكذا وقيس على دلك في باقي المواد.
ومن المصادفات التي تثير الكثير من التساؤل أن الأعوان هم كذلك يشاركون في هدا الموسم وتجدهم مجندين بابتسامتهم الصفراء التي لا تعرف إلى الطريق إلى وجوههم سوى في هده اللحظات ، وتجد الكل يستقبلك ببشاشة وزيادة ، وكأنك في ثانوية في إحدى الدول التي تحترم نفسها.
ادا قادتك الصدفة هده الأيام ودخلت من إحدى بوابات مؤسسة من المؤسسات فلا تستغرب من طقوس وطرق بعض "المردين" ، فادا كان الفلاحين والناس البسطاء يستسقون المطر من السماء كلما جفت السدود وقلت التساقطات ، ويخرجون وكلهم خشوع وتضرع إلى الله ، فان ظاهرة التضرع والطلب لا تقتصر على الفلاحين بل هناك صلاة استسقاء متميزة وتغري بالمشاهدة إنها"صلاة استسقاء النقط" هده المرة وليس المطر ومن طرف التلاميذ وليس الفلاحين، ويتوجه بها إلى البشر (الاساتدة) وليس إلى الله كما يفعل في الصلاة الأولى ، وهو لا يرتبط بجفاف السدود بل بجفاف النقط ، ولا يتعلق الأمر بحقينة وصبيب الأنهار و إنما بصبيب المعدلات والنتائج... لكن ما يوحد الموسمين هو توظيف نفس الوسائل والقاموس المتمثل في آيات من الخشوع و الإلحاح في الطلب سربال من الدعوات وتصنع الطيبوبة وتوظيف أجمل ما جادت به القريحة في مجال التصنع واللباقة والتملق ، وشتان بين التملق والطلب والتقرب من رب العباد وبين العباد للعباد، انه موسم متميز وممتاز ، متميز بطقوسه الدعوية وممتاز لأنه يعلم التلميذ آداب التسول والتملق والتصنع والتزلف حتى ادا خرج إلى المجتمع عرف كيف يحتال ويخدع ويتصنع ؟!!.
كما أشرنا سابقا إلى ضرورة القراءة التأملية لهده الظاهرة لأننا لا نحاكم السلوكات التي هي نتيجة حتمية ومنطقية للمجموعة من العوامل المتداخلة ، وهدفنا هو أننا نهفو إلى إثارة الظاهرة في بعدها العميق لربطها بنبض المجتمع ، لنقول إن ظاهرة "تسول " النقطة لهي الشجرة التي تخفي الغابة كما يقال ، إنها تخفي الواقع الحقيقي لمؤسستنا التربوية وللفعل التربوي بشكل عام. إنها لتكشف عمق الأزمة وما يعتمل داخل هده الأسوار(أسوار الثانوية طبعا) من زبونية ومحسوبية وعلاقات تؤسس للفعل التربوي ، إنها تؤشر على تغلل ظواهر مرضية تسود المجتمع إلى أجل مؤسسة إنها صانعة أجيال الأمم ،وقد صدق المهدي المنجرة عندما قال "...ادا وجدت مثل هده الظواهر مستشرية في رحم مؤسسة من المفروض أن تكون النبراس والموجه فقرأ على التربية والمربي ومستقبل الأمة السلام".
قد لا نلقي بضلال المسؤولية على التلاميذ لوحدهم ، خصوصا عندما نجد الأب التربوي النصوح الذي يمثل القدوة يمارس ويدعو لمثل هده التصرفات ، فكما يقول المثل العربي ادا وجدت رب الأسرة يضرب على الطبل فلا تلمن الأطفال ادا وجدتهم يرقصون ، نعم لا لن ألقي اللائمة على طرف دون أخر ، لأن الظاهرة أعمق أعقد مما نتصور لان التلميذ لا يتصرف بالصدفة ولا المجانية ، لأنه عندما يلاحظ أن صديقه قد حصل على نقطة جيدة بتدخل الإطار "التربوي" الإداري الفلاني فانه سيلجأ إلى نفس الأسلوب، انه سيتقاعس إلى أن يحين موسم استسقاء واستدرار عطف الاساتدة للحصول على النقطة، يا للهول عندما تتحول المؤسسات التربوية إلى مجال للتربية على التملق والزبونية والمحسوبية...