نجح الباحثون السويديون من معهد كارولينسكا الشهير في استوكهولم عام 2003، في الكشف عن الجين المسبب لعسر القراءة Dyslexia عند الأطفال. ويأمل العلماء أن يعينهم هذا الكشف في وضع استراتيجية علاج مبكر للحالة التي تنغص حياة الطفل والوالدين على حد سواء.
وكتب فريق العمل بقيادة يوها كيري في مجلة «PNAS» المتخصصة، أن الخلل الذي اكتشفوه في جين DYXC1 يفسر معظم حالات ضعف القراءة التي تصيب الأطفال وليس كلها. وظهر من البحث أن هذا الجين هو المسؤول عن بناء بروتين معين تم فصله لدى معظم الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، ويعتبره العلماء المسؤول الأساسي عن الحالة. ونجح العلماء في فصل البروتين المذكور في أدمغة الأطفال أساسا، ويعتقدون أنه المسؤول عن اضطراب عملية الاستقلاب (التمثيل الغذائي) في خلايا الدماغ العصبية.
وحسب تقرير يوها كيري وفريق عمله في مجلة PNAS، فانهم عثروا على جين عسر القراءة من خلال مقارنة التركيبة الوراثية لأعضاء 20 عائلة فنلندية، يعاني أفرادها من عسر القراءة ومن عسر الكتابة أيضا إلى حد ما، مع التركيبة الوراثية لأفراد عوائل لا يعانون من هذه الحالات.
كما أظهرت الدراسات أن الصبيان اكثر عرضة من البنات للتوقف بوجوم أمام كتاب القراءة. وأثبتت أن الأولاد اكثر عرضة للحالة بمرتين الى ثلاث مرات من البنات.
ودعا الباحثون من جامعة غوتنغن الأطباء إلى الحذر من العجلة في تشخيص عسر القراءة لأن دراساتهم تشير إلى نسبة عالية من الحالات التي كان الخلل في البصر مسؤولا عنها. هذا مع ملاحظة أن امتحان القراءة نفسه قد يؤدي إلى تعب نظر الطفل حينما يطول، ويخدع الطبيب باحتمال معاناة الطفل من عسر القراءة.
حيث أجرى الأطباء في عيادة البصر في غوتنغن دراسة شملت 33 طفلا يعانون من التعب والصداع حينما يقرأون ويعتقد أطباؤهم أنهم يعانون من عسر القراءة. واتضح أن نسبة 84% من الحالات لا علاقة لها بعسر القراءة، ويمكن تفسيرها على أساس قصور في البصر مثل قصر النظر والاستغماتيزم وغيرها.