مادا ننتظر من تلميذ وظف مند بداية مسيرته الدراسية أساليب كهده قصد الوصول إلى غاية النجاح ، أي معنى لهدا النجاح ؟مادا ننتظر من "إطار تربوي" إداري يوظف رأسماله الرمزي من ابتزاز نقطة لابنه وابن عائلته أو جيرانه؟ بل أي معنى لهده المؤسسة التي تسود فيها مثل هده السلوكات التي ننتظر منها أن تنتج مواطن صالح ! ، مواطن يعي واجباته قبل المطالبة بحقوقه ، مواطن فاعل يتصف بالنزاهة والشفافية والمصداقية ولا يحابي أحدا ، مواطن بمعنى المواطنة وليس التي يروج لها عبر الأبواق الرسمية.
تتجرع نفوسنا مرارة الألم من السلوكات اليومية للكثير من المواطنين التي تحمل الكثير من الضحالة،انطلاقا من البقال مرورا بسيارة الأجرة و بائع الجرائد و موظفي الإدارات.....وصولا إلى سلوكات السياسيين داخل قبة البرلمان وخارجها، الكل يشجب كل هده السلوكات ويتساءل عن مصدرها ، وننسى أو نتناسى أننا مسئولين عن إنتاج وإعادة إنتاج بل وتفريخ مثل هده السلوكات والتصرفات وغيرها، بدءا بالأسرة مرورا بالمدرسة وهنا مربط الفرس، فكيف تطلب من تلميذ اليوم أن يكون غدا مثلا للنزاهة وللشفافية وللمواطنة وغيرها من الشعارات الجوفاء، وهو اليوم يتصرف وسيتدخل "أبتيوس" التملق والحذلقة والعلاقات والمحبات...إنها لمفارقة غريبة وعجيبة أن تكون مؤسساتنا مجالا خصب لغرس سلوكات أقل ما يقال عنها أنها لا تربوية ، حتى لا أقول شيئا غير هدا.
أظن أن السيل بلغ الزبى في مجال التربية والقيم السائدة داخل مؤسساتنا التربوية ، لدا أنادي من هدا المنبر بإقفال أبواب مؤسساتنا التربوية ولو مرحليا حتى نتقى شر ما تنتجه من سلوكات وقيم لا تربوية و لا أخلاقية ، إلى نكون أهلا وفي مستوى الفعل التربوي الخلاق ، والى أن تكون لنا ولو ذرة إرادة في التغيير وفي التربية ...صدقوني ادا قلت لكم لقد راعني وألم في نفسي كثيرا عندما دخلت صباحا ووجدت هرجا ومرجا أمام باب الإدارة من تلاميذ وأطر إدارية وأعوان تساءلت عن السر ، وكنت أظن أنه ربما حفل للمتفوقين في المؤسسة ، فإدا بي أفاجأ أن المسألة ترتبط بالنقط.كل هدا من أجل النقط ؟ أفعلا نختصر رسالة التربية والمربي في النقطة ؟ كل هده الشهور من أجل هدا ؟
فعلا تنتج وتبدع كل أمة وشعب بحسب حاجاتها وطموحاتها و مشروعها التربوي ، وهنا أتساءل هل فعلا نفتح صباح مساء أبواب المؤسسات التربوية من أجل فعل تربوي حقيقي ؟ أم أننا نقوم بدلك تمضية للوقت وحفاظا على شروط الاستقرار الاجتماعي لأصحاب القرار والمصالح ؟ أخشى أن يكون الجواب بالإيجاب، ألدينا رؤية في إنتاج أجيال فاعلين غير معاقين في السلوك والفكر والقيم؟
وأخيرا نعتقد أن ظاهرة "تسول النقط" ليست سوى اندار أخير إنه يجسد ما وصلت إليه مؤسستنا التربوية، لدلك فما يسمى بشعار المؤسسة كفضاء للترسيخ السلوك المدني والتربية على المواطنة والقيم، ليس سوى دليل على التيه والعشوائية والتخبط بدون إستراتجية واضحة، لدلك فهده الوصفات الموسمية لا تغني ولا تسمن ، مادامت الأمراض تكاثرت واستفحلت الشيء الذي يعجل بعملية جراحية في الجسد التربوي ككل قبل فوات الأوان ، وكل تسول نقطكم غزيرة.









آخر مواضيعي

0 القنوات المغربية تا هي دوزت الإمتحان....
0 لما الموت أيها المشايخ؟؟؟
0 الشيطان إمرأه
0 هل تستطيع أن تكون مثل هدا المواطن؟ لا أظن
0 فضحتك...فعذروني
0 فضحتك...فعذروني
0 البطة التي أحزنت العالم
0 ناجح ...ناجح...تمهل
0 تنبيه هام
0 يوميات مصحح


saad_kalifa
:: دفاتري بارز ::


تاريخ التسجيل: 28 - 12 - 2008
المشاركات: 120

saad_kalifa غير متواجد حالياً

نشاط [ saad_kalifa ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 30-01-2009, 20:07 المشاركة 2   

هذه الظاهرة ليست بالجديدة ولا الغريبة وهي لا تقتصر على الأباء والإداريين بل حتى العاملين بالقسم والنيابات و...ونحن أبناء الدار ونعرف من يحصل على الهدايا وله فيها مآرب أخرى. لكن الحقيقة أنهم يعرفون الشخص وأقصد المدرس الذي يلجأون إليه فهم يعرفون كل واحد بمواقفه ومبادئه . وهو نفسه كيف يتصدق بشيئ لا يملكه؟ فإن خاطب المتسول بما يرضي الله وضميره لن يكررها ثانية، لكن إذا تصدق الأستاذ بما لا يملك يعد محرضا وستلصق به هذه الصفة وبالتالي تفرض عليه وقد يقال بان له نصيب وهو أمر وارد جدا وقد عاينت مدرسا يشتكي من تصرف زميل له،أما إذا كان إداريا ووافقه الأستاذ فهذا دليل على تبادل المصالح وعلى التعليم السلام.أعتقد أن رجل التعليم المخلص في عمله يخلص في تربية أبنائه فهم مجال استثماره ومادام هذا ميدانه فهو يعرف أن المتعلم يجب أن يكون له أساس وليس صدقة من لا يملكها.
مجرد رأي مع احترامي


التعديل الأخير تم بواسطة saad_kalifa ; 30-01-2009 الساعة 20:27

مراد الزكراوي
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية مراد الزكراوي

تاريخ التسجيل: 10 - 3 - 2008
السكن: وجدة الناظور
المشاركات: 3,135

مراد الزكراوي غير متواجد حالياً

نشاط [ مراد الزكراوي ]
معدل تقييم المستوى: 521
افتراضي
قديم 31-01-2009, 11:49 المشاركة 3   

هههه.فعلا يا أخي.المشكل أن هناك العديد من الأساتذة المحسنين

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تسوء, خاص, نوع

« استاذي واستاذتي: كيف تكسب-ين- محبة تلاميذك ؟ | أ مقاهي ج.أيت يدين..الخميسات..تحولت الى ادارات تربوية...؟؟ »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عش في حياتك بوجه بسوم وقلب كبير وروح متفائلة دفاتر نيت النثر والخواطر 0 06-06-2011 01:24
العلاج بضوء الفجر ilham2009 دفاتر المواضيع الإسلامية 10 23-06-2009 19:17
النجدة أبي تسوء حالته أم آدم 04 الأرشيف 48 20-11-2008 18:26
اشياء صغيرة و لكنها تشوه جمالك ...ابتعدى عنها ام منصف الأناقة و الجمال 6 02-11-2008 08:54


الساعة الآن 00:27


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة